الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية: دماي


المسيحي مؤشر موسوعة إلكترونية

محصول يظنّ أنّه لم يخضع للعشر. المقال الثالث في زرعيم من المشناة. فيه سبعة فصول عن العشور المرتبطة بكلّ ما نشتريه. قد يستطيع الفقير أن يأكل العشر ولا يخطئ. سيعالج الموضوعَ بشكل أوسع تلمودُ أورشليم وتوسفتا.

دمشق في العبريّة : دماشق أو دا ماشق. دار المكان الرطب. تسمّى اليوم أيضاً الشام. مدينة قديمة ومهمّة. يسقيها نهران : ابانة، فرفر. رج 2مل 5 :12؛ إر 49:24. تقع على ملتقى طرق القوافل، ولهذا تذكرها النصوص المصريّة والأشوريّة كما يرد اسمها في رسائل تل العمارنة. كانت دمشق عاصمة دولة أراميّة حين اتّصلت بأرض إسرائيل في أيّام داود. كان ملوكها : رزون بن الياداع، حزيون، طبرمون، بنهدد الأوّل، بنهدد الثاني، حزائيل، بنهدد الثالث، رصين. ويذكر الأنبياء مرارًا دمشق : إش 17:1-3؛ إر 49 :23-27؛ حز 27:18 ي؛ (عا 1:3-5؛ عا 5:27؛ زك 9 :1. منذ شلمنصر الثالث (معركة قرقر :853) حتى تغلت فلاسر الثالث (2مل 16 :9)، ظلّت دمشق مهدّدة بالخطر الأشوريّ إلى أن أُخذت سنة 734. كانت الحقبة الفارسيّة العصر الذهبيّ لدمشق. في أيام السلوقيّين زاحمتها أنطاكية التي تأسّست على العاصي. احتلّها الرومانيّون سنة 64 ق.م. وضموها إلى ديكابوليس (المدن العشر) فصارت تحت حكم الملك العربيّ حارث الرابع. كان في دمشق كثير من اليهود ولهم مجامعهم. لهذا كان نشاط بولس كبيرًا في المدينة ((أع 9:2-25؛ أع 22:5-11؛ 26 :12-20؛ 2كور 11 :32؛ غل 1 :17). الشارع الذي كان فيه بيت يهوذا والذي أقام فيه بولس يسمّى اليوم أيضاً : سوق الطويل. كان يعبر المدينة من الشرق إلى الغرب. كان على جانبه عواميد اكتشفت أثارها اليوم.

هذا ما يقول نصّ الكتاب المقدّس. ولكن ماذا يقول التاريخ والنصوص القديمة؟ سُمّيت المدينة في الأشوريّة الحديثة أورو - كور أو مدينة الحمّارين، وهذا ما يدلّ على دورها كمحطّة على طريق القوافل، بسبب وفرة الماء فيها، والتقاء "طريق البحر" (إش 8:23) التي تربط بلاد الرافدين بمصر، و"الطريق الملكيّة" (عد 22:22) التي تربط سورية الشماليّة بعرابية والبحر الأحمر. وتحدّد رسائل تل العمارنة (53-63) موقع دمشق في أرض أوبي التي ذكرت في نصوص اللعنات المصريّة (القرن 19-18)، والتي كانت مقاطعة حكمها ممثّل للفراعنة مع السلالة الثامنة عشرة. ووصلت الحملات الحثيّة إلى دمشق في القرن 14-13. ولكنّها لم تدُم، فظلّت المدينة في خطّ السياسة المصريّة حتى دمار سلطان الفراعنة في آسية. ارتبطت دمشق بالحضارة الحوريّة كما ارتبطت بداود (2صم 8:5-6، هناك بعض الشكّ بهذه الحاشية البيبليّة). وجاء الأراميّون إلى دمشق في أيام سليمان (1مل 11 :23-25)، حوالى سنة 950. لا يُذكر اسم أول ملك أراميّ على دمشق. فالبيبليا العبريّة تسمّيه "رزون" (1مل 11 :23) أي الأمير. واليونانيّة : أسرون، حزرون. قد نكون هنا أمام تشويه لـ "حزيون" جد بنهدد الأول (1مل 15 :18؛ 2أخ 16:2).

