الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية: رعاوية (رسائل)


المسيحي مؤشر موسوعة إلكترونية

أوّلاً : نظرة عامّة

(أ) التسمية

تسمّى 1تم، 2تم، تي رسائل رعاويّة لأنّها تعالج واجبات الرعاة. سُميّت كذلك في القرن 18، فاعطت آراء في العمل الرعائيّ، في الحرب ضدّ الهرطقات، وفي تنظيم التراتبيّة في الكنيسة. تتوجّه هذه الرسائل إلى أقرب المشاركين لبولس في رسالته : تيموثاوس، تيطس. جُعل الأوّل في أفسس والثاني في كريت (1تم :4؛ تي 1 :5). ليست هذه الرسائل شخصيّة، بل رسائل رعائيّة موجّهة في الوقت عينه إلى جماعات يقودها هذان "القائدان الروحيّان". لهذا، فاللهجة موضوعيّة وعامّة. وتتفّرد 2تم بإعطاء بعض النصائح الشخصيّة (2تم 4:6-8). تتشابه الرسائل الرعاويّة شكلاً ومضمونًا. وواقع الكنائس الذي تعكسه هو هو. فهي تنتمي إلى الحقبة عينها، وهي حقبة متأخّرة لأنّها تختلف كثيرًا عن رسائل بولس الأولى. كتب بولس 2تم خلال أسر بدا قاسيا (اسر 61-63). استصعب أونسيفورس وجود الرسول (2تم 2 :16ي؛ رج 1:8؛ 2 :9). وظنّ بولس أنّ نهايته قريبة (2تم 4:6-8). هذا وقد تكون هذه الرسالة دوِّنت حوالي سنة 67 (سنة موت الرسول). ولكننا لا نعرف بدقّة متى دوّنت 1تم وتي. كُتبت تي خلال سفر (تي3 :12) في كورنثوس. تعوّد الشرّاح أن يجعلوا 1تم قبل تي، ولكنّنا لا نعرف شيئًا عن ظروف كتابة 1تم.

(ب) المضمون

إذا وضعنا جانبًا بعض النصائح الشخصيّة، تعالج الرسائل الرعاويّة بصورة خاصّة نقطتين. الأولى : حرب ضدّ الهرطقات. الثانية : تنظيم الكنيسة.

1) الموضوع الأول : إنّ المعلّمين الكذّابين الذين سيحاربهم تيموثاوس وتيطس هم مسيحيّون : نحسّ اننا أمام أمور تحدث داخل الجماعات (1تم 1 :3ي؛ تي 1 :10؛ 2تم 2:18). بالإضافة إلى ذلك ثبت أنّ الهراطقة هم من اليهود. تتحدّث تي 1 :14 عن خرافات يهوديّة ونظُم بشريّة (شرائع الطهارة). ويحذّر بولس القرّاء من اعتبارات حول الأنساب (1تم 1:4؛ تي 3 :9) وهي عبارة تدلّ على تاريخ الآباء، ومجادلات حول الشريعة (1تم 1 :7ي؛ تي 3 :9). وتتحدّث 1تم 4:3 و2تم 2 :18 عن ميول تعفّفيّة نجدها أيضاً في 1كور (لا في العالم اليهوديّ). إذًا نحن هنا أمام تلفيق يهوديّ وهلينيّ يهتمّ باعتبارات عميقة في ظاهرها وينصح بنسك يتيح للإنسان أن يتقدّم في المعرفة. إنّ المتهوّدين المذكورين هم قريبون من المعلّمين الكذبة في كولوسي. فيعارض بولس أضاليلهم بتعليم الإنجيل الصحيح ((1تم 4:6؛ 1تم 6:3؛ تي 1 :9؛ 2 :1؛ 2تم 1:13). وينبئ بأنّ الضلال يقود في النهاية إلى الهرطقة الحقّة (1تم 4:1-3؛ 2تم 3:1-5؛ 4 :3).

2) الموضوع الثاني. تنظيم السلطة في الكنيسة. تتحدّث 1تم 3:1-7 وتي 1 :5-9 عن واجبات الأسقف. لقد نال وضع اليد (1تم 5:22؛ 2تم 1:6) فعليه أن يدبّر ويعلّم ويحكم (1تم 3:5؛ 5 :17-19؛ تعطي تي 1 :5 و 1تم 5:17-19 معلومات عن القسوس أو الشيوخ الذين سيصبحون في التقليد الكهنة). عرفت الرسائل الرعاويّة وظيفة الشمّاس (1تم 3:8-13) وربما وظيفة الشمّاسة (1تم 3:11)، مع أنّ النصّ يمكن أن يعني امرأة الشماس (رج رو 16 :1). وأخيرًا تلعب الأرامل دورًا في حياة الجماعة (1تم 5:3-16).

