الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية: تبارك الربّ الإله


المسيحي مؤشر موسوعة إلكترونية

هكذا يبدأ نشيد زكريا (لو 1 : 67-79، نشيد المباركة) الذي هو الثاني بين أربعة أناشيد نقرأها في لو 1-2. في 1 : 46-55، نشيد التعظيم، تعظّم نفسي الربّ. في في 2 : 13-14، المجد لله في العلى. وفي 2 : 28-32، نشيد الإطلاق، الآن تطلق عبدك بسلام.

1) مكانة هذا النشيد. يلعب هذا النشيد دور الخطب في أع : فزكريا نفسه (مثل مريم وسمعان في لو، بطرس وبولس في أع) يعبّر عن العواطف التي يحسّ بها في هذا الظرف. وإذ يفعل ما يفعل، يعطي الحدثَ معناه. استعمل لو هنا أسلوبًا أدبيًّا معروفًا في الأدب الدنيويّ. ثمّ إنّ نشيد المباركة يشكّل مجموعة أدبيّة كاملة في ذاتها. وهي تنفصل عن سياقها بحيث إنّ آ66 تجد الولْي المنطقيّ لها في آ80. غير أنّ هذا النشيد يندمج اندماجًا تامًا في الخبر. فإنّ آ68-75 تبدأ مع آ64 (بارك الله). وآ76-77 تجيبان على سؤال ورد في آ66 : "ما عسى أن يكون هذا الطفل"؟

2) أصل النشيد. إنّ الإيرادات العديدة الواضحة والضمنيّة تجعل من نشيد المباركة سلسلة من نصوص بيبليّة بشكل سبحة، فتعطيه وحدته. نجد أنّ الخطبة المباشرة في آ76 (وأنت أيّها الطفل...) تحطّم الإيقاع. هاتان الملاحظتان تطرحان سؤالاً حول المراجع وتأليف النشيد. قيل أنّ لوقا قد دوّن هذا النشيد. ولكن الرأي المفضّل هو القول بوجود نشيد سابق للإنجيل استعاده الإنجيليّ وأكمله حين أضاف آ76-77.

ولكن ما هو أصل هذا النشيد الذي وُجد قبل لو؟ هناك من فكّر بأصل عبريّ، لأنّ العبارات الساميّة كثيرة. ولكن اليونانيّة المطعّمة بالساميّة أمر معروف منذ السبعينيّة. وبعضهم تحدّث عن أصل مكابيّ بسبب وجود "الأعداء" و"مبغضينا". وتقول الفرضيّات إنّ لوقا كيّف نشيدًا يهوديًّا أو نشيدًا يرجع إلى وسط مسيحيّ متهوّد. وزاد الشرّاح : إنّ المناخ الدينيّ لهذا النشيد المسيحيّ المتهوّد، يجعلنا نستشفّ تقوى مساكين الربّ (ع ن و ي م). لهذا نقول : إن وضَعْنا جانبًا آ76، 77 وبعض التكييفات البسيطة، استعمل لوقا نشيدًا مسيحيًّا كان في الأصل نشيدًا مسيحانيًّا يرتبط بالعالم اليهوديّ.

3) بنية النشيد. نجد قسمين متميّزين في هذا النشيد. وكلّ قسم يتألّف من بيتين (1) 68-75 : شكر لله المخلّص (آ68-70)، ثمّ تذكّر العمل المسيحيانيّ (آ71-75).(2) آ76-79 : رسالة السابق (آ76-77)، نتائج مجيء المسيح (آ78-79). وإذا تحدّثنا عن نشيد نكون مع مقدّمة (آ68أ). وفي جسم النشيد نجد أسباب الشكر في ثلاثة أبيات (آ68ب-71؛ 72-75؛ 76-77). وخاتمة (آ78، 79). وإذا أخذنا بالتوازي المتراكز نجد : و(آ68). هـ (آ69-70أ). د (آ70ب). ج (آ71). ب (آ72أ). أ (آ72ب). أ أ (آ37أ). ب ب (آ73ب). ج ج (آ75-76أ). د د (آ76ب). هـ هـ (آ77). و و (آ78-79). إن أ و أ أ يدلاّن على العنصر المركزيّ، على قلب النشيد : العهد والقسم. كلّ تحليل يُبرز وجهة من هذا النشيد. لهذا ليس من بنية تستطيع أن تفرض نفسها.







الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية

God Rules.NET
Search 100+ volumes of books at one time.