الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية: حرب، (الـ)


المسيحي مؤشر موسوعة إلكترونية

في العبرية : م ل ح م هـ. في اليونانية : بولاموس. عداوة يشتدّ عنفها أو يخفّ بين المجموعات البشريّة. ذُكرت الحرب في البيبليا وذُكرت ممارساتها، وارتبطت بعالم قدسيّ. بدأت الحرب في الاصل بشكل غزو لدى البدو (تك 14:1-16). ثم صارت احتلالاً مسلّحًا مع دخول إلى الأرض المقدّسة وإقامة فيها ((عد 21:21-35؛ عد 31:1-12؛ يش 7 :2-5؛ 11 :18) في أيام القضاة (قض 6 :33-35) والملوك (1صم 10:6-19). نجد حروبًا دفاعيّة ضد الأراميين ثم الاشوريين والبابليين هذا ما عدا المصريين. وحين احتلّ السلوقيّون فلسطين، قام المكابيون بحرب تحريريّة من أجل الاستقلال السياسيّ والدينيّ (2مك 2 :20).

حين يجتاح شعبٌ أرضَ شعب، كان يُعتبر هذا الاجتياحُ بمثابة اعلان حرب (1صم 11:1-2؛ 1مل 20:1-2). فيجمع الملك جنده ويستعرضهم (1مل 20 :1-27). وينطلق عادة في فصل الربيع (لا مطر ) (2صم 11:1). وتنوّعت الستراتيجيّات الحربيّة على مرّ العصور : يؤخذ العدو بغتة. ينجرّ إلى خارج قواعده. الخوف والذعر. هجوم غير مباشر. وتنتهي الحرب بإعادة السلام، إما باتفاق ومعاهدة (يش 9 :6-15؛ حز 17:13-21)، وإما باستعباد المغلوب وفرض الجزية عليه (2مل 8 :14؛ 23 :33).

كانت الحملات العسكريّة مدمّرة : تُدمَّر المدنُ (قض 9 :45؛ 2صم 17:13؛ 1مل 20 :10؛ 1مك 5 :35)، تُدكّ الحصونُ وتؤخذ حجارتها (2مل 14 :13)، يُسلب مخيّمُ العدو ويُنهب (1صم 30:16؛ 2مل 3 :23؛ حز 29:19). ولكن يُحافظ على الزرع (تث 20:19-20). وخارج الحرم والابسال، ما كانوا يقتلون أسرى الحرب (1مل 20 :31؛ 2مل 6 :22). أما الاشوريون والبابليون فكانوا يجلون السكان ويسبون الوجهاء وصنّاع الحرب (2مل 15 :29؛17 :6؛ 24 :14-15؛ إر 52:27-30).

وكان للحرب طابع قدسيّ. فالشعوب القديمة تحارب في علاقة وثيقة مع الاله : النبوءة، الذبائح، العرافة، أساليب السحر، تقدمة الاسلاب التي تحرّم على الجنود. وارتدت الحرب أيضاً في شعب اسرائيل ذات الطابع، بالنظر إلى العهد الذي يوحّد بين ا وشعبه. وإذا وضعنا جانبًا زمن المكابيين حيث يحارب شعب اسرائيل من أجل دينه، فالحرب هي من أجل الحياة، لا من اجل ا. غير أن هذا يشكّل فعلَ إيمان، لأن المحارب يضحّي بحياته من أجل أمان شعبه.هي، "حروب الرب" (خر 17:16؛ عد) 21 :14؛ 1صم 18:17). يُسأل ا (1صم 14:37؛ 23 :2 4)، الذي يسير على رأس جيوشه (قض 4 :14؛ 2صم 5:24). وما يدلّ على حضوره هو تابوت العهد (عد 10:35-36). والايمان با الذي يعطي النصر (يش 6 :2؛ قض 3 :28؛ 1صم 23:4)، يظهر حين يغيب الخوف (يش 8 :1؛ 10 :8). فيهوه يحارب عن شعبه بواسطة قوى الطبيعة (ي(ش 10:11؛ ش 24:7؛ قض 5 :20)، ويضرب الأعداء (قض 4 :15، 14-15) الذين يكرّسون . أي يحرّم على المقاتل الافادة منهم، فيصبحون محرقة (تث 20:10-18؛ يش 7). أما قواعد "الحرب المقدسة" في تث 20، فهي تنظير مثاليّ لا أساس له في الحقيقة، وقد دوّنت ساعة كان الشعب محرومًا من أرضه، خاضعًا لسلطة اجنبية.

أما في نظر الانبياء، فالحرب ترمز إلى المواجهة الاخيرة التي تعلن الزمن المسيحاني (إش 13:34؛ حز 30). هي حرب بين قوى ا وقوى الشرّ (حز 38:38-39؛ يؤ 2 :11؛ مت 24:6-8؛ رؤ 12:7). وهي مقدّمة لمجيء ملك أبديّ للسلام (إش 2:2-4؛ رؤ 21:22).

وقد اكتشفت في قمران (سنة 1947) وثيقة تعود إلى القرن الأول ق.م. فتكشف روحانيّة الحرب بخطها الثاني : حرب أبناء النور ضد أبناء الظلمة. هذا المقال يصوّر الحرب الضروس التي يقودها الخير ضد الشرّ في العالم حتى انتصار ا الحاسم مع أبناء النور. وقد استلهم الغيورون الثائرون على رومة مثل هذا الكلام، فقادتهم ثورتهم إلى دمار أورشليم سنة 70 ب.م.

بدا ا محاربًا (خر 15:3؛ أي 16 :14). وهو أيضاً "محطّم الحروب" (يه 9 :7؛ 16 :2). فهو يريد أن يدمّر الشرّ ليقيم السلام في العالم. ويسوع في خطبته حول مجيء ابن الانسان (مر 13:5-8) يشير إلى الحروب البشرية التي تجد نموذجها في الحرب ضدّ أورشليم، فتبدو كألم المخاض من أجل عالم جديد. لقد كان المسيح رسول اللاعنف وحامل السلام (يو 14 :27). ومع ذلك فقد جاء يدعونا إلى الجهاد الروحي (مر 10:34) الذي يقوم به المسيحيّ (1تس 5:8؛ رو 13 :12؛ أف 6:10-17) ضدّ قوى الشرّ (رو 8 :37؛ كو 2 :15).







الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية

God Rules.NET
Search 100+ volumes of books at one time.