الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية: صلب، (الـ)


المسيحي مؤشر موسوعة إلكترونية

رأى هيرودوتس (1 /128 :2؛ 3 /125 :3، 132) أن الصلب يعود إلى عالم فارس. في الواقع، كان هذا العقاب يمارس لدى الشعوب البربريّة من اشوريين واسكوتيين... إذا كان الأدب اليوناني لم يتحدّث مثل الأدب اللاتيني عن الصلب، إلاّ أن اليونان عرفوا الصلب ومارسوه كعقاب لجرم ضد الدولة (بوليبيوس 5 /54 :7؛ بلوترخس، كليومين 38-39) في الحقبة الهلنستية. ثم كعقاب للعبيد واللصوص المسلّحين فيما بعد (بلوترخس، اخلاقيات 554، أ و ب). ولكن الصلب ظلّ السمة المميّزة لرومة. فبالنسبة إلى الرومان، كان الصلب أكثر العقوبات قساوة وعاراً (شيشرون، تبطس ليفيوس 1 :26). كان يقاسيه العبيد، كما يقاسيه الأحرار الذين ليسوا مواطنين رومانيين، عقابًا على القتل والسرقة والخيانة والتمرّد.

جهل العهد القديم الصلب، ولكنه عرف الشنق (أس 7:9)، وتعليق أجساد المحكوم عليهم بالاعدام لكي يزداد عارُهم حين يراهم الجميع (عد 25:4؛ تث 21:22-23؛ يش 10 :26؛ 1صم 31:10؛ 2صم 4:12؛ 21 :6، 9، 12؛ عز 6:11؛ رج تك 40 :19). ما تحدّثت الشريعة اليهوديّة عن الصلب بحصر المعنى، ولكن اليهود عرفوه : ففي أيام أنطيوخس الرابع ابيفانيوس (167 ق.م.) صُلب يهود عديدون (يوسيفوس، العاديات 12 :156). واسكندر جنايوس الحشموني (103-76) صلب 800 يهوديّ (يوسيفوس، الحرب 1 :97-98). ألغى هيرودس الكبير هذه العقوبة، ولكنها عادت بعد موته. فقد صُلب يهوذا الجليليّ (أع 5:37؛ يوسيفوس، العاديات 17 :295). وهكذا نفهم صرخة الشعب في محاكمة يسوع : ليصلب! (مت 27 :22 وز. في اليونانية : ستاوروو).

وبعد محاكمة يسوع، اقتاده الجنود (مت 27:31؛ مر 15:20) ليُصلب حسب العادة الرومانيّة تقريبًا. وبعد أن حمل يسوع صليبه، نال حسب العادة اليهوديّة، شرابًا مخدِّرًا (خمر ممزوجة بمرّ و خلّ، مز 69 :22). ولكن يسوع رفضه (مت 27:34؛ مر 15:23). كان الصلب يسبقه الجلد وحمل الصليب والتعرية من الثياب (مت 27:35). ويبدو أنه كان باستطاعة المصلوب أن يحتفظ بما يستر عورته. كان ارتفاع الصليب بين مترين ونصف المتر وثلاثة أمتار. ثُبِّت في الأرض، وبعد ذلك صُلب يسوع. ولكن من المرجّح أن يُسمَّر المحكوم عليه على العارضة الموضوعة على الأرض؛ ثم ترفع العارضة على العمود المثبَّت في الأرض بحبال ومسامير (رج يو 21 :18). من الأكيد أن يسوع عُلّق على الصليب بمسامير (لو 24 :39؛ يو 20 :25). وقد يكون الجنود استعملوا أربعة مسامير. وكسر العظام حسب العادة، لم يكن ضروريًا في وضع يسوع (يو 19:32-33). وهكذا نستطيع أن نفهم بُعد فكرة بولس : "نحن نعلن مسيحًا مصلوبًا، شكًا لليهود (رج تث 21 :23) وجهالة للأمم" (1كور 1 :23).







الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية

God Rules.NET
Search 100+ volumes of books at one time.