الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية: شيوخ، (الـ)


المسيحي مؤشر موسوعة إلكترونية

في التوراة كما لدى شعوب الشرق القديم، الشيوخ (ز ق ن ي م)، كانت لهم لحية. رج في العربيّة ذقن. هم رؤساء العائلات (أو : البيوت) الذين يشكّلون مجلس العشيرة أو القبيلة أو المدينة أو القرية أو المنطقة، أو البلاد كلّها. هم حكماء (إر 18:18؛ حز 7:26) يُعتبر رأيُهم شريعة في الحالات العاديّة. وسلطانهم ووظائفهم تختلف حسب أهميّة الجماعة وطبيعتها. وهم يتطوّرون مع التبدّلات السياسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة في المحيط الذي يعيشون فيه. ولكن المعطيات التي بين أيدينا ليست محدّدة تحديدًا كافيًا لتتيح لنا أن نرتّب لوحة إجمالية (سنكرونيّة) حول دور الشيوخ، ولا أن نقوم بدراسة تفصيليّة (دياكرونية). لهذا، نكتفي بأن نلاحظ أنّ النصوص البيبليّة تذكر أنواعًا مختلفة من الشيوخ : شيوخ القبيلة (تث 3:28)، شيوخ المنطقة (قض 11 :5؛ 1صم 30:26)، منطقة قبيلة أو شعب من الشعوب (إر 3:14)، مثل شعب اسرائيل (خر 3:16؛ عد 11:16). شيوخ مديان (عد 22:4، 7)، وموآب (عد 22:7). ومصر (تك 50 :7). وشيوخ البيت الملكيّ أي مستشارو الملك (تك 50، 7؛ 1صم 12:17). وشيوخ المدينة (يش 9 :11؛ قض 18 :14؛ 1صم 11:13؛ 16 :4) والبلاد (1مل 20 :7؛ إر 26:17) والشتات (إر 29:1)، وشيوخ العائلات الكهنوتيّة (2مل 19 :2؛ إر 19:1).

بما أنّ مجمل نصوص العهد القديم تعود إلى الزمن الذي فيه ترك اسرائيل حياة البداوة ودخل في حياة الحضارة، نرى شيوخ الأرض وشيوخ الشعب وشيوخ القرى والمدن يلعبون الدور الأهمّ. ووظائفهم القضائيّة نكتشفها في عدّة شرائع حول القتل (تث 19:11-12؛ 21 :1-6)، حول الابن العقوق (تث 21:18-21)، حول المفتري على عذراء (تث 22:13-19)، حول السِلف الذي يرفض أن يتزوّج أرملة أخيه (تث 25:7-9؛ رج را 4 :2-3). أما شيوخ الشعب أو الأرض، فهم يمثّلون اسرائيل في احتفالات العهد (خر 19:7؛ 24 :1، 9؛ (تث 27:1؛ تث 29:9؛ 31 :9؛ ي(ش 8:33؛ ش 24:1؛ 2مل 23 :1)، لدى اختيار قائد حربيّ (قض 11 :5-11) أو ملك (1صم 8:4-6؛ 2صم 3:17-19؛ 5 :3). تآمروا مع أبشالوم ضدّ داود (2صم 17:4، 15)، ووضعوا باسم جماعة الشعب شروطًا على رحبعام (1مل 12 :6-8، 13)، وساندوا أليشع على الملك (2مل 6 :32)، ونصحوا ملك اسرائيل بأن يقاوم الأراميّين (1مل 20 :7-8)، وتدخّلوا في الأزمات الوطنيّة الكبرى (خر 17:5-6؛ (يش 7 :6؛ 1صم 4:3؛ 1أخ 21:16؛ إر 26:17). كان الشيوخ يجتمعون في الساحة العامة، عند أحد أبواب المدينة ((تث 21:19؛ تث 22:15؛ 25 :7؛ را 4:1-12؛ مرا 5:14؛ أي 29 :7). والمشاركة الناشطة في مباحثاتهم كانت تدلّ على المهابة التي ينعمون بها (أم 31:23، أي 29 :7-20).