إذا قبلنا بهذا التماهي، تتيح لنا المراجع البيبليّة والأشوريّة أن نقدّم لائحة (وإن ناقصة) بأسماء ملوك دمشق، منذ سنة 950 حتى سنة 732 ق.م.، وهي السنة التي فيها أخذ تغلت فلاسر الثالث مدينة دمشق. (1) حذيان (950-930). هو "ح ز ي و ن" المذكور في 1مل 15 :18. (2) طاب رمّان (930-910). هو "ط ب ر م ن" في 1مل 15 :18. (3) برهدد الأول (910-880). هو بنهدد الأول. (4) هدد عازر (880-843) هو هدد عدري في المراجع الأشوريّة. (5) حزائيل (843-803). (6) برهدد الثاني (803-780). هو بنهدد الثاني. حذيان الثاني (780-750). (8) رضيان (750-732) هو رصون.

إنّ الصراع بين مملكة دمشق الأراميّة والمملكة الاسرائيليّة لم يدُم طويلاً، وإن كان ذاك شعورنا عندما نقرأ التوراة. فالعهد القديم لا يذكر أي نزاع في أيام سليمان (1مل 11 :25). والحروب المذكورة في 1مل 15 :18-20؛ 2أخ 16:2-4، حصلت بين دمشق وإسرائيل ويهوذا. سنة 853، تحالف هدد عازر، ملك دمشق، وآخاب، ملك اسرائيل، أمام التهديد الأشوريّ. ولما مات هدد عازر قتلاً، سنة 843، توقّف هذا التحالف. إنّ مدوّن كتاب الملوك الذي يورد هذا الحدث في 2مل 8 :7-9، يُقحم خطأً اسم بنهدد ملك أرام. ولكن النصوص الأشوريّة واضحة في ما يخصّ هويّة الملك المقتول. وحلفاء هدد عازر فكّوا تحالفهم مع حزائيل المغتصب الذي انتصر انتصارًا كبيرًا على يورام، ملك اسرائيل، في معركة راموث جلعاد (2مل 8 :28). ونجد خبرًا مفصَّلاً لهذا الخبر في 1مل 22 :3-37؛ 2أخ 18:3-34، وفيه زاد مدوِّن لاحق زيادة خاطئة، اسمَي اخاب ويوشافاط. ما استطاع حزائيل أن يستفيد استفادة مباشرة من هذا النجاح، لأنّه حُوصر في دمشق على يد شلمنصر الثالث. ومع ذلك، لم تؤخذ دمشق. وعلى أثر الصعوبات داخل أشورية والحروب ضد أورارتو، ارتاح ملك دمشق بعد سنة 838 ووسّع مملكته في سورية وفلسطين. واجتاح مملكة اسرائيل (2مل 10 :33؛ عا 1:3-4)، وأخذ مدنًا عديدة من يوآحاز، ملك اسرائيل، وأقام مكاتب تجاريّة في السامرة نفسها (2مل 13 :25؛ رج 1مل 20 :34). هذا يعني أنّ ملك اسرائيل صار خاضعًا لملك دمشق. حسب 2مل 12 :18-19، قام حزائيل بحملة في فلسطين الغربيّة الجنوبيّة، فاحتلّ جتَّ، مدينة الفلسطيّين (عا 6:2)، ونال الجزية من يوآش، ملك يهوذا. وامتدّت سيطرته وسيطرة خلفه بنهدد الثاني على قسم كبير من سورية الشماليّة.

