الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية: عزرا - نحميا (سفر)


المسيحي مؤشر موسوعة إلكترونية

أولاً : الاسم. كوّن عز ونح في البداية كتابًا واحدًا هو امتداد كتاب الأخبار. ثمّ فُصل عز ونح عن 1أخ و 2أخ، ووُضع في القانون العبري قبل كتاب الأخبار. وتمّت القسمة بين عز ونح في التوراة اليونانيّة والتوراة اللاتينيّة ولم تنتقل إلى التوراة العبريّة إلاّ في زمن الطباعة.

ثانيًا : المضمون. يروي عز 1-6 إعادة تنظيم الجماعة اليهوديّة بفضل رجوع جماعة من المنفيّين بقيادة زربابل ورئيس الكهنة يشوع. وسمح بهذا التنظيم كورش (538 ق.م.) الذي أمر أيضاً بإعادة بناء الهيكل. ولكن معارضة السامريّين أوقفت العمل. وسيعاود اليهود العمل ويُنهون بناء الهيكل في عهد داريوس الأول بحيث دُشّن الهيكل في عيد الفصح سنة 515. ويروي عز 7-10 رجوع مجموعة أخرى من المنفيّين بقيادة عزرا الذي جاء إلى أورشليم بعد أن أوكله الملك بالسهر على ممارسة الشريعة ولا سيّما فيما يخصّ شعائر العبادة (عز 7:12-26). واتّخذ عزرا إجراءات ضدّ الزواجات مع نساء غريبات (غير يهوديّات) وعيّن لجنة لتدرس كل قضيّة بمفردها (عز 10).

يروي نح 1-13 كيف جاء نحميا إلى أورشليم في السنة 20 لأرتحششتا ليعيد بناء أسوار المدينة. سُمّي الحاكمَ، وظلّ 12 سنة في أورشليم. أنهى عمله رغم صعوبات جمّة (نح 6:15). اتّخذ إجراءات لتصبح المدينة مأهولة بعدد كاف من السكان (نح 7 : (ي :11 :1ي). ويروي ف 8، 10-12 قراءة الشريعة بفم عزرا في عيد المظال ويوم التكفير (يوم كيبور). بعد هذا دُشّنت أسوار المدينة (ن ح 12 :17-43). وتضمّن ف 13 بعض المعطيات عن زيارة ثانية قام بها نحميا إلى أورشليم.

ثالثًا : المراجع. لا نعرف مرجعًا محدّدًا من أجل عز 1-6. فإن ف 2 مأخوذ من مذكّرات نحميا (نح 7:6-72). وعز 4 :6-6 :18 هو خبر معارضة السامريّين، وقد دُوِّن في الأراميّة. استعاد المؤرّخ هذه التفاصيل في النص الأرامي، ولكنّه بدّل النظام الكرونولوجي. ونلاحظ أيضاً ورود وثائق فارسيّة (وهكذا نتجنّب مضاعفات مع الحكم الفارسي). من أجل عز 7-10، استعمل المؤرّخ تقريرًا كتبه عزرا وأرسله إلى السلطات الفارسيّة وإلى يهود بابل. اتّبع المؤرّخ حرفيّة التقرير وحافظ على صيغة المتكلّم المفرد (أنا)، ولكنّه بدّل محلّ مقطعين نجدهما في نح 8-9 ويتعلّقان بقراءة الشريعة والاحتفال بيوم التكفير (يوم كيبور). أما سفر نحميا فقد ألّف انطلاقًا من مذكّرات نحميا، ولا سيّمـا ف 1-7، 10 والقسم الأكبر من ف 11-13. هنا أيضاً التصق المؤرّخ بالنص الأصلي، ولكنّه حوّل مرّة واحدة النظام الكرونولوجي (ف 10)، وزاد بعض لوائح الأسماء (ف 11-12).

رابعًا : القيمة التاريخيّة. لا نقدر أن نشكّ بالقيمة التاريخيّة لهذه المعطيات. فهذان السفران (عز، نح) يقدّمان لنا معلومات تساعدنا على التعرّف إلى العالم اليهوديّ بعد المنفى، وذلك بفضل الوثائق الفارسيّة ومذكّرات عزرا ونحميا. قال النص الكتابي : حمت الحكومة الفارسيّة الشريعة وشعائر العبادة لدى اليهود، وهذا ما نعرفه عن سياسة الاخمينيين. والمسألة المهمّة في عز ونح هي مسألة الكرونولوجيا. إذا عدنا إلى عز 7:8 نجد أن عزرا جاء إلى أورشليم في السنة السابعة لأرتحششتا، ونحميا في السنة العشرين (نح 2:1). فإن كنا في الحالتين أمام ارتحششتا الأول، يكون عزرا جاء إلى أورشليم سنة 458، ونحميا سنة 445. ولكن بما أنّ مهمّة عزرا جاءت بعد مهمّة نحميا، فكّر شراح كثيرون أن عز 7:8 يتكلّم عن ارتحششتا الثاني وأن عزرا جاء إلى أورشليم سنة 398. وهناك آخرون ارتأوا أنه يجب أن نقرأ في عز 7:8، 27 أو 37 بدل 7 ( السنة السابعة). لم نجد بعد البرهان القاطع، ولكن هناك أمورًا عديدة تصبح مفهومة إن جعلنا مهمّة نحميا سابقة لعزرا. ومن الممكن أن يكون المؤرّخ قد أقحم في كتابه تقرير عزرا ومذكرات نحميا دون أن يهتمّ بالتنظيم الكرونولوجي. وقد يكون وضع عزرا قبل نحميا لأنه كاهن وقدره أرفع ممّن هو من عامّة الشعب.

خامسًا : طابع عز ونح وهدف هذين السفرين. يعتبر المؤرّخ المادّة تنظيم الجماعة اليهوديّة وكأنّها تحقيق لنبوءة. ويرى في عمل عزرا ونحميا البرهان بأن الله ظلّ أمينًا لوعده. إن إعادة بناء الهيكل والمدينة وإعلان الشريعة، كل هذا يدشّن عهدًا جديدًا فيه تحتفظ مواعيد الله بكلّ قيمتها.

سادسًا : اللاهوت. إنّ الأفكار اللاهوتيّة في عز - نح، هي تلك التي نجدها في 1 و 2أخ. فإعادة بناء الهيكل التي تأخّرت بسبب الأعداء (عز 4-6)، لا بسبب تماهل اليهود العائدين من السبي (حج 1:2)، وترميم المدينة المقدسة (سفر نحميا)، وإعلان شريعة موسى (نح 8)، والإصلاحات التابعة لهذه الشريعة (عز 9-10؛ نح 5، 13، 10)، كل هذا يعطي جماعةَ العودة بُناها التيوقراطيّة. فشعب اسرائيل يعرف وضعًا جديدًا : خضع للحكم الفارسيّ وما رأى في البعيد أملاً بعودة الملكيّة (حج 2:3؛ زك 6:12-13). ومع ذلك، يجب عليه أن يبقى، كما في زمن داود (نح 12:44-47) شعبًا لا مَلك له إلاّ الرب.







الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية

God Rules.NET
Search 100+ volumes of books at one time.