فجميع رؤساء العائلات (أو : البيوت) كانوا يستطيعون فعلاً أن يمارسوا حقوقهم التقليديّة. العائلات القويّة كانت تحتكر السلطة، وخبر عد 11:16 قد توخّى تشريع مؤسّسة جماعة محدّدة بسبعين شيخًا (رج خر 18:21-22؛ تث 1:13-15). وهذه الجماعة ستحيا من جديد في السنهدرين الكبير الذي تألّف من واحد وسبعين شيخًا (لو 22 :66؛ أع 22:5؛ رج أع 5 :21). وظلّ الشيوخ يلعبون دورًا هامًا في جماعة المنفى (إر 29:1) وفي مقاطعة يهوذا الفارسيّة ((عز 5:9؛ عز 6:7؛ 10 :8، 14). وحسب النصوص المحفوظة في العالم اليهوديّ الهلنستيّ، كوّن شيوخ الشعب أو المدينة (برسبيتاروي) سلطة على مستوى المدينة. بل كانوا السلطة العليا في مدينة بيت فلوى التي يحاصرها أليفانا (يه 8 :10؛ 10 :6). وجماعة شيوخ الشعب هذه قد دعاها يوناثان المكابيّ للقيام بأعمال الدفاع عن أورشليم (1مك 12 :35). ويُذكر شيوخ كفرناحوم في لو 7 :3، و "سبعة شيوخ الشعب" في رؤ باروك السريانيّة (44 :1). ويؤكّد فلافيوس يوسيفوس أنّ كل مجموعة كان يديرها سبعة رجال (العاديات 4 :214) الذين كانت إحدى مهمّاتهم جمع الضرائب (الحرب اليهوديّة 2 :405). وأشار تلمود بابل إلى سبعة رجال صلاّح في المدينة (بابل مجله 26أ، 27أ). والشيوخ الذين كانوا حاضرين في الجماعة المنفيّة في بابل (إر 29:21)، كانوا أيضاً في الشتات في الحقبة اليونانيّة والرومانيّة. فالشيوخيّة التي يرئسها شيخ، كانت أعلى سلطة في الجماعات اليهوديّة. وقد عرّفتنا المدوّنات أيضاً إلى "شيخات" (مؤنث شيوخ). ولكن قد يكنّ زوجات الشيوخ. وسوف نرى أن لقب الشيخ سيُستعمل أيضاً ليدلّ على الحكماء ومعلّمي الشريعة في سي 6 :34.

وفي العهد الجديد، يُذكر شيوخ مجموعة من المدن مرّة واحدة (لو 7 :3)، وخمسًا وعشرين مرّة شيوخ الشعب اليهودي، وخمس عشرة مرّة شيوخ الكنيسة. ولكنّنا نخطئ حين نماهي بين شيوخ الكنيسة والشيوخيّات اليهوديّة في الشتات. فنحن نجد في الكنيسة الأولى درجتين من المؤمنين : الشبّان (نيوتاروي) (أع 5:6؛ لو 22 :26؛ 1بط 5:5؛ 1تم 5:1، 2، 11، 14؛ تي 2 :6) والشيوخ (برسبيتاروي) ((أع 11:30؛ أع 14:23؛ 15 :2، 4، 6، 22، 23؛ 1بط 5:1؛ يع 5 :14؛ 1تم 5:1؛ 2، 17، 19؛ 2 يو 1؛ 3 يو 1). وهؤلاء الشيوخ سوف يشاركون وحدهم في إدارة الجماعة. ومع أنّ هذه التسميات ليست بواضحة، إلاّ أنّنا في الأصل أمام دلالات إلى وضع دينيّ، شبيهة بالتمييز بين الشبان (نيوي) والشيوخ (برسبيتاروي) عند الشفّائين (فيلون الاسكندراني، الحياة التأمليّة 67 :72)، وعند الاسيانيّين (فلافيوس يوسيفوس، الحرب اليهوديّة 2 :150). يُذكر الشيوخ في مكتبة قمران (نج 6:8؛ نظم 13:1؛ وئص 9 :4) ولكنّهم يلعبون دورًا ثانويًّا في إدارة الجماعة التي يسوسها الكهنة. وحسب فلافيوس يوسيفوس، ما يميّز الشيوخ عن سائر أعضاء الجماعة هو مدى الممارسة الأسيانيّة. وإن كان من تشابه بين تنظيم الكنيسة الأولى في أورشليم وتنظيم الجماعة الاسيانيّة، فدرجتا الشبّان والشيوخ تتضمّنان قسمة تستند إلى الأقدميّة في الدخول إلى الكنيسة. يبدو أنه ليس بمعقول أن يكون شيوخ سفر الرؤيا الأربعة والعشرون (4 :4، 10؛ 5 :5-14؛ 7 :11-13؛ 11 :6؛ 14 :3؛ 19 :4) الذين يقومون بالليتورجيا السماويّة (أع 4:10؛ 5 :8-14)، مرتبطين بشيوخ الجماعات المسيحيّة. فنحن نعرف وظيفتهم وعددهم، فنفهم أنّهم بالأحرى انعكاس سماويّ لرؤساء الفرق الكهنوتيّة الأربع والعشرين في العهد القديم ((1أخ 24:4؛ 1أخ 25:31؛ يوسيفوس، العاديات 714 :7)، الذين سمّتهم المشناة "الشيوخ" (يوما 1 :5؛ رج 2مل 19 :2؛ إر 19:1). وقد يدلّون على قدّيسي العهد القديم الذين تسمّيهم عب 11:2 "الشيوخ". رج شيخ.







الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية

God Rules.NET
Search 100+ volumes of books at one time.