الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية: عماد، (الـ)


المسيحي مؤشر موسوعة إلكترونية

1) الاسم. الفعل اليوناني "ببتيزاين" يعني عمّد في الأوساط المسيحيّة المتهوّدة الناطقة باليونانيّة. في 2مل 5 :14 (حسب السبعينيّة) يعني : غطس. وفي اللغة الهلنستيّة : غطس في الموت (رج مر10 :38). المعنى في العهد الجديد هو معنى دنيويّ (لو 16 :24؛ يو 13 :26؛ رؤ 19:13). وتفرّع من الفعل "ببتسموس" الذي يدلّ على عمل الغطس (تنقية طقوسيّة في مر 7:4؛ عب 9:10). ثمّ "ببتسما" الذي يشير إلى عماد يوحنا المعمدان. في نهاية القرن الأول المسيحيّ، تحدّث المؤرخ اليهوديّ فلافيوس يوسيفوس عن المعمدان وعماده (العاديات 18 :116-117). أمّا لفظة "لوترون" (الغسل، الاستحمام) التي طبّقت على العماد، فنقرأها في تي 3 :5؛ أف 5 :26.

2) طقوس الماء قبل المسيحيّة. ^ أولاً : خارج البيبليا. مورس الاغتسال المقدّس بشكل واسع في مصر وبابلونية والهند، وفي الديانات السرانيّة الهلنستية. كان يتمّ الطقس في النيل، في الفرات، في الغانج... وتوخّى هذا الاغتسال أن يمحو النجاسة الطقسيّة أو الخلقيّة، أن يزيد قوّة الحياة، أن يعطي الخلود. الممارسة ترتبط برمزيّة الماء المعروفة في العالم كلّه، والتي ارتبطت بفعلات يقوم بها من يجري المعجزات أو يخرج الشياطين (2مل 5 :14).

ثانيًا : في ديانة اسرائيل. عرف نصّ موسى التغطيس كوسيلة للتطهير بحسب الشريعة : مثلاً لتطهير الأبرص الذي شُفي (لا 14 :8). لمحو النجاسة الجنسيّة (لا 15 :16-18). لمحو النجاسة المتأتّية من لمس جثّة ميت (عد 19:19). ويجب أن تُغتسل الأشياء قبل أن نستطيع استعمالها من جديد (لا 11 :32-40). وأضاف الكتبة على فرائض الشريعة فرائض أخرى (مت 7:1-5؛ المشناة، طهوروت). هذا الاغتسال يمنح الطهارة بحسب الشريعة، وليس له مباشرة أي طابع أخلاقيّ، حتى وإن أتاح للإنسان أن ينتقل من المجال الدنيويّ إلى المجال القدسيّ (الدخول إلى الهيكل، المشاركة في الذبيحة) والعكس بالعكس. فهناك أحواض مياه طاهرة (م ق و و ت) تتيح التطهير. وفي قمران وُجدت برك طقسيّة. فاليهود الاسيانيّون (المتشيّعون للعهد) مارسوا بشكل واسع طقوس الطهارة هذه وربطوها بقيمة رمزيّة من الطهارة الأخلاقيّة (نج 3:3-11). ولكن إن تكلّم الأسيانيّون مرارًا عن "التطهير" فهم لا يتحدّثون عن التغطيس، وبهذا يختلفون عن الكتبة المرتبطين بالفريسيين الذين يغطّسون الأشياء أو يغطسون هم أنفسهم في بركة ماء طاهر (ط ب ل، غطس. رج ببتاين اليوناني). وبين الطقوس الفريسيّة حول الطهارة، نذكر عماد المهتدين جديدًا (في العبرية : ط ب ي ل هـ) الذي فُرض في زمن متأخّر على المختونين الجدد. وقد توخّى هذا العماد أن ينقّي الوثنيّ القديم الذي اهتدى الآن، لأنّ العالم الوثنيّ كان في نظر اليهوديّ نجسًا (يو 18 :28؛ أع 10:28) وخاطئًا (غل 2 :15). بعد القرن الأول المسيحيّ، فُرض العماد بشكل عاديّ كما يقول ابيكتات في الحوارات (2 :19-21). وكان طقس الطهارة هذا يرافق الختان الذي ظلّ العمل الجوهريّ الذي يضمّ إنسانًا من الناس إلى شعب العهد.

