خلق الأرض

الفصل السابق - الفصل التالي - عَوْن


إنه مبدأ أساسي لنظرية النشوء أنه لا يمكن أن يكون هناك حدود ثابتة لاحتمال التغير في الكائنات الحية لأن النظرية تفترض أن كل المخلوقات الحية في عالم اليوم سواء كانت النباتات أو الحيوانات تطورت عن متعضية وحيدة الخلية. هذا هو مفهوم شجرة العائلة للكائنات الحية، التي تواجه الدارس في معظم الكتب التي تتناول علوم الحياة، والعلوم التاريخية، وحتى تاريخ العالم. ليس من معاهد رئيسية ذات تعليم عالٍ في أي مكان في العالم "على حسب معلوماتي" (تقدم شهادات عليا متقدمة في العلوم الطبيعية حيث يكون مفهوم شجرة العائلة في نظرية النشوء العامة مرفوضاً). ومع ذلك، ويا للذهول، فإن قرناً من البحث على يد آلاف الإختصاصين قد أخفق في أن يقدم أي دليل واضح يناقض العقيدة الكتابية لأن الكائنات الحية قد خُلقت لتتكاثر كل بحسب جنسها ونوعها.

بدلاً من شجرة عائلة واحدة للكائنات الحية يقدم الكتاب المقدس صورة عن غابة عملاقة من الأشجار للكائنات الحية، وكل "شجرة" خُلقت بشكل فائق الطبيعة متمتعة بإمكانيات جينية لتنوعات وتفرعات، ولكن ضمن قيود محددة لهوية "شجرةٍ" مخلوقةٍ. وهكذا فقد خُلق الجنس البشري متمتعاً بإمكانيات للتنوع إلى أجناس عديدة متمايزة بشكل واضح عن بعضها كما العماليق ذوي الأقدام التسعة في فلسطين القديمة والأقزام ذوي الأقدام الأربعة في وسط إفريقيا ولكن لم يكن هناك أي شك جدي في أن يكون البشر بشراً وأن الأجناس المتنوعة تنتمي إلى نفس شجرة العائلة.

 

غابة أشجار العائلة

غابة أشجار العائلة:

في تغيير كلي لنظرية النشوئية في أن كل الكائنات الحية على هذا الكوكب قد تطورت تدريجياً (أو حتى في فورات نشاط) عبر مليارات السنين، مثل شجرة عملاقة من إحدى ذرات الحياة، يعلمنا النموذج الكتابي أن الله خلق بشكل مباشر غابة ضخمة من "أشجار حياة" مستقلة على نحوٍ دائم. وبحسب منظور الخلق، كل الأنواع الأساسية (الأنواع المخلوقة) للكائنات الحية التي وجدت على الإطلاق (مثل البشر والغوريلا والكلاب والقطط) قد خُلقت في أقل من أسبوع وتكاثرت "حسب جنسها" منذ ذلك الحين (تكوين 1؛ لاويين 11). لقد خلق الله هذه "الأنواع" مع إمكانية كبيرة للتغاير الجيني إلى أجناسٍ وسلالاتٍ و هجنٍ،....إلخ. ولكن من ناحية التطور إلى أنواع جديدة أو حتى تحسين أنواع موجودة، هكذا تغايرات تتميز دائماً بضعف جيني جوهري في الأفراد، بما يتناسب مع النتائج التي وردت في القانون الثاني من الترموديناميك، من خلال التكاثر الجيني وتراكم التغايرات الإحيائية الضارة ومن هنا فإن التغيرات التي تطرأ على الكائنات الحية عبر الزمان تكون دائماً ضمن الحدود المحصورة الضيقة للأنواع المخلوقة وتنحى دائماً إلى تمايز جوهري. إن الطوفان في التكوين قلّل من إحتمالات التغاير المذهلة هذه ولكنه لم يدمرها.

 

من الواضح أن الله خلق أنواعاً معينة من الحيوانات تتمتع حتى بإمكانية أكبر للتنوع من البشر. فمثلاً، خلال القرون القليلة الماضية تطورت مئتا سلالة من الكلاب، المختلفة عن بعضها البعض ككلاب الداني الضخمة وكلاب الدشهند، ولكنها تنتمي جميعاً إلى نفس نوع المخلوقات هذا ليس دليلاً على النشوء؛ بل على العكس تماماً، لأن معظم هذه التغيرات تقلل قدرة الحيوان على البقاء في الطبيعة. ليس بالتغيارات الأحيائية[114]، بل بإعادة اتحاد مواد جينية موجودة، تظهر أجناسٌ جديدة إلى الوجود.

"عندما يمهد شعبٌ حدودي لمنطقةٍ جديدةٍ فإنه لا يمكن أن يأخذ كل الجينات التي في الشعب الأم بل جزءاً منه. ومن هنا، إن كل جنس أو نوع جديد يتطور عن الذي سبقه، يمتلك مجموعة جينية غير ناضجة تماماً ويعوزها التنوع في الأجناس. لهذا السبب فإن نضوب أو هلاك مجموعتها الجينية الناشئة عن الإنتقال الجيني هو الثمن الذي يجب أن يدفعه كل جنس أو نوع من أجل الحصول على امتياز المجيء إلى الوجود.... إن المصير المأساوي للأنواع والأجناس المتحولة والمتخصصة هو، لهذا السبب، موت جيني، كأمر لا مفر منه".[115]

 

كلاب الدَّشْهَنْد وكلاب الدانيّ

كلاب الدَّشْهَنْد[116] وكلاب الدانيّ[117]:

إن الفروقات الجسمية الكبيرة والغريبة الموجودة بين حوالي مئتي نوع من الكلاب (القادرة جميعاً على التزاوج الهجيني) تقدم لنا صورةً كاملةً عن غنى المجموعات الجينية التي خلقها الله. إن الكلاب السبنيلية، والتريرية، والبيجلية، والسلوقية، والبلدوغية، والكولية، وغيرها- تختلف بشكلٍ كبيرٍ عن بعضها في الحجم والشكل واللون والنموذج ونمط الشعر والقدرات، ولكنها جميعاً تنتمي إلى نفس "شجرة" نوع الكلاب. فهناك أغصان كثيرة ولكن الشجرة واحدة. لقد خلق الله شيفرة الـ د. ن. أ. (الحمض النووي) لهذه "الشجرة" لتصير كلاباً، وطالما بقي الكون، فما من كلبٍ سيصبح قطةً، وما من قطة ستصبح كلباً. إن كان العالم الحالي قد غمره طوفان مياهٍ على نحوٍ مفاجئ، فإن علماء المستحاثات النشوئيين للعصر المستقبلي (إن لم تكن النشوئية قد انقرضت آنذاك) سيفترضون، بلا ريبٍ، أن مستحاثات كلاب الدَّشْهَنْد لابد أن تعود إلى مليون سنة قبل مستحاثات كلاب الدانيّ. وعلى نفس المنوال، قد أُعيد تشكيل أو صياغة نظرية نشوء الخيول والإنسان. إن التغاير داخل الأنواع هو النقيض تماماً للنشوء لأن الحدود أو التخوم التي وضعها الله لا يمكن أبداً تجاوزها والتغيرات الجديدة التي تظهر (من خلال التوحد الجيني من جديد) تمثل إضعافاً أساسياً للأفراد في هذه التنوعات المنفصلة.

 

إعادة الإتحاد تُقسم إلى أجزاء صغيرة وتضعف الطراز العرقي ولا يمكن أن تؤدي إلى تحول أي طراز أساسي إلى طراز آخر.[118]

على الرغم من أن المورفولوجيا "بنية وشكل الأجسام" وقابلية التهجين (قدرة الذكر والأنثى على التزاوج وإنجاب جنين) والعدد الصبغي هي طرقٌ مفيدةٌ لتحديد الأنواع المميزة المتمايزة للكائنات الحية، والسلالات في بعض الحالات لا تكون واضحة كفاية. في الواقع، لقد قدم بعض العلماء الإنجيليين تنازلات كبيرة للنظرية النشوئية باقتراحهم أن "الله خلق الانظمة والانتقاء الطبيعي ٍاستلم زمام الأمر من هناك"، وأنه "في بعض الحالات يمكن تطبيق الأصناف أو حتى الشعب".[119]

هنا من المهم أن نميز أو ندرك أن الكتاب المقدس يقدم التقيدات أو الحدود فيما يتعلق بمدى شمولية الأنواع المخلوقة. في دراسة عن المصطلح "نوع أو جنس" في كلا تكوين 1 ولاويين 11، استنتج ج. بارتون ريني أن "الجنس لابد أنه يشير إلى أقسام جزئية داخل أنماط الحياة الموصوفة وليس الخاصية العامة للأنواع نفسها".[120]

ومن هنا، وفيما يتعلق بتكوين 1 "بينما كلمة جنس (نوع) لا تتطلب هنا الخلق المنفصل المستقل من قبل الله لكل نوع، بل يتطلب على الأقل خلقاً منفصلاً للفصائل داخل الأنواع". وبالنسبة للاويين 11، إنه يظهِر أن الـ "أنواع" للطيور تمتد إلى أجناس على الأقل. "إضافة إلى ذلك تبين أن كلمة جنس هي مصطلح لتعداد تقني؛ ولا يُستخدَم في أي مكان آخر سوى الأحاديث، كما نرى في الكتاب المقدس. يقول المعجم العبري بشكل مؤكد أن كلمة "جنس" في الكتاب المقدس لها معنى أوحد وحيد، وتحديداً "أنواع".[121]

إضافة إلى التقيدات على المصطلح "نوع/جنس" في لاويين 11، لدينا أيضاً دليلاً رئيسياً عن حجم فلك نوح. إن الهدف من هذا المركب المشيد كان أن ينجي من طوفان عالمي كوني إثنين (زوجاً) من كل "نوع" من المخلوقات التي تتنشق الهواء (تكوين 6: 19-20، 18: 17). قدر إيرنست ماير أنه كان هناك حوالي 17600 نوعاً من الثدييات، والطيور والزواحف والبرمائيات الموجودة في العالم اليوم. على افتراض أن الحجم العادي لهذه الحيوانات هو حوالي حجم غنمة (هناك بضعة حيوانات كبيرة الحجم حقاً)، فإن هذا سيضمن متسعاً ليس فقط لزوج من كل نوع من الحيوانات التي تتنشق الهواء في عالم اليوم، بل أيضاً لآلاف الأنواع التي ظهرت إلى الوجود منذ الطوفان. من هنا يبدو واضحاً تماماً أن "الأنواع" في التكوين لا يمكن أن توازن أو تسوّى بـ "الأنواع" التصنيفية إن كان يتوجب على فلك بهذا الحجم أن يشيّد ليحوي على زوج من كل "نوع".[122]

ألح بعض العلماء الإنجيليين بأن نشوء سلالة الخيول من نوع (Equidae) هو دليل قوي على أن "أنواع" التكوين كانت كبيرة العدد. ولكن ج. إي. كيركبت، في مناقشة لنظرية النشوء المزعومة للخيول, يقول أن "القصة الحقيقية تستند إلى حدٍ كبير على من سردها والزمان الذي رويت فيه."[123] فيقول:

