الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية: رشف (أوغاريت)


المسيحي مؤشر موسوعة إلكترونية

هو الإله الذي كان سبب هلاك أحد أولاد كارت. ذُكر في التوراة ((مز 76:4؛ مز 78:48؛ حب 3:5؛ تث 32:24؛ أي 5 :7، نش 8 :6). ولكنّه ترجم : الوباء، اللهيب، البرق. يبدو أنّه كان إله الوباء والمرض. ولكن عُرف أيضاً أنه إله العاصفة، وإله الحبّ والصبا والفروسيّة (نجده في عرس أحد الآلهة. رج رشفو). وها نحن نعود إلى العالم الفينيقيّ وغيره لكي نتعرّف إلى هذا الإله.

نبدأ بالحديث عن رشف خارج العالم الفينيقيّ والفونيقي. ظهر الاسم أول ما ظهر في ايبلا، في الألف الثالث، وكان اسمًا شعبيًّا جدًّا. نجده في بعض أسماء العلم في أور (الحقبة الثالثة) وماري وطرقة وحانة. ولكننا لن ندرك شخصيّته بدقّة إلاّ في أوغاريت ورأس ابن هاني. تماهى مع نرجال وذُكر في قصيدة كارت، فوُجد بشكل خاص في النصوص الطقسيّة، في وظيفته الأرضيّة والتحت أرضيّة، كحافظ (أو ملك) الجحيم (أو : المناطق السفلى)، كسيّد الأوبئة التي ينشرها بواسطة قوسه وسهامه. وما يؤكّد على هذه الوجهة عند رشف، هو الرسالة 35 من رسائل تلّ العمارنة. وطبيعته المُحبّة للحرب والرهيبة، لم تكن عائقًا أمام شعبيّته الواسعة : هذا ما يدلّ عليه أسماء العلم، والصفات العديدة المنسوبة إليه كإله يمنع عن الناس "الغضب" ويكون راضيًا عنهم. قد نجد آثارًا لرشف في أناتولية الحثيّة، في القرن الثامن، مع الملك فنموا من زنكرلي الذي يذكر رشف مع آلهته الذين يحمون سلالته. وانتشرت في مصر عبادة الإله رشف خصوصًا في المملكة الوسيطة بتأثير من الهكسوس. وقد تبنّاه بشكل رسميّ بلاط أمينوفيس الثاني الذي جعل من رشف المحامي عنه في الحرب. ولكنّنا ننتظر حقبة الرعامسة لتنتشر عبادة هذا الإله انتشارًا واسعًا : فالنصوص والصور تدلّ على عبادته الرسميّة في البلاط الملكيّ، كما على تعبّد الأفراد له. وقد عرفنا عدّة تمثّلات لرشف في مدوّنات تشدّد على طبيعته وما تحمل من عون ورضى، كما تحمل الهول والرعدة. صُوِّر رشف على مسلاّت المملكة الحديثة بشكل فرعون يضرب أعداءه. أما العهد القديم، فذكر رشف على أنّه شيطان في خدمة يهوه. تث 32:24 (حمى)؛ مز 78:48 (صواعق)؛ حب 3:5 (الموت). وقد ارتبط بالنار (نش 8:6) وبطيران العصافير والسهام (أي 5 :7؛ مز 76:4؛ سي 43:14-17). هناك أثر لعبادة رشف في فلسطين (تماهيه مع أبولون)، نجدها في مدينة أبولونية التي سمِّيت في العربيّة أرسوف.

وماذا عن رشف في العالم الفينيقيّ؟ إذا كان لا شيء يبرهن على أنّ رشف ارتبط بـ "هيكل المسلاّت" في جبيل، فقد يكون تماهى مع لفظة مصريّة قرأناها في نصوص الأهرام. أمّا أول شهادة مباشرة عن رشف في الفينيقيّة فنجدها في كاراتيبي في القرن الثامن، حيث أزتيوادا يذكر بعل ورشف كإلهَي السلالة الملكيّة. إنّ الصفة "ص ف ر م" المرتبطة برشف، تدلّ على "التيوس"، كما تدلّ على "العصافير". ولكن قد نكون أيضاً تجاه "موضع" في كيليكية (صي. إب. بي. ري). في القرن الخامس، تعلمنا سلسلة مدوّنات الملك بد عشتروت (بيد عشتاروت)، ملك صيدون وحفيد أشمون عازر الأول وخلف أشمون عازر الثاني، في أشمون (بستان الشيخ)، أن حيًّا في صيدون سُمِّي "أرض رشف". ولكن تبقى الشهادات الأهمّ عن رشف في قبرص. هنا نجد تقليد الإله القوّاس (كما في أوغاريت) الذي تماهى مع أبولون. منذ القرن السابع نجد تمثالاً يحمل إهداء للإله رش (ف). وُجد في قرطاجة : ع ب د. ر ش ف (عبد رشف). وكان فيها أيضاً هيكل للإله رشف.







الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية

God Rules.NET
Search 100+ volumes of books at one time.