ثالثًا : عماد يوحنا المعمدان. احتلّ هذا العماد مكانة هامّة في الفقاهة الرسوليّة (أع 1:22؛ 10 :37). معه بدأ التقليد الإزائيّ (مر 1:1-8؛ مت 3:1-12؛ لو 3:1-18). وتحدّث عنه الإنجيل الرابع بطريقته الخاصة (يو 1:19-28). منح المعمدان هذا العماد في مياه الأردن لجميع الذين سمعوا كلام التوبة واعترفوا بخطاياهم نادمين. إنّ فعلة يوحنا تتسجّل بشكل كامل في إطار اغتسال الطهارة في أيامه، كما أنها تختلف. فالاغتسال الطقسيّ قد عُرف بشكل واسع في العالم الهلنستي، عند الفريسيّين، وعند الاسيانيّين. وبحسب شهادة آباء الكنيسة (يوستينوس، هيجيسبّس، إبيفانيوس). وبحسب مقال يهوديّ قديم (توسفتا، يدييم 2 :20)، مارس اليهود قرب مجرى الأردن الأعلى عمادًا يوميًّا فسُمّوا "المعتمدين اليوميّين". وقد يكون المندائيّون الحاليّون (شيعة غنوصيّة تمارس حتى اليوم العماد في الفرات أي الأردن) قد وجدوا هنا أصولهم البعيدة. مثل هؤلاء العماديّين قد وُجدوا قبل مجيء السابق، على ما يبدو. دلّ عماد يوحنا على أنه اختلف عن طقوس الطهارة لدى الفريسيّين في نقطة جوهريّة. هو يغطس في إطار "ميتانويا" أو التوبة الاخلاقيّة، فيستعيد جوهر كرازة العهد القديم ليجعلها في منظار ملكوت الله القريب. وكانت بعض الكلمات النبويّة قد عبّرت عن رمزيّة الماء من أجل التطهير الداخليّ (مز 51:9؛ إش 1:16؛ حز 36:25؛ زك 13 :1).

لهذا، تميّزَ أيضاً عمادُ يوحنا عن عماد المهتدين الجدد الذي جاء متأخّرًا والذي ارتبط بنظرة شريعانيّة إلى الطهارة. كما تميّز عن الاغتسال في الديانات السرانيّة، حيث الارتداد الخلقيّ والشخصيّ جُعل خلف فاعليّة الطقس السحريّة. فعماد يوحنا، شأنه شأن العماد المسيحيّ (أع 2:38)، سمِّي "عماد توبة لغفران الخطايا" (مر 1:4؛ لو 3 :3). وهو منذ الآن يعلن الخلاص، فيحلّ في شكل من الأشكال محلّ طقوس الغفران في العهد القديم. إلاّ أنّ هذين العمادين تميَّزا، أقلّه في نظر الجماعات المسيحيّة التي ذكرت هاتين الفعلتين : إنّ عماد يوحنا يعلن فقط الملكوت. أما العماد المسيحيّ فيتضمّن تدشين زمن الروح (أع 19:1-6). ويميّز لو وأع بينهما بالتعارض : "مع الماء"، "مع الروح". أو في لغة مسيحيّة متهوّدة : "مع النار" (مت 3:11؛ مر 1:8؛ لو 3 :16؛ يو 1 :33؛ أع 1:5؛ 11 :16). فالمعمدان في نظر المسيحيّ هو أدنى من المسيح الذي حلّ عليه الروح (يو 1 :33). ولكن بعض تلاميذ المعمدان اعتبروا أن معلّمهم هو المسيح (يو 1 :25). وحدّثنا يو 3 :22-26 عن يسوع الذي منح عمادًا خلال حياته العلنيّة، وإن يكن بواسطة تلاميذه (رج التصحيح في يو 4 :1-2). وحصل هذا قبل أن يُلقى بيوحنا في السجن. يبدو أنّ ممارسة يسوع هذه التي بدت شبيهة بممارسة المعمدان، لم تَدُم طويلاً. وقد يكون يسوع قام بها في بداية رسالته. قبل حدث القيامة، لم يكن أفيض بعدُ عطاءُ الروح المسيحانيّ (يو 7 :38؛ أع 2:33). وهذا الروح هو الذي سيميّز العماد المسيحيّ. في فعلة ماء ترتبط بشكل من الأشكال، يتقبّل المؤمن الروح (أع 2:38).

