الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية: رسول، (الـ)


المسيحي مؤشر موسوعة إلكترونية

في اليونانية، ابوستولوس. إن أصل الكلمة يلقي ضوءًا على المعنى العميق للفظة "رسول"، التي بها وصف يسوع الاثني عشر تلميذًا الذين اختارهم (لو 6 :13). إذا أخذنا بعين الاعتبار سياق الكتابات الهلينيّة القديمة، نرى أن أبوستولوس يعني ذاك الذي تسلّم مهمّة. وتطبّق هذه الوثائقُ اللفظة على موفد أعطيت له السلطات الضروريّة من أجل تنظيم أمور خارجيّة (مثلاً، عقد اتفاق مع سلطة أخرى، إعطاء تعليمات للجنود في الحرب). وفي اللغة المسيحيّة هو المرسل كما كان بولس الرسول.

إذا كانت لفظة تلميذ قد طُبِّقت على الرسل كما على التلاميذ في حصر المعنى، واستُعملت 216 مرة في الاناجيل (75 مرّة في لو)، فلفظة رسول لا ترد سوى تسع مرات في الازائيين (مرة واحدة في مت، مرتين في مر، ست مرات في لو)، ولا ترد أبدًا في يو. أما أع ورسائل بولس فتستعملها 71 مرّة.

إن لفظة رسول بحصر المعنى تنطبق على كل من الاثني عشر الذين دعاهم يسوع وذُكرت اسماؤهم في مت 10:2-4؛ مر 3 :16-18؛ لو 6 :13-16؛ أع 1:13. أما يو فاغفل اسمه واسم اخيه يعقوب، وأعطى اسم "ابني زبدى" (21 :2). وزّعت الأناجيلُ الازائيّة وسفر الأعمال، الرسلَ، في ثلاث مجموعات. أولاً، الأربعة المدعوّون في البداية أي الاخوان سمعان بطرس واندراوس، والاخوان يعقوب ويوحنا ابنا زبدى. ثم فيلبس وبرتلماوس (نتنائيل)، متّى وتوما الملّقب بالتوأم. وأخيرًا يعقوب ويهوذا بن حلفي، سمعان الغيور (القانوني) ويهوذا الاسخريوطي. إذا كان ترتيب الأسماء يختلف داخل كل من المجموعات الثلاث، فسمعان بطرس يكون رأس المجموعة الأولى. وفيلبس رأس المجموعة الثانية، ويعقوب بن حلفي رأس المجموعة الثالثة. أما الاسخريوطي فسيحلّ محله متيّاس في الفترة الواقعة بين الصعود والعنصرة (أع 1:26).

نال الرسل الاثنا عشر بشكل مباشر من يسوع تعليمهم وتربيتهم ورسالتهم. قاسموه حياته، فكانوا الشهود لحياته العلنيّة ومعجزاته وقيامته وصعوده. دُعي متيّاس ليحلّ محل الاسخريوطي، فنعم كتلميذ من دروس المعلّم، فاعتبره الرسل شاهدًا مثلهم. أما بولس وبرنابا اللذين تكرمّهما الكنيسة كرسولين، (في الليتورجيا، تضم بولس إلى بطرس) فهما لا يُعتبران رسولين على غرار الاثني عشر لأنهما لم يكونا شاهدين مباشرين لحياة المسيح، ولم يتسلّما رسالتهما منه خلال حياته العلنيّة.

ومع ذلك يُسمّى بولس "الرسول". فاتصالاته بالرسل الذين التقاهم كانت نادرة. فبعد ثلاث مرات على ارتداده، صعد إلى أورشليم لكي يزور الصفا (بطرس) (غل 1 :18)، وعنده أقام 15 يومًا. وما التقى في هذه الإقامة سوى يعقوب أخي الربّ (غل 1 :19) الذي لم يكن أحد الاثني عشر. وبعد 14 سنة (غل 2 :1) ذهب بولس أيضًا إلى المدينة المقدسة (برفقة برنابا، وتيطس، حيث شارك في مشاورات الجماعة التي سمّيت "مجمع أورشليم"، غل 2 :11-12) فثبّت قرار أورشليم بأن يكون بطرس رسولَ المختونين، وبولس رسول الوثنيين (غل 2 :7).

ويحدّد بولس في مقاطع عديدة من رسائله (1كور 9:1-10) نظرته إلى مهمّة الرسول، هي تأكيده بأنه رسول "بدعوة" (رو 1 :1)، "لا من قبل البشر" (غل 1 :1)، بل بالنداء (1 كور 1 :1) أو مشيئة الله (2كور 1 :1؛ أف 1 :1؛ كو 1 :1؛ 2تم 1:1). وهذه النظرة ترتكز على تبرير لمطالبة بحقّه كرسول (1كور 9:1-2)، وقد عارض بعضهم هذا الحقّ (1كور 9 :2). فبولس ما تلقّى البشارة التي يعلن من انسان، بل من يسوع نفسه، وفي وحي (غل 1 :11-12؛ رج 1كور 15 :8). لهذا عظّم الرسول المسيح الذي به نلنا النعمة والرسالة (رو 1:4-5).

وماذا عن مهمّة الرسل بعد الصعود؟ هي تُواصلُ مهمّة المسيح "حتى نهاية العالم" (مت 28 :19-20 : رج مر 16:15؛ لو 24:47-48). وإذا أخذنا بعين الاعتبار مدى الرسالة الذي لا يحدَّد في الزمن، نفهم أن هذه الرسالة يجب أن تستمرّ بواسطة خلفاء الرسل. وهذا ما فعله بولس حين جعل من تيموثاوس وتيطس مسؤولين في الكنيسة.







الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية

God Rules.NET
Search 100+ volumes of books at one time.