"في الوقت الحاضر، إنها مسألة إيمان في أن صور الكتاب المدرسي حقيقية، أو حتى أنها هي أفضل تمثيل للحقيقة متاح لنا في الوقت الحالي. أحد الأشياء المتعلقة بنشوء الخيول قد صارت واضحة.... فبدلاً من شجرة عائلة ازدادت أغصان الشجرة في حجمها وتعقيدها إلى أن وصلت الآن إلى شكل أقرب ما يكون إلى أجمة أكثر منها شجرة. في بعض الأحوال يبدو وكأن نمط نشوء الخيل عشوائياً كما اقترح أوزبورن (1937، 1943) لأن نشوء رتبة الحيوانات الخرطومية، حيث "لا تُعتبر ولا بأي شكل من الأشكال المعروفة من سلالةٍ أو متحدرة من أي نوع معروف آخر؛ فكل تصنيف ثانوي من المفترض أن يكون قد بذل بشكل منفصل تماماً واعتيادي بدون أي مرحلة متوسطية معروفة من أسلاف مشتركين فرضيين.[124]"

على ضوء هذا الحديث، يبدو بالكاد وجود علامة لدى الثقافة الإنجيلية لتستخدم النشوئية المزعومة عن الخير كأساس لتحديد تعريفنا لـ"الأنواع" في التكوين.

ما هي بعض القيود على التنوع في النباتات والحيوانات التي اكتشفها العلماء في القرن الماضي؟ بالدرجة الأولى قوانين ماندل التي هي أساسية لعلم الوراثة. لقد قيل أن داروين ما كان سيُقنع العالم بنظريته لو كانت اكتشافات ماندل قد وصلت إلى الإعتراف والتقدير الذي تستحقه.[125] هذه القوانين توضح كيف أن التغايرات يمكن أن تحدث بشكل عادي فقط ضمن حدود محدودة، وفي تجانس مع الخلق "بحسب جنسه". بالدرجة الثانية، إن التغايرات غير السوية أو "التغايرات الأحيائية"، كلها ضارة عملياً أو مميتة للمتعضية، كما أظهرت بوضوح التجارب على ذبابات الندى التي تصيب الثمار. كان جورج غلورد سيمبسون قد كتب: "إذا كان معدل التغاير الأحيائي 1 بالألف- وهو معدل التغاير الأحيائي العادي- وإن كان حصول كل تغاير أحيائي يضاعف فرصة حدوث تغاير أحيائي في نفس الخلية، فإن احتمال حدوث خمسة تغايرات أحيائية في نفس الوقت في أي فرد سيكون مضاعفاً بمقدار 10 22. هذا يعني أنه إن كان العدد الطبيعي المتوسط هو مئة مليون وإن كان الجيل الطبيعي يدوم يوماً واحداً فإن هكذا حادثة كمثل ظهور خمس تغايرات في نفس الوقت في فرد واحد سيتوقع أن يتم مرة كل 274 مليار سنة.[126]

ليس هناك دليل على نشوء النباتات كما على نشوء الحيوانات أيضاً. ولقد قال سي. أ. أرنولد:

"ينبغي أن نقرَّ حقاً بأن هذا التوق (لإيجاد دليل على نشوء النبات) قد تحقق بشكل ضئيل، إلى حد ما، رغم أن البحث في علم المستحاثات جارٍ منذ حوالي 100 سنة"[127].

وماذا عن الحشرات؟ "إننا نجهل أصل الحشرات"، هذا ما يقوله بيير بي. غراسي، وهو عالم حيوان مشهور ورئيس سابق لكلية العلوم ومحرر لمجلد مكون من 35 جزءاً عن علم الحيوان (1948- 1972)[128].

 

عربات السكة الحديدية المقطورة

الأنواع المخلوقة، فلك نوح، وعربات السكة الحديدية المقطورة:

كان فلك نوح أكبر بنية مشيدة على الإطلاق قد بنيت لتطفو على مياه البحار حتى أواخر القرن التاسع عشر حيث بنيت مركبات معدنية عابرة للمحيطات لأول مرة. لقد كانت بارجة، وليست سفينة ذات جوانب مائية، ولذلك كانت تتمتع بقدرة على الشحن أكثر بحوالي 30 بالمئة من سفينة بنفس الأبعاد. وإذا افترضنا أن الطول الأدنى للكوبية (18 إنشاً) فإن الفلك كان له طاقة استيعاب تقارب 140 ألف قدماً مكعبةً، لذلك كانت ضخمة جداً حتى أنه كان يمكن وضع 522 عربة سكة حديدية مقطورة في داخلها. وبما أن زوجاً من كل مخلوق حي في العالم أمكن حمله فيها بشكل مريح في حوالي ما يقارب 150 عربة مقطورة فإذاً كان هناك مكاناً واسعاً في فلك نوح لأجل كل الأنواع الحية اليوم، إضافة إلى زوج من كل نوعٍ من الحيوانات التي تتنشق الهواء، إضافة إلى الطعام الذي يحتاجونه جميعاً.

إن ضخامة الفلك تقدم لنا مؤشرات هامة إلى عدد "الأنواع" التي تتنشق الهواء التي خلقها الله في تكوين 1. إن مملكة الحيوان لم تتطور من بضعة مئات من "الأنواع" الأصلية أو من نوع واحد فقط.

