مكتبة الأخوة
المزامير 35

أَسْبَق بَنْد - تابِع بَنْد - عَوْن

نص : ALB - INJEEL   |   صوت : MISLR - ABAUD   |   فيديو : LFAN - BIB

أدوات الدراسة : السبعينيه - الكتاب المقدس - ترجمة كتاب الحياة - الترجمة المشتركة - القاموس اليوناني - مكتبة الأخوة - في ظِلالِ الكلمة - الخزانة من الكتاب المقدس


مزمور 35 – 41

مزمور 35:

يبدأ هذا المزمور مجموعة جديدة فالبقية التقية ترى مرة أخرى في ضيق عظيم يعانون من اضطهاد اليهود الفجار في الأرض. ويفتتح المزمور بصراخ إلى الرب ليتدخل بصورة واضحة ضد مضطهديهم. وهم يطلبون الحماية الإلهية و"المجن والترس" (ع 1 - 3) ويلتمسون هلاك مضطهديهم الأشرار (ع 4 - 10). وهم يطرحون حجتهم أما الرب وظروفهم، ولكن شهود الزور قاموا مشتكين كذباً بأمور لم يفعلوها (ع 11 - 16). والبقية ("الهادئين في الأرض" مع 20) يتطلعون إلى الرب ويسألون "إلى متى " سيتركهم في ظروف التجربة وهم يحاولون أن يحيوا لأجله وسط يهود أشرار في الأرض (ع 17 – 22). ويدعون الرب لكي يخلصهم من مضطهديهم حتى تنفتح أفواههم بالتسبيح للرب لخلاصه (ع 23 - 28).

مزمور 36:

وإذ تستمر الضيقة فإن الشر يقوم من جماعة اليهود المرتدة في الأرض، إنه ضد المسيح، والمسيا اليهودي الكاذب والملك[28]. وتتطلع البقية إليه وتصف شره بتفصيل (ع 1 - 4) ثم يديرون بصرهم نحو الرب المسيا الحقيق لإسرائيل والملك ويتفكرون في عظمته ومجده. ويا له من تباينّ فالواحد يتصف بالشر أما الآخر بالرحمة والأمانة والبر. الأول ترك فعل الخير والثاني يطلب الخير للإنسان وللبهيمة (ع 5 - 9). إن التطلع للرب يشجع البقية ويدفعها أن تناديه ليخلصهم من مضطهديه ("عمال الإثم") إذ يستحضر الملكوت بالقوة (ع 10 - 12).

مزمور 37:

وإذ يتحققوا قوة الرب العظيمة التي يؤتى بها في الملكوت (مز 36: 5 - 9) فإن البقية تشجع نفسها بألا تضطرب بسبب عمال الإثم في الأرض. وكما أن الرب احتمل طويلاً عمال الإثم هكذا يجب على الذين ينتظرونه للخلاص. لقد حرضوا بأن يثقوا في الرب وينتظروه حتى يتدخل لصالحهم (ع 1 - 6). وضد المسيح (الشرير بصيغة المفرد) يظهر نجاحه لبعض الوقت ولكن البقية تبقى واثقة بأنه لن يدوم طويلاً (ع 7 - 13). إنهم متيقنون كذلك بأن اليهود المرتدين (الأشرار بصيغة الجمع) الذين اضطهدوهم سيقطعون (ع 14 - 22). وفي غضون ذلك فإن نصيب البقية أن تسعى للسير باستقامة أمام الرب وتنتظره. إنه يحفظهم في وقت التجربة (ع 23 - 34). ويختم المزمور بأن تتوقع البقية أن ضد المسيح وأتباعه يبادون بالقضاء وأما هم فيخلصون (ع 35 - 40).

