الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية: عنب، (الـ)


المسيحي مؤشر موسوعة إلكترونية

يُسمّى في العبرية "ع ن ب". وفي اليونانيّة "ستافيلوس". "ا ش ك و ل" هو عنقود العنب. والكرمة (أو الجفنة) أي الشجرة التي تحمل العنب تسمّى "ج ف ن" (امبيلوس في اليونانيّة). أما العبري "ك ر م" (امبيلون في اليونانيّة) فيدل على الكروم أو على موضع فيه الاشجار العديدة. والخمر هو "ي ي ن" (أوينوس في اليونانية).

1) أهميّة الخمر. تذكر التوراة الخمر للمرة الأولى وزراعة الكرمة في خبر نوح (تك 9:20-21). في زمن الآباء كانت الخمرة شرابًا معروفًا (تك 14 :18؛ 27 :25، 37؛ 49 :11-12). وكانت شرابًا شعبيًا في فلسطين وفي البلدان المجاورة. كما انتشرت زراعة الكروم. واشتهرت فلسطين كبلد منتج للخمر (تث 6:11؛ 8 :8). كما اشتهر عنب وادي أشكول قرب حبرون (عد 13:23-24). واشتهرت أيضاً خمرة لبنان (هو 14 :8) وخمرة حلبون، قرب دمشق (حز 27:18). والرب يعاقب شعبه أو يباركه فيفسد غلّة الخمر أو يباركها (تث 7:13؛ 28 :30، 39؛ أم 3:10؛ إش 5:10؛ هو 2 :11، 14؛ 9 :2؛ يوء 2 :24؛ عا 5:11؛ صف 1 :13).

2) زراعة الكرمة. كانت تُزرع الكرمة على الهضاب المشمسّة (إش 5:1؛ إر 31:5؛ 9 :14). كانت تُقلب الأرض وتُنقَّى من الحجارة (إش 5:2). وكانوا يجعلون سياجًا حول الكروم لحمايتها من الحيوانات البرية والداجنة (عد 22:24؛ أم 24:30-31؛ إش 5:5؛ مت 21:33). أما الحيوانات التي تحمل أكثر الضرر إلى الكروم فهي خنزير البرّ (مز 80:14) والثعالب الصغار (نش 2:15). وكانت "تُبنى" خيمة أو برج حراسة في قلب الكروم لحمايتها من السرقة ((إش 1:8؛ إش 5:2؛ مت 21:33). وكانوا يطلبون أجود الكرم وأفضله (إش 5:2؛ إر 2:21). وكانت تُسند الاغصان بالمسماك أو توضع على شجرة تين. من هنا كانت العبارة : "أقام تحت كرمته وتحت تينته" (1مل 5 :5؛ مي 4 :4؛ زك 3 :10؛ 1مك 14 :12). يجب أن تُنقّى الاغصان بشكل منظم ((إش 5:6؛ إش 18:5؛ يو 15 :2). وتُقلع الأعشاب الضارّة (إش 5:6؛ 27 :2-3؛ أم 24:31). أما القطاف الذي هو زمن الأفراح (إش 16:10؛ إر 48:33)، فيبدأ في منتصف شهر أيلول ويمتدّ حتى شهر تشرين الأول. كانوا يحملون العنب إلى معصرة حُفرت في الصخر داخل الكرم (إش 5:2). تتألّف المعصرة من جزئين يتّصل الواحد بالآخر. يُوضع في الجزء الاعلى العنب الذي تدوسه الأرجل (إش 63:2-3؛ (إر 25:30؛ إر 48:33؛ مرا 1:15؛ نح 13:15). وفي الجزء الاسفل يُجمع العصير (أو المسكار، سفالة العنب) الذي يوضع في الجرار أو الخوابي (إر 13:12) أو الزقاق حيث يختمر. تُحفظ الخمرة التي ما زالت تختمر في زقاق جديدة لئلاّ تتمزّق (مت 9:17). ويمنع تث 22:9 زراعة أي شيء آخر في الكرمة. والانسان الذي أضرّ كرم جاره يعوّض بمحصول كرمه وأفضله (خر 22:4). ويعفي تث 20:6 من الخدمة العسكرية ذاك الذي نصب كرمًا وما قطف بعد ثماره. ما كان يُسمح للانسان أن يقطف آخر حبّات الكرم. فهذه كانت محفوظة للفقير والغريب، لليتيم والأرملة (لا 19 :10؛ تث 24:21). خلال السنة السبتيّة والسنة اليوبيليّة، ما كانوا يشتغلون في الكروم وما كانوا يقومون بعمل القطاف. فالثمار التي تنبت يقطفها صاحب المُلك أو أي شخص آخر يحتاج إليها ليقوم بأوده يومًا بعد يوم (خر 23:10-11؛ لا 25:3-11). ان تث 12:17؛ 14 :23 يحدّدان كيف يُدفع عُشر غلّة الكروم.