الحجم الضخم الهائل لهذه البارجة مستوية القاع وذات جوانب القائمة الزاوية تسوي مسألة إذا ما كان سفر التكوين يقصد أن يعلمنا مفهوم طوفان عالمي كوني؛ لأن هكذا بنية مشيدة ما كانت هناك حاجة إليها لإنقاذ الحيوانات في حالة من الطوفان المحلي. في الواقع، لم تكن هناك حاجة بالتأكيد إلى تلك على الإطلاق لأن عائلة نوح (بغض النظر عن الحيوانات) كان يمكنها بسهولة أن يوجهها الله لكي تهاجر إلى منطقة ما لم تتأثر بطوفان محلي. بما أن الله لا يعطي البشر أوامر حمقاء أو لا ضرورة لها، ولعله يمكننا أن نكون على يقين بأن الفلك كان أساسياً وضرورياً للبقاء والنجاة للكائنات التي تتنشق الهواء خلال هذه الكارثة العظيمة التي دامت سنةً. انظر ويتكمب وموريس، "غماء التكوين"، منشورات الكنيسة المشيخية والمصلحة: 1961، ص 65- 70.

 

 

ثمة تقييد جدي جداً ثالث لاحتمال التغاير في العالم الحي هو وجود متعضيات شديدة التعقيد وبُنى لا يمكن أن تعمل بشكل فعال إلى أن تكون مكتملة. "وهي إما أن تكون كاملة أو عديمة النفع كلياً". فعلى سبيل المثال، الأذن البشرية:

"معقدةٌ بما يفوق الوصف.... وعضو الصوان وحده الذي يشبه الخلنج الحلزوني، والذي يبلغ قطر حرف خلاياه 3 مم في الأذن الداخلية التي تبدو وكأنها تلعب دوراً حاسماً في الطريقة التي نسمع بها طبقات الصوت واتجاهه يحوي حوالي 20000 عصبة وأكثر من 30000 نهاية عصبية[129]".

كيف يمكن للأذن أن تعمل إذا كانت الأجزاء المنفصلة بحاجةٍ لأن تتضام معاً بالصدفة عبر ملايين السنين؟

وماذا عن العين البشرية بالـ 130 مليون من العصيبات والعصيات الضوئية؟ هذه ".... تسبب ارتكاسات كيميائية ضوئية تحول الضوء إلى نبضات كهربائية". في كل ثانية تنقل مليار من هذه النبضات إلى الدماغ[130].

"من الوضح تماماً أنه لو سارت أبسط الأشياء في الطريق الخطأ- مثلاً أن تكون القرنية غائمة أو أن يخفق بؤبؤ العين في الاتساع, أو أن تصبح عدسة العين معتمة, أو لا يتحقق التركيز البؤري- فعندها لا تتشكل الصورة على نحوٍ صحيحٍ واضحٍ.

إن العين إما ان تقوم بوظيفتها بشكلٍ كاملٍ أو تخفق في ذلك. فكيف يمكن إذاً أن تكون العين قد نشأت عبر تطور بطيء ثابت في تغيرات متناهية في الصغر على مبدأ داروين؟ هل من الممكن أن تكون آلافٌ وآلاف من التغايرات الأحيائية قد حدثت بالصدفة بشكلٍ عرضي بحيث أن العدسة والشبكية, التي لا يمكن أن تعمل إحداهما دون الأخرى, قد تطورتا بتواقت؟ ما القيمة التي يمكن أن تتمتع بها العين التي لا ترى؟ هذه بعض من التساؤلات التي جعلت داروين يضطرب: "حتى اليوم تجعلني العين أرتعب خشية", هذا ما كتبه إلى صديقه عالم النبات آساغري في شباط 1860[131]".

إذاً من أين تأتي الأذنان والعينان؟ إله الخلق الحي اللا متناهي والشخصي للخليقة يلفت انتباهنا إلى قوله:

"اَلأُذُنُ السَّامِعَةُ وَالْعَيْنُ الْبَاصِرَةُ الرَّبُّ صَنَعَهُمَا كِلْتَيْهِمَا" (أمثال 20: 12).

"اِفْهَمُوا أَيُّهَا الْبُلَدَاءُ فِي الشَّعْبِ وَيَا جُهَلاَءُ مَتَى تَعْقِلُونَ؟ الْغَارِسُ الأُذُنَِ أَلاَ يَسْمَعُ؟ الصَّانِعُ الْعَيْنَ أَلاَ يُبْصِرُ؟ الْمُؤَدِّبُ الأُمَمَ أَلاَ يُبَكِّتُ؟ الْمُعَلِّمُ الإنسان مَعْرِفَةً. الرَّبُّ يَعْرِفُ أَفْكَارَ الإنسان أَنَّهَا بَاطِلَةٌ" (مز 94: 8- 11).

يدور جدلٌ شديدٌ الآن حول التعقيدات الواضحة في الخنفساء المدفعية. فقد أشارت مجلة التايم ( Time عدد 25 شباط 1985، ص 70) إلى أن الخنفساء المدفعية:

".... تبدو فريدة من نوعها في مملكة الحيوان. فنظامها الدفاعي معقد جداً، تهجين بين الغاز المسيل للدموع وما يدعى مدفع تومي. فعندما تستشعر الخنفساء الخطر، فإنها تقوم داخلياً بمزج أنـزيمات محتواة في إحدة الحجرات في جسمها بمحاليل مركزة ذات مكونات غير مؤذية، وتضع في حجرة أخرى هيدروجين فوق أوكسيدي وكينون مائي. وهذا يولّدُ رذاذاً مؤذياً من كينون بنـزيني لاذع كاوٍ، يتفجّر من جسمها بدرجة غليان تصل إلى 212 درجة فارنهايت. وإضافة إلى ذلك، فإن السائل يُضخّ عبر فوهتين خلفيتين، يمكن أن تدورا، كمثل برج مدفع ب-17، فتصيب النملة الجائعة أو الضفدع بدقة متناهية".