3) العماد المسيحي. ^ أولاً : عماد يسوع. إنّ مر 1:9-11؛ مت 3:13-17 يرويان عماد يسوع في الأردن على يد يوحنا المعمدان. ويورد لو 3 :21-22 الحدث ساعة كان يوحنا قد صار في السجن. أما يو 1 :29-34 فذكر مجيء الروح على يسوع دون أن يذكر ما فعله المعمدان من عماد بالماء ليسوع. لماذا هذه الاختلافات؟ طُرحت سريعًا مسألة لاهوتيّة على الوجدان المسيحيّ المتهوّد : كيف استطاع يسوع، وهو بلا خطيئة، أن يقتبل العماد من يوحنا لمغفرة الخطايا؟ أجاب مت 3:15 أن يسوع خضع عند ذاك لعماد يوحنا لكي "يتمّ كلّ برّ"، أي ليعمل مشيئة الله. وتجنّب يوحنا ولوقا (بطريقته) أن يقولا إنّ يسوع تعمّد على يد يوحنا. فيسوع ليس مجرّد تلميذ ليوحنا، بل حمل الله الذي يرفع الخطيئة (يو 1 :29). إنّ يسوع هو الذي يعطي الخلاص، لا طقسُ ماء المعمدان الذي يرى فيه المسيحيّ ما يعلن هذا الخلاص. بعد ذلك، لن يتكلّم بولس أبدًا عن المعمدان في رسائله. ومع ذلك، فقد ذكر الإزائيّون خبر عماد يسوع ليدلّوا على تدشين احتفالي لرسالة يسوع ويبيّنوا في هذه الفعلة سموّ العماد المسيحيّ. عند ذاك اتّخذ المشهد شكل تيوفانيا ليدلّ على هويّة يسوع النبويّة (لا المسيحانيّة) بواسطة حمامة هي رمز حضور نبيّ (كعب 32 :7) : لقد تدشّنت الأزمنة الجديدة ("تمزّقت السماوات"). فالله وابنه النبويّ والروح هم منذ الآن هنا. وعماد يسوع هو النموذج الأول لسرّ المعموديّة، بمعنى أنّ المؤمن يصبح بالمعموديّة ابن الله وينال الروح.

ثانيًا : أولى الممارسات العماديّة المسيحيّة. حسب مت 28:18-20، أمر يسوع رسله بأن يتلمذوا جميع الامم ويعمّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس. وأوردت نهاية مرقس التي جاءت متأخّرة (القرن 2) الأمر عينه (مر 16:15-16). لا شكّ في أنّ أول المسيحيّين المتهوّدين استعادوا ممارسة العماد، ولكنّهم منحوا هذا الفعلة، في الظاهر، معنى مختلفًا. في أع 18:25، أشار لوقا إلى تذكّر المؤمنين المرتبطين بتعليم يسوع، الذين ما كانوا يعرفون سوى عماد يوحنا. في أع 19:1-6، تميّز العماد باسم الرب يسوع عن وضع اليد لنوال الروح. فالرباط بين الروح والعماد، بدا واضحًا على مستوى لوقا (أع 2:38)، لا على مستوى مراجعه حيث الروح يُقبل قبل فعلة الماء أو بعدها (أع 8:12-14؛ 10 :44-48). وعلى المستوى التاريخيّ، لم يتمّ، دفعة واحدة، توحيدُ الممارسات والمعنى المرتبط بالفعلة العماديّة. فقبل بولس، كانت الممارسة العماديّة ثابتة، وإن لم يتكلّم عنها الرسول، وإن تجنّب الرسول أن يتكرّس لهذه الخدمة (1كور 1:14-15)، ملمّحًا إلى المعنى الذي يجب أن يُعطى لهذه الفعلة. ولكن يبقى سؤال تاريخيّ : في أي وقت حلّ الطقس العمادي محلّ فعلةَ الانضمام إلى شعب العهد، محلّ الختان؟ متى صار العماد الذي يمنح غفران الخطايا ويمكن أن يتجدّد، الفعلة الوحيدة في التنشئة المسيحيّة بحيث يدلّ على الدخول إلى الكنيسة (كو 2:11-13

ثالثًا : منح العماد. هناك نصوص عديدة في أع (2 :37-41؛ 8 :12-13، 36-38؛ 10 :41-48) تبيّن أنّهم كانوا يعمّدون أولئك المؤمنين بالكرازة الرسوليّة. عندئذ يتمّ الطقس بالتغطيس : ففيلبس المبشّر ووزير ملكة الحبشة "نزلا في الماء" (أع 8:38). ورأى بولس في العماد رمزًا إلى دفن في موت المسيح (رو 6 :3-4؛ رج كو 2 :12). يعمَّد الإنسان ولا يعمِّد نفسه، على مثال عماد المهتدين الجدد. وارتباط المعمِّد بذاك الذي عمّده ظلّ جوهريًّا، وإن سبّب مشاكل نقرأ عنها في 1كور 1 :12-13. بعد ذلك، قبلوا بالعماد بصبّ الماء في حالة الضرورة (الديداكيه 7 :3). ورافقت الفعلة العماديّة كلمات تعلن إيمان الموعوظ وسلطة خادم السرّ الذي يعمل "باسم" الله. وأفضل صياغة هي الصياغة الثالوثيّة كما في مت 28:19. أمّا الصيغة التي نجدها في أع 8:16؛ 19 :5 فهي أبسط وأوجز : "باسم الربّ يسوع". فبحسب التقليد الغربيّ (أو الفلسيطنيّ، منذ القرن 2 على الأقلّ) الذي يمثّله أع 8:37، على المؤمن أن يعترف كما فعل الوزير الحبشيّ بأن "يسوع المسيح هو ابن الله" (رج أف 5 :26 والكلام عن اعتراف إيمانيّ لدى المعتمد).