مزمور 38:

المزموران التاليان (مز 38 - 39) يستحضر آلام البقية تحت تعاملات الله القضائية. هذا وبالإضافة إلى الأحزان التي يتجرعونها فإنهم يختبرون (من خلال اضطهاد إخوتهم) ويشعرون بيد الرب التأديبية عليهم من جراء خطاياهم. وسهام الإدانة تخترق ضمائرهم إذ أنهم يتذكرون خطاياهم (انظر عنوان المزمور). ويتحققون أنهم يتعاملون مع الله القدوس وهذا لا يعطيهم راحة (ع 1 - 8). لقد ضعفوا وأنهكوا بالحزن على خطاياهم والاضطهاد ومن اليهود الفجار (ع 9 – 17) واعترفوا[29] للرب (ع 18) ويدعونه لكي يسرع ويخلصهم (ع 19 - 22).

مزمور 39:

والبقية في يأسها تقرر ألا تخطىء بلسانها وهي ترجو بذلك أن تنال عطفاً إلهياً ويأتي خلاصها سريعاً ولكن كبح جماح الذات لا يدوم وعندئذ يفعلون ذات الشيء الذي قالوا أنهم لا يريدون أن يفعلوه (ع 1 - 3). وهذا جعلهم يتحققون تماماً بأنه ليست لديهم أي قوة في ذواتهم. وإنهم يتطلعون إلى الرب لكي يعلمهم أن يعرفوا حقيقة قلوبهم. فيتعلمون الدرس المذل أنه لا يسكن في جسدهم شيء صالح فالإنسان في أحسن أحواله غنما هو باطل (ع 4 - 6). وإذ يصيبهم الإحباط من فشلهم وضعفهم فإن البقية تطرح نفسها على الرب لكي يخلصها من تعدياتها[30]. وإذ يشعرون أنهم تحت ضربة الغضب الإلهي فإنهم يصرخون إلى الرب لكي ينقذهم من مثل هذه التأديبات (ع 7 - 13).

مزمور 40:

هذا المزمور هو ترنيمة قيامة المسيح. وإذ كان ينتظره الرب بصبر لكي يخلصه من جب الهلاك أي الآلام المرعبة التي دخل إليها بإرادة الله لبركة شعبه، وقد سمع له وأنقذه من الموت بالقيامة. ويسرد المزمور طاعته الكاملة كشاهد أمين لله في هذا العالم وحمله واعترافه بخطايا شعبه: وعند تطبيق هذا المزمور على البقية فإنه يفتح أمامهم طريق الخلاص. إنه يتحدث عن كيف أن الرب أتى إليهم وأخرجهم من جب آلامهم وثبت قيامهم وخروجهم، وهذا جعل الترنيمة في أفواههم والتسبيح لإلههم (ع 1 - 3). وإذ يقدرون ما فعله الرب لهم فإنهم يسلمون أنفسهم طواعية لله. إنهم يكرزون بالبر ويعلنون أمانته وخلاصه للجميع (ع 4 - 10). ومع أن الأعداء لا يزالوا في الأرض، فإن البقية تعبر عن حاجتها لحماية الرب وعنايته. إنهم يتطلعون إلى الوقت الذي فيه سيخلصهم الرب تماماً من كل مضايقيهم (ع 11 - 17).

مزمور 41:

يختم هذا المزمور الكتاب الأول من المزامير، ويعطي تلخيصاً لوضع البقية الكاملة وهو نوع من التذليل الذي يقرره فيه ثانية العناصر الأساسية لظروفهم. إنهم يرون متألمين تحت الاضطهاد في فترة الضيق ("زمان الضيقة – دانيال 12: 1"). ومع ذلك فهناك الثقة من جانبهم في أن الرب يحفظهم (ع 1 - 3).

وهناك اعتراف البقية بخطاياهم وبمذلتهم (ع 4 - 8). ولكن الملاحظة الأكثر التفافاً أن المزمور يصف خيانة ضد المسيح "رجل سلامتي" الذي يقود الهجوم ضد البقية (ع 9 - 10) ويختم المزمور بخلاص البقية وأنه يقيمهم قدام الرب بترنيمة الحمد (ع 11 - 13).