ولكن كل المضامين الخَلْقية المشابهة لهكذا تعقيدات مذهلة قد أغفلها المحرر بشكل يروق لعالم الأحياء توماس إيزنر الذي من جامعة كورنيل. فقد كان استنتاج إيزنر يقول: إن الخنفساء المدفعية قد "وجدت لتوها استخدامات غريبة غير مألوفة لعناصر وجودها"[132].

البَلاتْبوس (منقار البطة)[133] أيضاً اكتسب شهرة سيئة في معركة الجدال بين القائلين بالخلق والنشوئيين. "فهو موجود في أستراليا فقط، ويضع بيوضاً مثل الزواحف، ولكن له غدداً للحليب مثل الثدييات، ويسبح كالبطة ولكن له فروُ القُنْدس.... والآن، وفي مقالة حديثة في مجلة الطبيعة البريطانية، يقول العلماء أن البَلاتْبوس ناقل للكهرباء: إذ أنه يستطيع [بمنقاره] أن يتحسس المجالات الكهربائية، وهو أول حيوان فقاري يملك هذه المقدرة"[134].

ولكن إلامَ يصل الكاتب في استنتاجه حول هذا المخلوق الساحر؟

"إن مستقبلات الكهرباء في البلاتبوس مختلفة جداً عنها في أسماك القرش وأسماك الورنك والشفنين البحري لدرجة أن هذا الحيوان الثديي الغريب قد طور على الأرجح إحساسه بالكهرباء بشكل مستقل. إذا كان هذا الكلام صحيحاً فإن العلماء يكون لديهم دليل قوي في معركتهم ضد الخَلْقيين. ظهور هكذا تحول في نوعٍ مستقلٍ يفترض أن هذه السمة ليست مفاجئة جداً بحيث أنها تحتاج لوحي إلهي لتفسيرها. إن نظرية داروين في التغاير الأحيائي والإنتقاء الطبيعي يبررها. إن كان الأمر كذلك فإن منقار البلاتبوس هو دليل أكيد على أن الطبيعة تفرض بقوة التنوع الغني في حديقة الحيوان الكونية[135]".

وعلى العكس من ذلك تماماً, فإن "منقار البطة" الذي للبلاتبوس, مع البنية الكلية والوظائف تشكل ضربة قاضية لمصداقية النشوئية بكل أشكالها.

 

الخيول- نتاج للنشوء؟

الخيول- نتاج للنشوء؟

كثيراً ما يقال أن مستحاثات الخيول تدل على خطٍ واضحٍ من التطور عن نماذج لحيوانٍ صغيرٍ بحجم الكلب إلى الأنواع الضخمة التي نراها اليوم. ولكن لا نجد في العالم أي مستحاثات تدل على تعاقب مباشر من حيوانٍ صغير إلى كبير. ولذلك فإن المخلوقات المختلفة الحجم التي فيها بعض ملامح الخيول ربما تكون قد عاشت في نفس العصر وفي نفس الفترة في أماكن مختلفة من العالم. لا يمكن إثبات أنها جميعها أفرادٌ من نفس النوع؛ بل حتى ولو كانت كذلك (كمثل أنواع الكلاب المختلفة)، فإن هذا لا يثبت أنها تطورت من حيوان صغير إلى كبير أو من حيوان بسيط إلى معقد. هناك عدة افتراضات حاذقة تكمن وراء تعليل المستحاثات الموجودة، وأحدها "التشاكل" (مثال: الترسب التدريجي لرواسب وتشكيل مستحاثات) و"النشوئية" (تعقيد متزايد من خلال تغيارات أحيائية مفيدة). كلا الافتراضين يتناقضان مع العلم التجريبي الوضعي والتفسير الدقيق الصحيح للكتاب المقدس. انظر فرانسيس هيتشينغ، "عنق الزرافة" (نيوهافين ونيويورك: منشورات تكنور وفيلدز، 1982)، ص 28-31.

 

مئات من أمثلة إضافية يمكن تقديمها من الدراسات الحديثة والهامة في العالم البيولوجي[136]. أحد أشهر الحالات المعروفة هي جناح الطير ذو الريش. إن غالبية النشوئيين اليوم، والذين لا يزالون يسيرون على نهج النظريات الدارونية الجديدة (نيو داروينية) الباطلة (انظر أدناه) التي لإرنست ماير، وثيودوسيوس دوبزانسكي، وجوليان هوكسلي، وجورج سيمبسون يؤكدون على أن الطيور قد تطورت من الزواحف من خلال تكيفات تدريجية متراكمة. ولكن كيف يمكن لهذه أن تكون قد حدثت؟ هل سنفترض أن بضعة زواحف قد بدأت بتطوير لواحق على جوانب جسدها ونمت في الحجم والتعقيد عبر ملايين السنين إلى أن امتلكت أخيراً القدرة على الطيران؟ حتى لو سلمنا بأن زاحفةً أمكن أن تنتج هكذا بنى، والتي هي غريبة عن رأي قوانين ماندل، فكيف أمكن لهكذا مخلوقات أن تبقى على قيد الحياة خلال الصراع على الوجود؟ إن الإنتقاء الطبيعي كان ليزيلها قبل أن تستطيع على الطيران بزمنٍ طويل. إضافة إلى ذلك, أن البنية كلها والنموذج المميز للحيوان كان ليتغير لكي يمكّنه من أن يقلع عن الأرض. نفس المشكلة تنطبق على الحشرات والزواحف المجنحة والخفافيش. لقد ظهرت في الزمان فكرة بأن الطائر الأولي المنقرض[137] كان حلقة وصل بين الزواحف والطيور لأنه كانت لديه بعض السمات من كليهما. ولكن هذا المخلوق لم يعد يعتبر حلقة وصل بين الزواحف والطيور بنفس المقدار مثل البلاتبوس ذي منقار البطة الذي كان حلقة وصل بين الثدييات والطيور. كان للطائر الأولي المنقرض أجنحة كاملة وريش كامل ولم ينجح أي نشوئي في تفسير مصدر الأجنحة والريش[138].