رابعًا : لاهوت العماد. إنّ عبارة "تعمّد لاسم يسوع" (مع حرف الجر اليوناني "إيس" الذي يعني التوجّه) جاءت متواترة. تعود في الظاهر إلى أصل هلنستي فتبيّن أنّ العماد يقيم علاقة خاصة بين المؤمن وربّه (1كور 1 :13، 15؛ 10 :2؛ رو 6 :3؛ أع 8:16؛ مت 28:19). حسب غل 3 :27، إنّ المعمَّد "لبس المسيح". والمعمَّدون يكوّنون منذ الآن جماعة "تضاف" إلى جماعة (أع 2:41، 47). إنّهم يكوّنون جسد المسيح. لهذا نقرأ عبارة "معمّدين بجسد واحد" (1 كور 12 :13). من هذا القبيل سار العماد في أثر الختان كطقس الدخول في العهد الجديد (كو 2:11-13). صار اغتسالَ "ولادة جديدة" (تي 3 :5). وفي خطى المعمدان (مر 1:4)، يُقبل العماد المسيحيّ "لغفران الخطايا" ((أع 2:38؛ أع 22:16؛ عب 10:22). قد يكون بولس لمّح إلى العماد الذي يغسل، يقدّس، يبرّر، في 1كور 6 :11. أمّا النقطة اللاهوتيّة (والتاريخيّة) الهامّة فهي أنّه حسب بولس، لا تمحو فعلةُ الماء في ذاتها الخطيئة. وحده صليب المسيح يصنع الخلاص. بعد هذا، لا قيمة للفعلة العماديّة إلاّ بقدر ما تغطّس المعمَّد في موت الربّ، هذا الموت الذي وحده يحمل الخلاص (رو 6 :4). فالذين يعمِّدون، بولس وابلوس وبطرس، ليسوا شيئًا. فيسوع وحده هو الذي صُلب (1كور 1:12-13). مثل هذا التأويل يُفهم في إطار هلنستي حيث الفعل "ببتيزاين" عنى : غطس في الموت.

أما الإنجيليّ يوحنا فدلّ من جهته على أنّ الصليب هو ينبوع الخلاص حيث يرتبط الماء والدم والروح (يو 19 :34؛ 1يو 5:5-8). ولوقا و 1بط 3:21 قد فضّلا أن يشدّدا على قيامة يسوع، وبالتالي على الروح بالعماد (رج 1كور 12 :13؛ يو 3 :5). حسب بولس، يغطّسنا العماد في موت المسيح. وأعلنت كو 2 :12؛ أف 2 :5-6 أنّ المعمَّد هو منذ الآن قائم من الموت. وهكذا أعيد تفسير اللاهوت العماديّ بالنظر إلى إطار جديد عرفته بعض الجماعات التي ورثت بولس فأبرزت "اسكاتولوجيا قد تحقّقت". وبهذا اختلف المعنى الذي نعطيه للفعلة العماديّة اختلافًا ملحوظًا بحسب الأزمنة والأشخاص الذين يعمِّدون، من مسيحيّين متهوّدين أو مختلف المسيحيّين الهلينيّين. فعلى اللاهوت البيبليّ للعماد أن يتجنّب توحيد هذه المعطيات بالنظر إلى فهم لاحق، وعلى اللاهوتيّ أن لا يخاف من أن يستغلّ غنى هذا التنوّع التاريخيّ. وفي أيّ حال، فليحتفظ من أن يقرأ في كلّ مكان تلميحات إلى العماد ساعة يكون أمام التنشئة ونتائج الخلاص في العهد الجديد. وهكذا نرى تلميحًا إلى المعموديّة في "ختم الروح" كما في 2كور 1 :22؛ أف 1 :13؛ 4 :30.

خامسًا : عماد الأطفال. في مرحلة تدوينيّة متأخّرة، ولكنّها قانونيّة، بدت واضحة ضرورة العماد من أجل الخلاص (يو 3 :5؛ مر 16:16). وهذا ما دعا إلى تعميد الأطفال أيضًا. غير أنّ الإيمان بالمسيح بواسطة الكلمة الجديدة، يبقى الرباط الجوهريّ "للولادة" المسيحيّة (1كور 4 :15؛ يع 1 :18؛ 1بط 1:23-25). فالعماد والإيمان قد ارتبطا معًا كما في غل 3 :26-27 : "أنتم كلّكم أبناء الله بالإيمان بالمسيح يسوع. لأنكم تعمدتم في المسيح فلبستم المسيح". إنّ اغتسال "الولادة الجديدة" ينطبق مع ممارسة عماد الأطفال في وسط مسيحيّ.







الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية

God Rules.NET
Search 100+ volumes of books at one time.