مكتبة الأخوة
رومة 14

أَسْبَق بَنْد - تابِع بَنْد - عَوْن

نص : ALB - INJEEL   |   صوت : MISLR - ABAUD - FOCHT   |   فيديو : LFAN - BIB - COMM

أدوات الدراسة : البوليسية - الكتاب المقدس - ترجمة كتاب الحياة - الترجمة المشتركة - القاموس اليوناني - مكتبة الأخوة - في ظِلالِ الكلمة - الخزانة من الكتاب المقدس


في الإصحاح 14والآيات السبع الأولى من الإصحاح 15 يؤكد الروح القدس على مسؤوليات المؤمن نحو أخيه الضعيف في الإيمان. فعلى المؤمن أن يسلك بمحبة نحو أولئك الذين هم أقل استنارة منه.

إن ضعيفي الإيمان, أي أولئك الذين تسبب لهم ضمائرهم المتزعزعة الاضطراب في تحديد ما هو صواب أو خطأ. يجب أن يُقبلوا ويُعاملوا ضمن وصفهم هذا وألا يُدانوا بسبب تساؤلاتهم أو شكوكهم. إن المبدأ سامٍ ويدل على المحبة المسيحية الواسعة التي يجب أن تخيم على روح التشريع لئلا تسقط. ليست الاستنارة هي الأساس الذي تقبّلْنا به الإمتيازات المسيحية بل الحياة. وكل هؤلاء الذين هم أولاد الله يجب النظر إليهم على أنهم أعضاء مشاركين في الجسد طالما أنهم لا يعيشون في فساد واضح, والذين يجب أن يكونوا في حالة انسجام مع مكانهم في الشركة المسيحية الذي اشتُري بالدم. يجب عدم الخلط بين الشر والضعف. فالإنسان الشرير يجب إقصاؤه وتنحيته جانباً (انظر 1 كورنثوس 50). أما الأخ الضعيف فيجب تقبّله وحمايته.

بالطبع هذا لا يعني تقبّله في الشركة التي هو بالأساس فيها. فالضعيف الإيمان هو ضمن الشركة. فلا يجب أن ينُظر إليه ببرود وأن يُدان سبب شكوكه المرتابة, بل أن يُستقبل بحفاوة, وأن يُفحص ضميره الضعيف باهتمام وعناية. قد يكون لا يزال واقعاً تحت الناموس فيما يخص الأشياء الطاهرة وغير الطاهرة, أو لديه صعوبة في تقدير الأيام المقدسة وتكريسها. في الحالة الأولى, إن الأخ القوي الذي يعتقد وبدافع الحرية في المسيح, أن له أن يأكل كل شي, لا يطرح أية أسئلة تتعلق بالطهارة الطقوسية. والأخ الضعيف يخاف الاقتراب من المدنسات بشدة حتى أنه يعيش حمية على الخضراوات أكثر من يشارك في تناول ما يُقدم للأوثان أو ما هو غير "مباح" – أي أنه طاهر بحسب ناموس اللاويين.

يجب على من هو "قوي" ألا ينظر بازدراء واستخفاف إلى أخيه كثير الشكوك والوساوس. من جهة أخرى لا يجوز للضعيف أن يتّهم من هو أقوى منه بالمراءاة والتناقض مع الذات.

وإن كانت المسألة تتعلق بالأيام وإن كان أحد المؤمنين من ذوي الضمائر الناموسية لا يزال ملتزماً بتقديس يوم السبت اليهودي, في حين يرى آخر جميع الأيام متشابهة ومكرسة لمجد الله, فعلى كل منهما أن يسلك كما لو كان في حضرة الله وأن يكون "مقتنعاً تماماً بفكره".

من أين لخادم ما أن يضبط خادماً آخر؟ كلاهما مسؤولان أمام معلم واحد, وهو يميز الأمانة واستقامة القلب, وسيؤيد خاصته. حيث يوجد إخلاص وصدق, ويرى الجميع مجد الله, على كل منهما أن يحاول السلوك كما لو كان في حضرة الله. إن المسألة هنا هي إعلان العضوية الكاملة للأفراد في شركة القديسين وهكذا يستغنون عن الكثير من الإستياءات والإمتعاضات.

