الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية: تلمود (الـ)


المسيحي مؤشر موسوعة إلكترونية

إنّ لفظة "تلمود" (من اعتاد على شيء، تعلّم. رج في العربيّة تلمذ) تدلّ في اللغة العبريّة المتأخّرة على "الدرس" و"التعليم" و"العلم"، ولا سيّمَا علم التوراة. ويكمن هذا العلم في شرح النصوص القانونيّة وتوضيحها (في هذا المعنى، التلمود يقابل المدراش). ودلّت لفظة تلمود أيضاً على دراسة "هلكوت" أو الأعراف التي جُعلت بقرب التوراة لدى التقليد الشفهي وأختام معلّمي الشريعة. وبما أنّ هذه "الهلكوت" كانت قد جُمعت في المشناة، صار التلمود تفسير المشناة. وسمّي هذا التفسير في مدارس بابل اليهوديّة "غمارا" أو التكملة (غمر في السريانيّة، كمّل). أما مضمون تفسير المشناة هذا فهو متنوّع جدًّا. يحتوي التأويل البيبليّ، والاستشارات القانونيّة، والفتاوى، وتقاليد التنائيم... نحسّ لدى قراءته أنّنا أمام تدوين لدروس حول المشناة في مدراس فلسطين الرابينيّة (في طبرية وقيصرية وصفورية) وبابل (نهارديا، مورا، بومباديتا). أما اليوم، فالتلمود يعني المجموعة المكوّنة من المشناة والغمارا، وتفسير هذه المجموعة. بعد أجيال التنائيم، جاء الامورائيم (أو القوّالون) أو معلّمو الشريعة الذين يعلّمون الشريعة والعادات ويفسّرونها. وقد جُمعت أقوالهم ودوّنت. ولكن بما أن الأوضاع والحاجات لم تكن هي هي في فلسطين وبابل، لم يهتمّ الناس هنا وهناك بالأمور عينها. واختلفت الآراء أيضاً من بلاد إلى أخرى. بهذه الطريقة وُلدت مجموعتان تتمتّع كل منهما بطابع خاص : تلمود أورشليم (يروشلمي)، وتلمود بابل (بابلي). أما نواة تلمود أورشليم فهي من عمل رابي يوحنان بن نفاحه، رئيس مدرسة طبرية (+ 279). غير أنّ هذا التلمود لم يصل إلى شكله النهائي إلاّ في القرن الخامس. فبجانب تعاليم الأمورائيم التي دوّنت في أرامية فلسطين، نجد أقوال التنائيم التي لم تجمع في المشناة. وقد سمّيت هذه الأقوال "برايتا" (من الخارج. لم تأخذ بها المشناة) ودوّنت في العبريّة. وفي بابل لم يدوّن في البدء إلاّ نتائج (غماروت) الجدالات القانونيّة وبشكل مقتضب. وفي نهاية القرن الخامس استند "السبورائيم" (س ب ر في الأراميّة، فكّر، تأمّل) إلى مجموعة قديمة لرب آشي (375-427)، رئيس مدرسة سورا، فجمعوا هذه "الغماروت" وضمّوا إليها موادّ أخرى كثيرة فألّفوا تلمود بابل. أما اللغة المستعملة فأرامية بابل. لا يفسّر تلمود أورشليم سوى الترتيبات الأربعة الأولى في المشناة (ما عدا مقالتين) ومقالة من الترتيب السادس. وهكذا يكون قد عالج 39 مقالة. وليس من الأكيد أنه أحاط بكل المقالات. أما تلمود بابل فامتدّ فقط على 36 مقالة. ولكنه يزيد أربع مرات على تلمود أورشليم. فهو في طبعته الأخيرة يساوي 10000 صفحة.







الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية

God Rules.NET
Search 100+ volumes of books at one time.