بسبب مشاكل من هذا النحو, ولكن خاصة بسبب عدم وجود ارتباط بين معظم الأنواع التي وجدت في سجل المستحاثات, فإن علماء المستحاثات مثل ريتشارد غولدشمت، وشنديفولف، ومؤخراً جداً ستيفن جاي غولد الذي من جامعة هارفارد، تخلوا أخيراً عن التدريجية الداروينية الجديدة (نيو داروينية) وتحولوا إلى التغيرات الأحيائية الكارثية البالغة الصغر التي تشتنل على إنفجارات هائلة من إشعاع كوني أمكنها بطريقة ما أن تنتج ليس فقط "بهائم متأملة" جينياً، بل أقران بهائم بتزاوج في نفس الوقت هنا وهناك، وذلك بالصدفة تماماً. هكذا نظرية, التي يدعوها غولد نظرية الـ"التوازن المتقطع"، تحل بشكل أنيق حلقات الاتصال المفقودة والانتقاء الطبيعي؛ ولكن من وجهة نظر علم الوراثة إنها هولية حقيقية متناظرة، ربما، مع نظرية الحالة الثابتة التي قال بها فريد هويل في علم الفلك، والتي يفترض فيها أن ذرات الهيدروجين في كل أرجاء الكون قد برزت إلى الوجود من لا شيء. مسحوقةً بالمتطلبات الواضحة للقانون الأول للترموديناميك، نبُذت نظرية هويل على نطاق عالمي تقريباً.

ومن هنا، في إجابةٍ على السؤال من أين جاءت الطيور، قال شنديفولف: " لقد انسل أول طائر خارجاً من بيضة زاحفة (متحولة)"[139]. ولكن إن كانت الطيور المتطورة بشكل كامل مع أجنحتها وريشها قد أمكنها أن تفقس مباشرة من بيوض الزواحف، فما الذي يمنع المرء من أن يتخيل أن الحيوانات الجرابية الأولى والثدييات ذوات المشيمة وحتى الكائنات البشرية قد تكون قد ظهرت بطريقة عجائبية مماثلة؟ يعتقد القائلون بالخلق أن إلهاً قوياً وشخصياً وحده بمقدوره أن يصنع المعجزات؛ ولكنهم أيضاً يعتقدون أن المعجزات التي صنعها في خلقه العالم الحي كانت مختلفة جداًعن تلك التي يتخيلها القائلون بالتغيار الأحيائي أمثال غولدشمت وغولد.

إجابة على ذلك, قد يطرح الجدل بأن عقيدة الخلق منافية للعقل كبديل عن التغيار الأحيائي البالغ الصغر, لأنه يشترط الظهور المفاجئ لطيور مكتملة النمو من مادة لا عضوية. ولكن هذا ليس اعتراضاً مقبولاً لأن النشوئية لها صفة التفاعل المستمر عند طرحها لفكرة أنه لا يحق لغولدشمت أو شنديفولف أو غولد أن يحتكموا إلى القدرة غير المتناهية لإله الخلق الشخصي. وبدون الله, لا يبقى للنشوئيين أي شيء آخر يستندون عليه لتقديم دينامية ضرورية لنظرياتهم سوى قوة السحر.

لقد علَّمَنا الرب يسوع المسيح وتلاميذه من خلال المبدأ والمثال كليهما أن نقبل استناداً إلى الثقة بالله التاريخية المطلقة (وأيضاً العصمة) لأحداث جرت قبل إبراهيم كما دونها سفر التكوين 1- 11. إن كل أصحاح من هذه الأصحاحات الإحدى عشر يُشار إليها في مكانٍ ما في العهد الجديد. إضافة إلى ذلك، فإن كل كاتب للعهد الجديد يشير إلى التكوين 1- 11. وأخيراً، أشار الرب يسوع المسيح إلى كل أصحاح من الأصحاحات السبعة الأولى في التكوين بطريقة تفترض مسبقاً حقيقتها التاريخية. ومن هنا, لعله يكون لدينا ثقة كاملة بأنه ما من اكتشافاتٍ "علمية" يمكن أن تتناقض مع التعليم الواضح في إعلان الله المكتوب. [140]

إن النشوئية لم تنتج نموذجاً موثوقاً يُعول عليه في تفسير حفظ مليارات من مستحاثات النباتات والحيوانات في قشرة الأرض. ولم يتطلب الأمر دهوراً طويلةً لهذه الطبقات للترسب. إن المستحاثات في الصف الجيولوجي لا تدل على تسلسل في أحداث خلق منفصلة (وبالتأكد لا تدل على عمليات نشوئية), بل عن تتابع لحوادث موت ودفن من خلال تعقيدات هيدروديناميكية في الطوفان الكبير. ولذلك ليس من دليل جيولوجي موضوعي يتناقض مع ما جاء في الكتاب المقدس عن أن الأشجار المثمرة قد خُلقت قبل المخلوقات البحرية.[141]

لقد واجه النشوئيون أيضاً إخفاقاً كاملاً في محاولاتهم في أن يشرحوا كيف تتطورت الحياة الأولى من مواد كيميائية فاقدة الحياة. [142] ولذلك فليس من دليل تجريبي متوافق يتعارض مع شهادة سفر التكوين بأن الله خلق أنواعاً كثيرةً جداً من النباتات والحيوانات، صغيرة وكبيرة، خلال بضعة أيام فقط. إن مفهوم "شجرة الحياة" في النشوئية قد تلقت ضربات صاعقة خلال السنين المئة من البحث ما بعد الدارويني عن أشكال متحولة انتقالية (فروع واصلة) لم توجد على الإطلاق. ومن هنا، فإن إعلان الله في الطبيعة لا يزال يزداد انسجاماً باطراد مع إعلان الله في الكتاب المقدس: كل النباتات والحيوانات والبشر تتكاثر بحسب جنسها كمثل غابة بيولوجية كبيرة معقدة وجميلة بشكل مذهل مكونة من "أشجارحياة" دائمة منفصلة.

