الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية: ذبيحة الخطيئة

الذبيحة عن الخطيئة هي ذبيحة تطهير. توخّت أن تزيل الخطايا الطقوسيّة (في ممارسة الطقوس) التي تُقترف بدون إرادة. اسمها في العبريّة "ح ط ا ت" التي ترتبط بمصدر فعل "ح ط ا" (خطئ) مع معنى الاستبعاد : أزال الخطيئة، طهّر (خر 29:36؛ لا 8 :14؛ 14 :49، 52؛ عد 19:19؛ (حز 43:20-23؛ حز 45:18؛ مز 51:9). أمّا طقس الذبيحة عن الخطيئة فنجده في لا 4؛ 5 :7-13. وتختلف الضحيّة باختلاف صفة الخاطئ. يقدَّم ثور عن خطيئة عظيم الكهنة، لأنّ خطيئته "تنجّسُ" الشعبَ كلّه. ويقدّم ثور أيضاً عن خطيئة كلّ الشعب، وتيس عن خطيئة الرئيس (أو الأمير)، وهو لقب أعطي لرئيس الجماعة في ما بعد المنفى (عز 1:8؛ رج حز 44-46)، وعنزة أو نعجة لخطيئة إنسان فرد. أمّا الفقراء فيُحلّون محلّ هذه الضحايا المكلفة، زوجي يمام، زوجي حمام، بل شيئًا قليلاً من الدقيق. طقس الذبيحة عن الخطيئة يشبه طقس المحرقات (لا 1)، ولكنّه يتميّز عنه بوظيفة الدم واستعمال لحم الضحيّة. فالإنسان الذي تنجّس أو شيوخ الجماعة في حال ارتكبت الجماعة كلّها خطيئة (لا 4 :15)، يضعون أيديهم على رأس الضحيّة ليدلّوا على أنهم نقلوا عليها ثقل الخطيئة (لا 16 :21-22). تُنحر الضحيّة، ويُستعمل دمها في طقوس التكفير المتشعّبة بشكل خاص (لا 4 :5-7، 16-18، 25، 30، 34؛ 5 :9). بعد ذلك يُؤخذ الشحم ويُحرق على المذبح (لا 4 :8-10، 19، 26، 31، 35). ويُحرق اللحم الذي حُمِّل الخطيئة على حطب بالنار، خارج المحلة (لا 4 :11-12، 21؛ رج لا 6 :23؛ 16 :27). وحسب عادة لاحقة، وجب على الكهنة أن يأكلوا لحم التيس أو العنزة المقدّمة عن خطيئة "الأمير" وخطيئة الأفراد (لا 10 :16-19). متى تقدّم الذبيحة عن الخطيئة؟ هي تُفرض في حفلة رسامة هرون وأبنائه (خر 29:10-14؛ لا 8 :2، 14-17)، واللاويّين (عد 8:8، 12)، وفي يوم التكفير (يوم كيبور) (لا 16 :11، 15)، وفي تطهير النذير (عد 6:11)، وفي ختام نذره (عد 6:16)، وفي نهاية فترة تطهير المرأة التي ولدت ولدًا (لا 12 :6) وفي تطهير الأبرص (لا 14 :31؛ 19 :31)، وفي حال نجاسة جنسيّة (لا 15 :15، 30). لا تُقدّم الذبيحة عن الخطيئة فقط عن الأشخاص، بل عن المذبح أيضاً وعن المعبد الذي يجب أن نزيل عنه النجاسات والأخطاء الطقوسيّة. تقدّم هذه الذبيحةُ خلال سبعة أيام قبل تدشين مذبح (خر 29:36-37؛ حز 43:19-26، رج لا 8 :15)، ومرتين في السنة لتطهير المعبد (حز 45:18-20؛ رج 2أخ 29 :21). وذبيحة البقرة الحمراء (أو : الصهباء، عد 19 :2-10) كانت أيضاً ذبيحة عن الخطيئة (عد 19:9، 17). غير أنّ دم الضحيّة يُحرق مع لحمها لكي يكون الرماد كاملاً في صنع مياه التطهير (عد 19:9). الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية