الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية: بشر، (الـ)


المسيحي مؤشر موسوعة إلكترونية

1) العهد القديم. حين يتحدّث العهد القديم عن الجسد الحي، يستعمل لفظة "ب ث ر" (بشر، بدن، لحم ودم). ويميّزها عن "ش ا ر" الذي يدلّ على اللحم كطعام، على الأقسام اللحميّة في جسم الانسان. أما لفظة "ب ث ر" فهي الأهم من الوجهة الانتروبولوجيّة، لأنها تدلّ على الانسان كله. وعبارة "كل جسد فيه نسمة حياة" (تك 6 :17؛ 7 :15) تعني كل كائن حيّ. يدلّ "جسد" على الفرد والشخص. وهكذا يتذمّر مرتّل المزامير لأنه لم يعد شيء في "بدنه" صالح بسبب غضب الله (مز 38:4-8). ويعلن جا 12:12 أن الدرس الكثير ينهك البدن (الجسد، الانسان). إن "بشر" يشير إلى الكائن البشري في ضعفه وسرعة عطبه (هو من لحم ودم). لهذا، فهو يُعذَر إن أخطأ. هذا ما نجده في مز 78:39 : مع أن اسرائيل خان يهوه، إلاّ أن يهوه "يذكّر أنهم بشر (من لحم ودم)، نسمة تمضي وريح عابرة لا تعود". وترتبط فكرة الضعف أيضًا مع "ب ث ر" في إش 40:6-8؛ إر 17:5. هناك عبارة تامّة تتحدّث عن الانسان الذي هو لحم و دم (سي 14 :18). فمبدأ الحياة، النفس، يُوجد في الدم (تك 9 :4-5؛ لا 17 :11؛ تث 12:23). هذا ما نجده أيضًا في العهد الجديد (مت 16:17؛ يو 1 :14؛ 6 :54-56؛ 1كور 15 :50؛ غل 1 :16؛ أف 6 :12).

وإن اللفظة التي دلّت على "بشر" (البشريّة)، دلّت أيضًا على قرابة الدم (ل(ا 18:6؛ ا 21:2؛ 25 :49)، وعن طريق الاستعارة، على عقد الزواج (تك 2 :24، لحم من لحمي في الأصل). طُبِّقت هذه الصفة على الأخ والأخت (تك 37 :27؛ لا 18 :12-13؛ 20 :19). ولكن توسّعَ الاستعمالُ فوصل إلى العشيرة والقبيلة. فكان حديث عن "العظم واللحم" (تك 2 :23) قض 9 :2؛ 2صم 5:1؛ 19 :13)، أي عن الجسد كله (أي 2 :5).

2) قمران. تدل لفظة "ب ث ر" في قمران، على البشريّة كلها، أو على جزء محدّد من البشر. في مد 18:23، تحدّث المرتّل عن "جيش المعرفة"، أي مجمل العالم الملائكيّ الذي "يروي للبشرية الأعمال القديرة" التي أجراها الله. وفي نظح 17:7-8، يذكر الكاتبُ الوضع الذي يلي انتصار أبناء النور على أبناء الظلمة، فينطبع "بتسلّط اسرائيل على كل بشر". وقد صلّى الاسيانيون طالبين أن يلتهم سيفُ الله كلَّ بشر خاطئ (نظح 12:7) أو كل بشر (19 :4). إن هذا الاستعمال للفظة "ب ث ر" يتسجّل في خطّ العهد القديم، ولا سيّما في الحديث عن البشر الضعفاء والمعرّضين للخطيئة. لهذا تحدّث مد 13:13؛ 27 :25 عن "روح بشر" أي شر الانسان كما في نج 11:12. وفي موضع آخر يقابل "البدن" ما هو إلهي (مد 15:21؛ رج نج 11 :6-9).