من الواضح أن العلماء بعيدون جداً عن الوصول إلى فهم كامل حتى لأبسط ظاهرة في الكون. ولكن إن سمح الله وعندما يسمح الله للبشر بأن يكتشفوا بعضاً من هذه الأسرار سيجدون أنها في انسجام كامل مع تعاليم الكتاب المقدس. إلى أن يأتي ذلك اليوم، وإذ ستبقى أسئلة وظلال كثيرة، فإن الله سيتركنا نأخذ كلمته بثقة ومصداقية- فهو دليل البشر الوحيد، الذي لا يخطئ، إلى كل الحق.

 

البلاتبوس ذو منقار البطة

البلاتبوس ذو منقار البطة:

إن التآلف بين السمات الجسمانية في هذا الحيوان مذهل جداً لدرجة أن العلماء في إنكلترا، الذين كانوا أول من رأى عينة ميتة من هذا الحيوان، اعتقدوا أنه كان قد تمت خياطته من قِبَلِ التجار الصينين لخداع البريطانيين. تشوشهم كان يمكن فهمه. إن للبلاتبوس منقاراً يشبه منقار البطة، وخمسة أصابع مشبوكة، ويسبح كسمكةٍ ويضع بيضاً. إنه مثل الطير يصنع عشاً من العشب ويفقس بيوضه بأن يتكور على العش ويدفئها. ولذلك فلا بد أنه نوع ما من الطيور الخاصة.

من جهةٍ أخرى, إن للبلاتبوس أربعة أرجل, وجلد ذي فرو, وذيل كبير مفلطح مثل القندس ومخالب مثل الكثير من الثدييات. ولذلك فإنه لابد أن يكون نوعاً من الثدييات الخاصة.

على كل حال, عندما يكون صغيراً يكون لديه أسنان تُستبدل عند البالغين بأسنان تشبه القرون، بشكلٍ لا مثيل له عند الثدييات. إضافة إلى ذلك، فإنه يستخدم الصدى كالخفاش أو الدلفين؛ وهناك مهماز مجوف على الجانب الداخلي من عقبه متصل بغدةٍ سامة، وهذا ما يجعله المخلوق الوحيد ذو الفرو السام. إن أرجله قصيرة كالزواحف لكن له جراب وجنة ضخمة مثل قرد أو سنجاب (مايكل بتمان: "آدم والنشوء",1984, ص 210).

لا يستطيع النشوئيون معالجة موضوع حيوانات كالبلاتبوس التي لها تآلفات مشؤمة في ميزات لا تتلاءم مع مفهوم "شجرة عائلة الحياة" الذي للنيو داروينية أو التغيار الأحيائي. بالنسبة للمهندس المصمم وخالق العالم، ليس البلاتبوس مشكلة على الإطلاق. إن كل حيوان يمتلك ميزات وسمات قصد الله منها أن تظهر حكمته للبشر.

كنشوئي سابق (في جامعة برينستون)، يمكنني أن أقول لله الآن وبطريقة جديدة كل يوم، وإذ أكتشف عجائب وروائع قدرته: "قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ تَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ وَلاَ يَعْسُرُ عَلَيْكَ أَمْرٌ. فَمَنْ ذَا الَّذِي يُخْفِي الْقَضَاءَ بِلاَ مَعْرِفَةٍ! وَلَكِنِّي قَدْ نَطَقْتُ بِمَا لَمْ أَفْهَمْ. بِعَجَائِبَ فَوْقِي لَمْ أَعْرِفْهَا. اِسْمَعِ الآنَ وَأَنَا أَتَكَلَّمُ. أَسْأَلُكَ فَتُعَلِّمُنِي. بِسَمْعِ الأُذُنِ قَدْ سَمِعْتُ عَنْكَ وَالآنَ رَأَتْكَ عَيْنِي. لِذَلِكَ أَرْفُضُ وَأَنْدَمُ فِي التُّرَابِ وَالرَّمَادِ" (أيوب 42: 2- 6).

[114]- التَّغيار الأحيائي: (mutation): تغيّر افتراضيّ مفاجىء في الوراثة يُحدث مواليد جديدة مختلفة عن الأبوين المنتجين اختلافاً أساسيّاً. وذلك بسبب تحوّلات طارئة على الصِّبغيات (الكروموسومات) أو على المورِّثات (الجينات) [فريق الترجمة].

[115]- "نقدٌ جديدٌ لمبدأ التحول في البيولوجية النشوئية" (كامبين، 1965)، ص 55.

[116]- الدَّشْهَنْد: (Dachshund): كلب ألماني صغيرٌ طويل الجسم قصير القوائم متدلي الأذنين [فريق الترجمة].

[117]- كلب الدانيّ الضخم: (Great Dane): كلبٌ ضخم قويّ طويل القوائم ناعم الشعر قصيرُهُ مربع شكل الرأس وغائر الخطم [فريق الترجمة].

[118]- انظر إرنست ماير: "أنواع الحيوانات والنشوء" (كامبرج: منشورات جامعة هارفارد، 1963)، ص 518 التي استشهد بها دايفيني د ي ويت في "النقد الجديد لمبدأ التحول في البيولوجيا النشوئية"، ص 54.