في هذا السفر (مز 42 - 72) تجد البقية التقية نفسها في ظروف أشد ألماً وقسوة مما نراه في السفر الأول. فضد المسيح سيقوم في الأرض ويقبل من جماعة اليهود المرتدة باعتباره أنه ماسياهم (الكاذب) (يو 5: 43، دا 11:36 - 39). وأكثر من ذلك فإن ضد المسيح سيقيم صورة وثنية وهي رجسة المخرب (متى 24: 15، رؤ 13:14 - 15) في الهيكل وسيفرض على الجميع في الأرض أن يعبدوه. وعندما ترفض البقية التقية بسبب الضمير أن تسجد للصورة فإن مرارة بغضة الوحش وضد المسيح ستتبعهم. وسيطلقون مكامن الاضطهاد المخيف الذي عرفه العالم (مت 24: 21 – 22، دا 12:1، رؤ 12: 13) في كل دائرة الأرض لتصيب كل من يرفض أن يسجد للصورة وخاصة للبقية التقية. وهذه هي الضيقة العظيمة التي ستستمر لمدة ثلاثة سنيين ونصف التالية من الأسبوع السبعين من أسابيع دانيال . ومفتاح السفر الثاني هو أشعياء 66: 5. وبسبب أن مدينة أورشليم وأرض إسرائيل ستترك لشرور الوثنية فإن ضد المسيح سيقوم فيها بإثارة الاضطهاد المرعب الذي سيسببه، وستضطر البقية التقية أن تهرب خارج أورشليم (مت 24: 15 - 21) إلى الجبال والكهوف ومغاير الأرض طلباً للأمان والحماية.

في السفر الأول يرون أنهم خارجون مع الجموع إلى بيت الله ولكنهم الآن لم يعودوا قادرين أن يكرروا ذهابهم إلى الهيكل (مز 42:4، مز 55: 14). ويرون أنهم مطرودون من إخوتهم. والمزامير في السفر الثاني تصف مشاعر البقية التقية خلال تلك الفترة (الثلاث سنين ونصف التالية من أسبوع دانيال السبعين)[31].

إن روح الله انتخب بعض المزامير التي كتب في أزمنة وأماكن مختلفة عندما كان الكاتب بعيداً عن بيت الله. وعناوين المزامير في هذا السفر تبين لنا أن معظم هذه المزامير قد كتبت في وقت عندما كان داود (كمثال للمسيح) غير مقبول من شعبه كالملك. وكتبت عندما كان هو وبقية من الأمناء (إشارة للبقية التقية) مطرودين خارجاً من شاول وأخيراً من أبشالوم (وكلاهما رمز لضد المسيح). وهذه المزامير تكون الخلفية للتطبيقات النبوية عندما تستبعد البقية التقية من إخوتهم وهم اليهود المرتدين. ومن جهة عملية، في كل مزمور حيث ترى البقية مضطهدة وتحت الضغط، فإننا نجد ما يبين أنهم خارج أورشليم وعلى مسافة من الهيكل و امتيازاته مز 42:4 و6، مز 43:3 – 4، مز 44:11 و 14 و19 ("مكان ابن آوى" - البرية)، مز 52 (عنوانه)، مز 55:6 – 7 و9 و14، مز 56 (عنوانه) و8، مز 57 (عنوانه) و9، مز 60:1، مز 61:2، مز 63 (عنوانه) و 1 – 2، مز 65:4 – 5، مز 66:13 – 15، مز 68:6 و13 "الحظائر" وهي تقع في الأماكن النائية للريف، مز 69:8، مز 71:20. وكنتيجة لهذا فإن صلواتهم لا تخاطب الرب يهوه كما في السفر الأول ولكنه تخاطبه كإيلوهيم والتي تشير إلى بعدهم عن الأقداس ونقص تمتعهم ببركات العهد. وترد كلمة "إيلوهيم" في السفر 164 مرة. وكلمة "الرب" تستخدم أحياناً في هذا السفر ولكن عادة تأتي "Lord" بالحروف الصغيرة تعني "أدوناي" أي "السيد" والتي تختلف عن يهوه (أي الرب LORD بحروف كبيرة). هذه المزامير تخاطب الله كإيلوهيم وتسمى (مزامير إيلوهيمية). مز 42 – 83 ويمتد جزء منها حتى السفر الثالث، عندما يدين الرب أعداء إسرائيل ويستردهم لنفسه ( مز 83: 18). أما المزامير ما بعد ذلك (مز 84 - 150) فتتجه بالمخاطبة للرب (يهوه) والتي تعني في الحقيقة استقرار علاقة العهد مع شعبه إسرائيل (خر 6: 2 - 4).