3) العهد الجديد. ما يقابل "ب ث ر" في اليونانية، هو "ساركس" (الجسد هو "سوما" في اليونانية). حسب السياق، "ساركس" هي جسد الفساد (أع 2:31؛ غل 4 :23؛ 1 يو 4 :2؛ 2يو 7). هي القرابة (رو 4 :1؛ 9 :3، 5، 8؛ 11 :14)، هي الاتّحاد الزواجيّ (مت 19:5، 6؛ مر 10:8؛ 1 كور 6 :16؛ أف 5 :31؛ رج تك 2 :24). وعبارة "كل بشر" تدلّ على الناس كلّهم (لو 3 :6؛ يو 17 :2؛ أع 2:17؛ 1بط 1:24). ويقابلها لا أحد، لا بشر (مت 24:22؛ مر 13:20؛ رو 3 :20؛ 1كور 1 :29). حين يتحدّث بولس الرسول عن الختان كتعرٍّ من "جسد البشر" (أو البدن، كو 2 : 11)، فهو لا يعود إلى جسد من لحم ودم (كما عند الاسيانيين، مد 13:13؛ 17 :25)، بل إلى قطع الغلفة، والرسول يتكلّم هنا لغة التورية (لا 15 :2-3، 7؛ (حز 16:26؛ حز 23:20؛ رج كو 2 :13). ولكن يبقى أن بولس يشدّد بشكل خاص على "البدن" كمركز الأهواء والخطيئة (رو 7 :5، 14، 18، 25؛ 13 :14؛ 2كور 7 :1؛ غل 5 :13، 19؛ أف 2 :3؛ كو 2 :13، 18، 23؛ رج 1بط 2:11؛ 2بط 2:10، 18؛ 1يو 2 :16؛ يهو 8 :23)، هذا البدن الذي آخرته الفساد (1كور 15 :50؛ غل 6 :8؛ رج يع 5 :3؛ أع 2:26-31) والموت (رو 8 :6، 13؛ 1كور 5 :5؛ 2كور 4 :11؛ رج 1بط 4 :6).

حتّى الآن، ظلّ بولس في خطّ الفكر التوراتي، ولكنه تجاوزه كل التجاوز حين شخَّص "الجسد" بحيث جعله روح الشرّ وعدوّ الله (رو 8:7-8)، والمعاديّ للروح (8 :4-9، 12-13؛ غل 5:16-17). هذه النظرة التي نجدها أيضًا في حك 9 :15، لا ترجع إلى العهد القديم، ولا ترتبط باللاهوت الاسيانيّ القريب (هنا) من لاهوت التوراة. هي تعكس التعليم الافلاطونيّ الجديد الذي يقول إن البدن هو سجن يُسجن فيه الروح. أما عند بولس، فالاتحاد مع المسيح بالايمان والعماد هو بالنسبة إلى المسيحي استباق لتحرّر يناله الروح حين يتخلّص من قيود اللحم والدم ويرتدي صورة الانسان السماويّ (1كور 15 :49، ابن الانسان)، ويأخذ جسدًا لامائتًا (رو 8 :11). أدخل بولس هنا تمييزًا دقيقًا بين "بدن الخطيئة" (رو 8 :3) و"جسد الخطيئة" (رو 6 :6) من جهة، والجسد المدعو من جهة أخرى للحياة بالقيامة. هذا ما أتاح له أن يتجاوز الفكر اليوناني الذي يجعل "البدن" إلى العدم، لينضمّ إلى فكرة يهوديّة تتحدّث عن قيامة فرديّة بجسد (اللحم والدم) الأبرار (رج دا 12:2؛ 2مك 7:9-14، 23-26؛ 12 :43-46؛ 14 :46). ففي الفكر العبري الذي لا يميّز الجسد والنفس، تضمّنت فكرة الخلود قيامة الجسد. وهكذا بدا فكر بولس لقاء بين العالم العبري والعالم اليوناني.

نودّ هنا أن نتوسّع في فكر بولس اللاهوتي.