[119]- ج. و. باسويل، "تفسير الخَلْقيين للإنسان قبل التاريخي"، في "النشوء والفكر المسيحي اليوم"، نشر رسل مكستر (غراند رابيدز: منشورات إيدرمانـز، 1959)، ص 183.

[120]- "مفهوم الأنواع/ الأجناس في الكتاب المقدس"، "مجلة الجمعية العلمية الأميريكية" (حزيران 1958)، ص 18. انظر أيضاً كتاب ريني: "لاهوت العهد الأقدم" (غراند رابيدز: منشورات زونديرفان، 1962)، ص 137.

[121]- المرجع نفسه ص 19.

[122]- ويتكمب وموريس: "الطوفان في التكوين"، ص 69.

[123]- "مضامين النشوء" (نيويورك منشورات بيرغمون، 1960، ص 144.

[124]- المرجع نفسه، ص 149. انظر أيضاً فرنسيس هيتشينغ، "عنق الزرافة"، ص 28- 31.

[125]- انظر ر. ي. د. كلارك، داروين: "ماقبل ومابعد" (شيكاغو: منشورات مودي، 1967)، ص 126، مايكل بتمان، "آدم والنشوء"، ص 64.

[126]- "الإيقاع والشكل في النشوء" (نيويورك: منشورات هافنر، 1944)، ص 54‘ استشهد بها جون كلودس في "الجينات التكوين والنشوء" (سانت لويس: منشورات كونكورديا، 1955)، ص 298. ويذكرنا مايكل بتمان قائلاً: "لكي يحدث النشوء من خلال تغيار أحيائي يجب حدوث تغيارات أحيائية متعاقبة متتالية لا حصر لها؛ ففي كل خطوة يجب أن تتعاون هذه جميعها بانسجام. وهذا ببساطة لا يمكن أن يحدث (آدم والنشوء، ص 97).

[127]- "مدخل إلى علم المستحاثات" (نيويورك: منشورات ماكغرو-هيل، 1947)، وقد وردت في كتاب دوين تي. جيش:"النشوء، التحدي الذي يواجه المدونات المستحاثية"(إل كاجون: كتب ماستر، 1985)، ص 232.

[128]- ببير بي. غراسي: "نشوء المتعضيات الحية" (نيويورك: المنشورات الجامعية، 1977)، ص 30.

[129]- ف. هيتشينغ: "عنق الزرافة", ص 90, 91.

[130]- المرجع السابق، ص 85- 86.

[131]- المرجع السابق, ص 86. انظر أيضاً نقد مايكل بتمان للتفسيرات النشوئية لأصل العين في كتاب "آدم والنشوء", ص 215- 218. هناك قسم كبير في مجلد الجمعية الوطنية الجغرافية المليء بالصور مخصصٌ لتحليل كيفية وصول العالم إلينا من خلال أدوات استقبال الحواس الخمس (النظر, السمع, الشم, الذوق, اللمس). لمزيد من المعلومات تعقيدات الدماغ البشري انظر أدناه, ص 125- 127.

[132]- من أجل الاطلاع على دحض أكثر عناية باستنتاج إيزنر، انظر مقالة مونتي وايت : "الخنفساء المدفعية واستخدامها في الجدال بين الخَلْقيين والنشوئيين"، "أنباء الخلق" 49 (المملكة المتحدة، أكتوبر 1985)، ص 1- 2.

[133]- البَلاتْبوس: منقار البطة: (duckbill platypus): حيوان مائيّ ثَدْيِيّ بَيُوض من حيوانات استراليا له خطم يشبه منقار البطة وأقدام كفّية [فريق الترجمة].

[134]- انظر مقالة شارون بيغلي: "البلاتبوس الناقل للكهرباء"، مجلة "نيوزويك" (17 شباط 1986)، ص 78.

[135]- المرجع السابق نفسه.

[136]- انظر مناقشات جون و. كلوتز عن العلاقة المتلازمة بين فراشة اليُكّة ونبتة اليُكّة، في كتاب "دراسات في الخلق" (سانت لويس: منشورات كونكورديا، 1985)، ص 205- 207.

[137]- الطائر الأولي المنقرض: () : طائر بدائي منقرض شبيه بالزحافات [فريق الترجمة].

[138]- انظر مايكل بتمان، "آدم والنشوء"، ص 218- 227.

[139]- (Der erste Vogel Kroch aus einem Reptilei")، (ستوتغارت، 1950)، ص 277.

[140]- انظر ج. سي. ويتكمب، "الدفاعات المعاصرة والدماء المسيحي" (محاضرات غريفث ثوماس المقدمة في معهد دالاس اللاهوتي في شباط 1977). للإطلاع على تعاليم المسيح والرسل عن عصمة الكتاب المقدس انظر مقالة وين أ.غرودم، "الشهادة الذاتية في الكتاب المقدس" في "الكتاب المقدس والحق" (غراند رابيدز: منشورات زوندر فان ، 1983), ص 19- 59 .

[141]- انظر هنري م. موريس, "النشوئية العلمية" (ال كاجون: منشورات ماستر,1985) ص 101- 130, وكتاب إيان تايلر، "في عقول البشر: داروين ونظام العالم الجديد" (منشورات TFE، 1982) مراجعة ونقد جون سي. ويتكمب: "مجلة النعمة اللاهوتية" 4: 1، 2 ( ربيع وخريف 1983) ص 109- 117، 289- 296.

[142]- من أجل التوثيق انظر الملاحظات السابقة.








الفصل التالي - خلق الأرض

God Rules.NET
Search 100+ volumes of books at one time.