الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية: تكلّم (الـ) بألسن


المسيحي مؤشر موسوعة إلكترونية

وُجدت هذه الظاهرة في قيصريّة مع اهتداء الضابط كورنيليوس وعائلته (أع 10 : 46)، وبعد اعتماد تلاميذ يوحنا المعمدان في أفسس (أع 19 : 6). هذه "الموهبة" لم تكن موضوع احترام كبير لدى بولس (1كور 12؛ 14). لا نخلط التكلمُ بألسنة مع الكلام بلغة أجنبيّة كما في العنصرة (أع 2 : 1 ي). التكلّم بألسنة حالةٌ فيها يتلفّظ صاحبُ الموهبة بأصوات غير مفهومة وكلمات غير متماسكة. وكان بولس قد طرح مبدأ يقول : إن لم يكن هناك من مترجم، فالأخ الذي يتكلّم بألسنة يسكت (1كور 14 : 18) : فالذي يتكلّم بألسنة يكلّم الله، لا البشر. إذن، من الضروريّ، ومن أجل بناء الجماعة، أن ذاك الذي نال موهبة النبوءة، أن يفسِّر ما قاله ذاك الذي تكلّم بألسنة (1كور 14 : 2-5). إذن، جعل بولس موهبة النبوءة التي تبني، فوق سائر المواهب، لأن كلامها مفهوم (1 كور 14 : 19). وقد بيّن 1كور 14 أن موهبة النبوءة لم تكن مكرّمة لدى الكورنثيين الذين طلبوا الوجهة المظاهريّة لا استماع الكلمة التي يقولها لهم الله بواسطة الأنبياء، فتصل إليهم بشكل مباشر ومفهوم وتصيبهم في الصميم.

في يوم العنصرة، سمع الحاضرون الرسل يتكلّمون، فسمعهم كل واحد في لغته. لسنا هنا أمام ظاهرة "التكلّم بالألسن" (كلام هؤلاء غير مفهوم)، بل أمام معجزة تتيح لهم أن يتكلّموا بلغة غريبة عن لغتهم، وأن يتنبّأوا باسم الله. بما أن الناس يفهمون الرسل بدون ترجمان، فنحن أمام معجزة على مستوى الأنبياء. نجد نفوسنا هنا تجاه بلبلة الألسنة التي حدثت في برج بابل (تك 11 : 1-9). لقد انتهت هذه البلبلة في الكنيسة بفعل الروح. ونقول إن عيد العنصرة في العالم اليهوديّ هو عيد تجديد العهد. ومعجزة الألسنة تذكّرنا بتقليد الرابينيين، الذي يقول بأن صوت الله، في يوم إعلان الشريعة، قد سمعته جميعُ الأمم، لأنه انقسم ألسنة توازي عدد شعوب العالم.

هنا نريد أن نقول إن لوقا في أع 2، أراد بشكل خاص أن يحدّثنا عن الكنيسة في زمن تدوين أع، أي حوالي سنة 85. فكلمة الانجيل وصلت في ذلك الوقت إلى كل الشعوب المذكورة في هذا الفصل. هي ما وصلت كلها يوم العنصرة، ولكن بشكل تدريجيّ. ولكن النبع الذي انطلقت منه كان يوم العنصرة. لهذا، مع معجزة النبوءة، نستطيع القول إن الرسل تكلّموا لغة جديدة هي لغة الانجيل، وأنهم أوصلوا الانجيل إلى شعوب العالم، فأنشد كل شعب عظائم الله في لغته. ومثالنا على ذلك هو أن بولس وبرنابا لم يفهما لغة أللِّيقونيّة (أع 14 : 11)، ولو فهماها لما سمحا للناس أن يفعلوا ما فعلوا.

ونلاحظ أيضًا أن عطيّة الألسنة ظهرت أيضًا في حالتين فقط في سفر الأعمال (أع 10 : 46؛ 19 : 6). وفي كل مرة للوثنيين. فقد أراد لوقا أن يدلّ على أنه في العماد باسم يسوع المسيح، لا يكوّن البشرُ جميعًا سوى شعب واحد، أكانوا من الشعب اليهوديّ (وقد أتى من جميع الأمم أع 2 : 5)، أو من خائفي الله (كورنيليوس، 10 : 2)، أو من الوثنيين (الافسسيون 19 : 2-3).







الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية

God Rules.NET
Search 100+ volumes of books at one time.