(أ) بشر. هو أعضاء الجسد الحيّ. رج 1كور 15 :29؛ 2كور 3 :3 (قلوب من لحم تجاه ألواح من حجر). رو 8 :28؛ أف 2 :11؛ (رؤ 17:16؛ رؤ 19:18؛ رج لو 24 :39؛ بو 6:51-52، 54، 56. والبدن هو أيضًا الجسد. رج غل 4 :13؛ 1كور 5 :5؛ 2كور 12 :7؛ رج أع 2:26، 31؛ 2كو(ر 4:10-11؛ ر 7:1؛ كو 2 :11؛ 1بط 3:18، 21. بالزواج يصبح الرجل والمرأة جسدًا (بشرًا) واحدًا (1كور 6 :16؛ أف 5 :31؛ رج تك 2 :24؛ مت 19:5-6؛ مر 10:8 ). وإذ أراد يوحنا أن يشدّد على حقيقة تجسّد ابن الله (1يو 4 :2؛ 1يو 7)، قال إن يسوع صار في البدن، في جسم بشريّ، يشبه جسم البشر (كو 2 :9؛ عب 5:7؛ 1تم 3:16). وعبارة "حسب البشرية" (في الجسد) التي نقرأها في رؤ 4:1؛ 9 :3، 5، 8؛ 1كور 10 :18؛ غل 4 :23، 29؛ أف 2 :11، تعود إلى النسل البشري. لهذا، لفظ "بدني" يعني "بني قومي" (رو 11 :14). وأخيرًا، "بشر" (ساركس)يعني الانسان. والكلمة صار بشرًا (يو 1 :14). وكل بشر، يعني كل انسان، كل واحد (لو 3 :6؛ يو 17 :21؛ أع 2:17؛ 1بط 1:24). يقابل هذا "لا أحد"، لا بشر (رو 3 :20؛ 1كور 1 :29؛ رج مت 24:22؛ مر 13:20). وإذ يتحدّث بولس عن نفسه، يقول "أنا" أو "بشريتي " (لحمي، جسدي) : "ما عرف جسدي راحة" (قلقت جدًا). قال من جهة : "أنتم هيكل الله" (1كور 3 :16). ومن جهة ثانية، وفي شكل مواز : "جسدكم هيكل الروح" (6 :19). وقال أيضًا "أجسادكم أعضاء المسيح" (6 :15)، كما قال : "أنتم جسد المسيح وكل واحد منكم عضو منه" (12 :27). اذن يدلّ البدن (ساركس) على الانسان البشري. لهذا فهو يعني طبيعة الانسان (رو 1 :3؛ رج يو 3 :6)، وضع الانسان (1كور 7 :28؛ فل 3 :3-4؛ كو 1 :22 : جسده، أي جسد المسيح الذي هو جسد بشريّ). وعبارة "في البدن" (بحياتي، على هذه الأرض) كما في فل 1 :22، 24؛ غل 2 :20؛ 2كور 10 :3؛ 1بط 4:2، نعني : في هذه الحياة البشرية، والحكم بحسب البدن هو حكم حسب الظاهر، حسب أفكار البشر ( يو7 :24؛ 1كور 2 :26؛ 2كو(ر 5:16؛ ر 11:18؛ أف 6 :5؛ كو 3 :22).