هذا ما تقوله مدوَّنة زكّور ( زكير ) الذي روى حصار حدراك، ونُصُب بنهدد الذي اكتشف قرب حلب. ولكن لمّا تدخّل هدد نيراري الثالث (810-788)، انقلب الوضع، فوجب على ملك دمشق أن يدفع جزية باهظة سنة 803 أو 796. وما استطاع بنهدد الثاني أن يستولي على حدرك، ولا على السامرة. إنّ 1مل 20؛ 2مل 6 :-7 :17؛ 13 :14-19 :25 يروي حصار السامرة وانتصار يوآش، ملك اسرائيل، في أفيق. كان اسم آخاب في الدرجة الثانية في 1مل 20. أما الحملة الأشوريّة على دمشق فكان من نتائجها إضعاف مملكة دمشق حيث ملك حذيان الثاني. استفاد يربعام الثاني، ملك اسرائيل، من الوضع ليجعل دمشق وحماة تتراجعان (2مل 14 :28). ولكن هذا لا يعني أنّ هاتين المملكتين خضعتا لإسرائيل. ومع أن رضيان ( رصون)، آخر ملوك دمشق، تحالف مع اسرائيل ضدّ يهوذا (إش 7:6)، ووصل إلى إيلة (2مل 16 :6)، إلاّ أنّ تغلت فلاسر الثالث احتلّ دمشق سنة 732 ق.م.، وسبى أهلها (2مل 16 :9؛ عا 1:3-5؛ (إش 7:8؛ إش 8:4؛ 17 :1-3). صارت دمشق عاصمة مقاطعة أشورية، فشاركت في ثورة على سرجون الثاني سنة 720، فسحق الأشوريّون الثورة وجلوا عددًا آخر من السكان، وجاؤوا بأغراب امتزجوا بأهل البلاد.

ومع ذلك، ظلّت المدينة مزدهرة على مستوى التجارة الواسعة (حز 27:18). ولكن أنطاكية (على العاصي) ستحلّ محلّها في القرن 3 ق.م. كعاصمة سورية (سترابون، الجغرافية 16 2 :20). ظلّت بلاد الشام مدّة طويلة مسرحًا للحروب في زمن المكابيّين (1مك 11 :62؛ 12 :32)، كما لجأ إليها الأسيانيّون فسمّوا نفوسهم "العهد الجديد في أرض دمشق" وذلك قبل أن يعودوا إلى يهودا ويقيموا في قمران. حين توفّي الملك السلوقي انطيوخس 12 سنة 85 ق.م.، فتحت دمشق أبوابها لملك الأنباط، الحارث الثالث المحب الهلين (فلافيوس يوسيفوس. العاديات اليهودية 13 :392؛ الحرب اليهوديّة 1 :103) الذي صكّ نقودًا بين سنة 84 و 72 ق.م. وفي سنة 72-31، اجتاح تغران، ملك أرمينيا، المنطقة، فهرب الحارث. ولكن تدخّل رومة قلب مسيرة الأحداث. جاء سكاوروس، موفد بومبيوس، فاحتلّ دمشق سنة 64 ق.م. وربطها بمقاطعة سوريّة التي كوّنها في تلك السنة (العاديات 14 :29-30؛ الحرب اليهوديّة 1 :127). اعتبر بعض الكتّاب أن رومة تخلّت عن بلاد الشام للملك الحارث الرابع سنة 9 ق.م.-41 ب.م. فالمعطيات التاريخيّة تعارض هذه الفرضيّة. فإنّ "عامل الملك الحارث" المذكور في 2كور 11 :32، هو رئيس مستوطنة الأنباط في دمشق، وكان يقيم في حيّ يضمّ اليهود والمسيحيّين. كانت الجماعة اليهوديّة في دمشق كبيرة (أع 9:2؛ 22 :5)، لأنّ سفر الأعمال يتحدّث عن "مجامع دمشق" (في صيغة الجمع، أع 9 :20)، ولأنّ يوسيفوس يتحدّث عن اضطهاد دامٍ مات فيه 10500 يهوديّ (الحرب اليهوديّة 2 :559-561؛ حياة يوسيفوس 27). أمّا الجماعة المسيحيّة التي انطلقت من الاسيانيّين الذين ظلّوا في دمشق، فقد كانت أقدم جماعة بعد جماعة أورشليم (أع 9:10-19). وفي دمشق بدأ بولس يكرز بالمسيح (أع 9:19، 22، 27؛ رج 20)، بعد أن قضى ثلاث سنوات في بلاد الأنباط (غل 1 :17).







الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية

God Rules.NET
Search 100+ volumes of books at one time.