إننا لا نحيا لأنفسنا. وسواء شئنا أم لا، فإننا نؤثر على الآخر بشكل مستمر بطريقة إيجابية أو سلبية. لندرك إذاً مسؤوليتنا الفردية تجاه الرب, الذي نحن له والذي علينا أن نخدمه سواء في هذه الحياة أم في الموت. "لأَنَّهُ لِهَذَا مَاتَ الْمَسِيحُ وَقَامَ (وَعَاشَ) لِكَيْ يَسُودَ عَلَى الأَحْيَاءِ وَالأَمْوَاتِ". إن الكلمات "عاش" هي استكمال لا حاجة له قد حذف من كل الطبعات النقدية.

عند كرسي قضاء الله (بحسب القراءة الأفضل للنص), حيث المسيح نفسه هو الحكم, سيخرج الجميع للدينونة, وهو سيظهر ما كان منسجماً مع فكره. حتى ذلك الوقت قدر لنا أن ننتظر, مدركين أن علينا جميعاً أن نقدم حساباً عن أنفسنا أمامه. لذلك, وعلى ضوء ذلك, دعونا "لا نحاكم أيضاً بعضنا بعضاً", بل لتكن هناك إدانة ذاتية فردية, فكل واحد يجاهد لئلا يضع حجر عثرة في طريق أخيه الضعيف.

وحتى عندما يكون المرء متيقناً أن سلوكه الذاتي متوافق مع الحرية المسيحية, فعليه ألا يتباهى بالحرية أمام الضعيف لئلا "يهلك ذلك الذي مات المسيح لأجله". انظر أيضاً (1 كو 8: 11). هذا يدل بالطبع على سقوط شهادته. علينا أن نتّعظ من مثال القوي الذي يجسر على تجاوز إملاءات الضمير وهكذا يضع نفسه تحت دينونة, أو قد تثبط همته فيفكر بأن الآخرين متناقضين مع أنفسهم ولذلك ينساق بعيداً عن الشركة المسيحية.

وبعد كل ذلك تصبح مسائل الأكل والشرب ذات أهمية ثانوية. "لأن ملكوت الله ليس مأكلاً ومشرباً". أي أنه ليس له علاقة بالأمور الدنيوية لأنها ممالك بشرية فحسب – إلا أن الملكوت روحي بطبيعته ويتعلق بـ "البر والسلام والفرح في الروح القدس". حيث يكون المرء متمرساً بهذه الأمور (حتى ولو كان مخطئاً بالنسبة للآخرين) فإنه بذلك يخدم المسيح, ويكون مرضياً عند الله ومُزَكاً عند الناس.

كل من يفكر بشكل سليم يقدر الصدق. "فَلْنَعْكُفْ إِذاً عَلَى مَا هُوَ لِلسَّلاَمِ وَمَا هُوَ لِلْبُنْيَانِ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ".

من الأفضل بكثير أن نمتنع عن الأشياء التي يمكن أن تقلق ضمير الأخ الضعيف من أن ننحّيه جانباً بإصرارنا على موضوع الحرية, لئلا نكون مسئولين عن سقوطه وقطع علاقة شركته مع الإخوة.

إن كان لأحد إيمان بأنه يستطيع أن يفعل، وبدون إحساس منه بالخطأ، ما قد يدينه آخرون على فعله، فليبْقَ وحده أمام الله ولا يتفاخرن بذلك بفظاظة أمام الضعيف. ولكن ليكن على يقين بأنه لا يدين نفسه عندما يقر بأنه متأكد من سلامة مسيره, لأن من يصر على نهج معين فيما ليس هو بمتأكد منه أمام الله لا يسلك بصدق بالإيمان, ولذلك فإنه يُدان (وليس "يُلعن" بالطبع – لأن هذه الكلمة إنما تشير إلى الدينونة الأبدية), لأن "كل ما ليس بالإيمان فهو خطيئة ". بمعنى آخر, إذا تصرفت بعكس ما أؤمن أنه صحيح, ومع أن هذا ليس خطأ في سلوكي من الناحية الأخلاقية, فإني أخطئ تجاه الضمير وكذلك تجاه الله.


تابِع بَنْد - بشارة بَيَان

God Rules.NET
Search 100+ volumes of books at one time.