(ب) ويدل "بشر" (ساركس) مرارًا على الطبيعة البشرية، الضعيفة الفاسدة المحدودة. تدلّ على الانسان العاجز (رو 6 :19؛ 7 :5، 18،25؛ 2كور 1 :17، فل3 :3 ؛ 1تم 3:16؛ رج يو 3 : 6؛ 6 :63). وعبارة "اللحم والدم" (غل 1 :16؛ 1كور 15 :50؛ أف 6 :12؛ عب 2:14؛ رج سي 14 :18؛ مت 16:17)، تدلّ على المعنى عينه. إذن، يعارض "البدن" ما هو قوي، إلهي، غير فاسد (1كو(ر 1:29؛ ر 15:50؛ غل 1 :1، 12، 16؛ 1تم 3:16؛ عب 2:14-15؛ رج مت 16:17؛ يو 3 :6؛ 6 :63)، كما يعارض الأرواح القديرة، الأرواح السماويّة (أف 6 :12). وهكذا يدلّ هذا اللفظ على الضعف وعلى طابع الفساد في الانسان. عنده "البدن" (البشر) و "البدني" (البشريّ) يدلّ على ما يرتبط بالانسان وبالأرض (بالطبيعة في أساسها) ويعارض ما هو مسيحيّ، روحيّ (فائق الطبيعة). رج رو 15 :27؛ 1كور 9 :11؛ 2كو(ر 1:12؛ ر 10:2-4؛ غل 3 :3؛ فل 3 :3-4؛ فلم 16.

(ج) من هذا المدلول الأخير، يتفرّع عند بولس المعنى الدنيء للبدن (بشر، ساركس).

أولًا : بما أنه بخطيئة آدم صار جميع البشر خطأة (رو 5 :12-19؛ رج 3:9، 23) وموضع دينونة الله (5 :18؛ رج 8:1) وغضبه (1 :18؛ 2 :5) وضحيّة الموت (5 :12، 17) والخطيئة (7 :14، 23)، دلّ البدن مرارًا على الضعف الخلقيّ لدى الانسان (7 :5، 14؛ 8 :8؛ أف 2 :11) "من دون المسيح"، "مدون إله" في هذا العالم (أف 2 :12). "فمن هو في البدن" يعارض "من هو في الروح" (رو 8 :9) أو "في المسيح" (8 :1؛ أف 2 :13). "والذين هم في البشر ( في الجسد)، لا يستطيعون أن يُرضوا الله (رو 8 :11). عليهم واجب تجاه "ساركس" لكي يعيشوا بحسب الطبيعة البشريّة (8 :12) في الرذائل والخطايا التي هي أعمال الجسد (البدن). رج غل 5 :19-21. "فالانسان البشريّ مبيع للخطيئة... (رو 7 :14)، عبد الخطيئة التي تعيش في كائنه البشري (7 :18)، عبد فساد (8 :21-24) النفس والجسد (8 :6؛ رج غل 6 :8؛رو 6 :21)، لأن الخطيئة أخضعت الانسان لموت النفس والجسد (5 :12، 14، 17).

ثانيًا : غير أن الانسان لم يعد في الجسد، بل في الروح، هذا إذا كانروح الله يُقيم فيه (رو 8 :9). ففي العموديّة خلع جسد "البشرية" (كو 2 :11) ومات مع المسيح (2 :12؛ رو 6 :3). فالانسان العتيق صُلب مع المسيح لكي يدمّر جسدُ الخطيئة هذا، فلا نعود عبيدًا للخطيئة" (6 :6). قام مع المسيح فنجا من سلطان الموت (6 :5، 8-11). وُلدت فيه حياة جديدة، هي الحياة في المسيح (8 :2) لله، بروح الله الذي ينجيه من عبودية الكائن البشريّ وموت النفس (8 :2-3) وبقيامة من موت الجسد، التي يكفلها الروح (8 :11، 21-23). هذه الولادة الجديدة، هذاالتجديد بالروح (تي 3 :5) يفترض أن المسيحي لا يعيش بعد حسب البدن (ساركس، بشر)، حسب الطبيعة الضعيفة والخاطئة، بل حسب الروح (رو 8:4-7)، حسب متطلبّات قدرة الله التي طهّرته وقدّسته وبرّرته (1كور 6 :11). وهذه القدرة تطلب منه أن لا يجعل بعدُ أعضاءه في خدمة الخطيئة، بل في خدمة الله (رو 6 :13). ومع أن الانسان لم يعد في "البشرية" (8 :9) لم يعد عبد الطبيعة الخاطئة، إلًا أنه مع ذلك لم ينجُ كل النجاة من ضعف "البشرية" (6 :19). فاللحم (ساركس) ما زال يثور على الروح (غل 5 :17). فيبقى "جسدياً" غبر كامل على المستوى الخلقيّ (1كور 3:1-3). لهذا يحثّه الرسول دومًا ليحيا حسب الروح، لا حسب اللحم والدم (غل 5 :16؛ رو 8 :12-13؛ 13 :14؛ رج 6:12-13)، ليصلب جسده مع شهواته ورذائله (غل 5 :24؛ كو 3 :5).