(ج) صحّة نسبة الرسائل الرعاويّة.

هذه هي أهمّ مسألة تُطرح حول الرسائل الرعاويّة. في الحقيقة، يعاملها التقليد كما يعامل سائر الرسائل. وحده قانون مرقيون لا يقبلها. ولكن 1تم هي أكثر الرسائل المذكورة مع فل في الأجيال المسيحيّة الثلاثة الأولى. ولكن منذ القرن 19، أنكر الكثير من النقّاد صحّة الرسائل الرعاويّة. الصعوبات الرئيسيّة هي اللغة، المواضيع الجديدة (التعليم الصحيح، الإيمان...). ثمّ إنّ الحديث عن التراتبيّة في الوظائف أمر متأخّر، وفيه يميّز الكاتب بوضوح بين الأسقف (أو الشيخ) والشماس (رج 1تم 3:2، تي 1 :7). تبدو هذه الوظائف معروفة لدى القرّاء، بينما لا نجد ذكرًا لها في سائر الرسائل. ولكن هل نسينا أنّ بولس أقام شيوخًا (أع 14:23) منذ رحلته الرسوليّة الأولى. وان فل 1 :1 تذكر الأساقفة والشمامسة. وتتحدّث رو 16 :1 عن شمامسة. وأن الشيوخ في أع 20:17 يسمَّون أساقفة في آ28. ومن الممكن أن تكون الأمور هي هي في الرسائل الرعاويّة : فالأساقفة في 1تم 3:2-7 هم ذاتهم الشيوخ في 5 :17 ي. نحن هنا أمام تنظيم كنسيّ يسبق رسائل القدّيس إغناطيوس الأنطاكيّ (حوالي سنة 100) التي تميّز بين الأسقف (أو الشيخ) والشماس، وتشدّد على سلطة الأسقف. وبما أن بولس تكلّم عن هذه الوظائف، فهو يعني أن تنظيمها كان في بدايته. والصعوبة الثالثة : تتحدّث الرسائل الرعاويّة عن الغنوصيّة، وهذا ما يدلّ على أنّها دُوّنت في زمن متأخّر. ولكن هذه الرسائل تعطي بعض التفاصيل العمليّة (اشرب قليلاً من الخمر : 1تم 5:23، المعطف : 2تم 4 :13) ولا تستند إلى أشخاص ورد اسمهم في الرسائل الأخرى، بل تذكر أسماء جديدة. كلّ هذا يدلّ على صحّة هذه الرسائل ووحدتها.

ثانيًا : نظرة خاصة. مناسبة ومضمون كل رسالة.

1) 1 تم : نوى بولس أن يجيء إلى أفسس قريبًا. ولكنّه كتب رسالة في حال تأخّرت سفرته (3 :14؛ 4 :13). نستطيع أن نميّز قسمين :

(أ) نصائح من أجل محاربة الهرطقات (1تم 1:2-20) وشعائر العبادة (1تم 2:1-15) والوظائف الكنسيّة (1تم 3:1-16).

(ب) نصائح خاصّة عن الأضاليل (4 :1-5) عن تيموثاوس (4 :6-16) وفئات الناس المختلفة (5 :1-6 :2). وتتضمّن خاتمة الرسالة تحذيرًا من الجشع (6 :3-10) ثمّ نصائح لتيموثاوس (6 :11-21).

2) تيطس. نوى بولس أن يقضي فصل الشتاء في نيكوبوليس. نصح بولس تيطس أن يستعدّ للذهاب إلى هناك حين يعلمه الرسول بولس بذلك (3 :12). بعد مقدّمة يعرض فيها بولس طبيعة الرسالة (1 :1-4)، يعالج :

(أ) تنظيم الجماعة (1 :5-9) الحرب ضدّ الضلال (1 :10-16).

(ب) واجبات خاصة ببعض المؤمنين (2 :1-10)، قدرة النعمة (2 :11-15)، العلاقات مع السلطة (3 :1-7). وينهي بتحذير من الضلال (3 :8-11)، وببعض نصائح شخصيّة (3 :12-15).

3) 2 تم. تأثّر تيموثاوس حين عرف أنّ بولس هو من جديد في السجن فما عادت له الشجاعة للكرازة بالإنجيل. فالإنجيل لا يحمل إلى الكارزين به إلاَّ العارَ والاضطهاد. أرسل بولس رسالة يشجّعه فيها. إنّها بشكل وصيّة روحيّة يعرض فيها بولس لتلميذه الحبيب سرّ الألم. تتضمّن الرسالة ثلاثة أقسام.

(أ) تحريض على الشجاعة والثبات (1 :1-2 :13).

(ب) تحذير من الضلال (2 :14-4 :8).

(ج) نصائح شخصيّة (4 :9-22).







الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية

God Rules.NET
Search 100+ volumes of books at one time.