مضافاً إلى أحزان البقية التقية أنها تتألم من رفض إخوتهم اليهود المرتدين، إذ سيختبرون القهر من الأمم وبخاصة الأمم العربية. ويشار إلى هؤلاء الأمم بالعدو (انظر يوحنا داربي – الموجز في أسفار الكتاب مز 42 - 44). مز 42:9 – 10، مز 43:2، مز 44:11 – 14، مز 54:3، مز 55:3، مز 56:1 – 2، مز 59:1 – 2، مز 64:1 – 2، مز 68: 1.

ومع أن السفر الثاني بصفة خاصة يركز على آلام البقية التقية في الضيقة العظيمة عندما يستبعدون من إخوتهم، فإن بعضاً من هذه المزامير في هذا السفر تتطلع إلى خلاص البقية وتأسيس مملكة المسيح.

ويشار إلى هذا السفر من المزامير بأنه فصول مزامير الخروج. وفي سفر الخروج فإن بني إسرائيل اختبروا من جهة المبدأ نفس الشيء مما تختبره البقية في يوم قادم. فقد كان بنو إسرائيل في أرض غريبة (مصر ) بعيدين عن أرض الموعد (كنعان) تحت قسوة واضطهاد ملك شرير (فرعون). والبقية التقية في هذه المزامير كما لاحظنا يُرون أيضاً بعيدين عن أرض الموعد بسبب الملك الشرير (أي ضد المسيح) الذي سيحكم هناك. وبنو إسرائيل في الإصحاحات الأولى من الخروج لم تكن لديهم معرفة بالرب كيهوه.

كذلك أيضا البقية التقية ستصرخ بالحري لله (بدلاً من يهوه). وعندما صرخ بنو إسرائيل في مصر وهم يئنون تحت هذه المظالم فإن الرب سمعهم ونهض لخلاصهم في الحال ليحكم على الملك القاسي فرعون. ويبدأ الخروج بنواح وعويل وأنين شعب الله وينتهي بخلاصهم ومجد الرب الذي ينزل ويسكن في مسكنه على الأرض (خر 40: 34 - 35). وهكذا السفر الثاني من المزامير يبدأ أيضاً بأنات البقية المتألمة وتنتهي بخلاصهم في ملكوت المسيح المجيد.

والمجموعات المتنوعة من المزامير في السفر الثاني هي من مزمور 42 – 49، مز 50 – 51، مز 52 – 60، مز 61 – 86 (انظر يوحنا داربي ملاحظات وتعليقات المجلد 3 صفحة 137)، مز 69 – 72. وكل مجموعة من هذه (باستثناء مز 50 – 51، والتي هي بحق تذييل للمجموعات السابقة)، وتبدأ بآلام البقية (المطرودة) وتنتهي بمجيء الرب بالقوة ليخلصهم ويؤسس ملكوته.


تابِع بَنْد - بشارة بَيَان

God Rules.NET
Search 100+ volumes of books at one time.