ثالثًا : في نظر بولس، البدن أو جسد الانسان البشريّ هو مركز الخطيئة وأداتها (رو 7 :18-25؛ أف 2 :3؛ رج رو 7 :7 :5، 23؛ 6 :12-13، 19؛ 8 :13) بحيث إنه يدعو الجسد "بدن الخطيئة" (8 :3. رج "جسد الخطيئة" في 6 :6) أو "بدن المو"، (7 :24). فيعارض الكائن البشري مع العقل (7 :23، 35) أو الانسان الداخليّ (7 :22؛ رج مر 14 :38). غير أن "بشر" الذي هو الوجه الماديّ في الانسان، ليس شرًا في أصله وذاته، إذ يمكن أن يقدّم لله ذبيحة مقدّسة (رو 12 :11)، فيكون في خدمة البرّ (6 :19)، ويُظهر الحياة في المسيح (2كور 4 :11). فالذي هو في الجسد، لا يسعى أن يعيش حسب الجسد (10:3)، بل عليه أن يعيش حسب روح الله (رو 8:4، 12-14). فالمسيح الذي لم يعرف الخطيئة (2كور 5:21)، أرسل في جسد يشبه جسدنا الخاطىء (رو 8:3: رج 1كور 5:21). فالرباط بين الخطيئة والبدن ليس بضروريّ في ذاته. فبولس ليس مع ثنائية الفلاسفة اليونان الذين اعتبروا المادة شرًا في جوهرها. فالثنائية التي يكتشفها بولس في الانسان، ليست على مستوى الكيان، بل على المستوى الخلقيّ. هي نتيجة خطيئة الانسان الاول (رو 5:12-19).

رابعًا: واستعمل بولس لفظ "ساركس" (بدن، كائن بشري) في معنى استعاري: فليس هو فقط ينبوع الشهوة والرغبة اللحم والدم، بل ينبوع خطايا الروح والارادة أيضًا (غل 5:19-21؛ 1كور 3:3). حينئذ يكون البدن قوّة الشرّ التي تقيم في الانسان وتجتذبه إلى الخطيئة (رج يع 1:14). وهكذا نستطيع القول إن الانانية هي ينبوع جميع الخطايا والرذائل، لأنها تعارض المحبّة (غل 5:13، 19-21). إذن، صار البدن، في شكل من الاشكال، "الميل الشرير" (رج "القلب الشرير" في 4 عز 3:21؛ 4:30-31) الذي تحدّث عنه المعلّمون اليهود، فجعلوا مركزه في قلب الانسان، ساعة ربط بولس البدن بالانسان الخارجيّ (2كور 4:16)، بالانسان العتيق (رو 6:6)، أي بوضع الانسان البشريّ على الأرض (7:22). ويقدّم الرسول بعض المرات هذه القوة الشريرة والخطيئة (رو 8:12-14-20) كأنها كائن شخصيّ (رو 8:12) يفكّر (كو 2:18)، يشتهي (غل 5:17، 24)، يتوق إلى الفساد (رو 8:6؛ غل 5:17)، ويصبح عدوّ الله (رو 8:7) والروح (غل 5:17).







الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية

God Rules.NET
Search 100+ volumes of books at one time.