3) استعمال الخمر. هناك الاستعمال الدنيويّ والاستعمال الدينيّ. إن سي 39 :26 يعتبر الخمر ضروريّة من أجل الحياة. فالانسان المنطلق في سفر يحمل منها معه (قض 19 :19). كما كانوا يقدّمون منها للجيوش (2أخ 11:11؛ اوستراكة عراد). في زمن المكابيين كانوا يمزجون الخمر بالماء (2مك 15 :39). هل كانوا يعملون كذلك في زمن إشعيا (إش 1:22)؟ ليس الأمر بأكيد. وحين نقرأ عبارة "دم العنب" (تك 49 :11؛ تث 32:14؛ سي 50 :15؛ رج إش 63:1-2؛ أم 23:31)، نفهم أن بني إسرائيل شربوا بشكل خاص النبيذ الأحمر. كان النبيذ يقدَّم في الولائم أيضاً (1صم 25:36؛ 2صم 13:28؛ حك 2 :7؛ إش 5:12؛ يو 2:1-11). وكانوا يحسّنون طعم النبيذ حين يجعلون فيه الاعشاب العطرة. ولكن النبيذ الممزوج مع المرّ (مر 15:23)، كان مخدّرًا. وقد قدّموه ليسوع ليجعلوا آلام الصلب محمولة. في مثل السامري الصالح، النبيذ هو دواء (لو 10 :34؛ رج 1تم 5:23 وما قاله بولس لتلميذه تيموثاوس). ذكر العهد القديم الخمر كدواء يُنسي الناسَ حزنهم وهمومهم (أم 31:6-7؛ إر 16:7). وحذّرت التوراة من الإكثار من الشراب، فدلّت على نتائجه المدمّرة (أم 23:31-35؛ سي 18 :33؛ 19 :2). والسكر هو من أعمال اللحم والدم، التي تستبعد الانسان من ملكوت الله (غل 5 :21؛ 1كور 6 :10). وكان الريكابيون يمتنعون عن الخمر (إر 35:1-19).

بعد الاستعمال الدنيويّ للخمر هناك الاستعمال الدينيّ. فالنزراء يمتنعون من الخمر والشراب الكحولي لأسباب دينيّة (عد 6:1-4؛ قض 13؛ عا 2:11-12؛ لو 1 :15؛ 7 :33). وفرضت الشريعة الشيء عينه على الكهنة الذين يقومون ببعض الوظائف (لا 10 :8-11؛ حز 44:21). في الذبائح، يحتلّ النبيذ مكانة بسيطة. فما كان يُقدّم وحده، بل يضاف إلى ذبيحة أخرى. فكانوا يجعلون مع ذبيحة الحمل سكيبًا من ربع هين من الخمر (خر 29:40-41؛ عد 15:5؛ 28 :7-9، 14). ومع ذبيحة الكبش ثلث هين (عد 15:7؛ 28 :14). ومع ذبيحة الثور نصف هين (عد 15:10؛ 28 :14). فالنبيذ الذي تخمّر (عد 28:7) يُصبّ على مذبح المحرقات (سي 50 :15). في الولائم الذبائحية كانوا يشربون الخمر (1صم 1:9، 14). بعد ذلك، جُعل مدلول خاص للخمرة التي ترافق حمل الفصح. ونالت الخمرة استعمالها الأسمى حين أخذ يسوع في العشاء السريّ الخبز والخمر وأسّس الافخارستيا (مر 14 :23-25 وز).

4) المعنى الرمزي. إن المكانة الهامة التي احتلّها النبيذ وزراعة الكرمة في حياة بني إسرائيل، أثّرت تأثيرًا كبيرًا على اللغة المصوّرة في التوراة. فإسرائيل هو جفنة كرم نقلها يهوه من مصر إلى كنعان، فمدّت أغصانها في كل الجهات (مز 80:9-12). هي كرمة زرعها الرب واعتنى بها (إش 5:1-4). فإن احتفظ الرب ببركته أو عاقب شعبه، أهمل كرمه أو تخلّى عنه (مز 80:13-14؛ إش 5:5-6). في سي 24 :17، صارت الكرمة صورة عن الحكمة. وفي مز 128:3، شُبّهت الكرمة بامرأة البار. وفي إر 48:32، الكرمة هي موآب. وفي حز 17:5-7، حزقيا هو كرمة.

في العهد الجديد، حلّت الكرمة في مثل عمّال الكرم (مت 20:1-16) وفي مثل العمّال الأردياء (مت 21:33-46). واستعارة الكرمة والاغصان تدلّ على ضرورة الحياة في وحدة وثيقة مع يسوع (يو 15:1-8). وأكلُ الحصرم والعنب البريّ، كان في أساس قول مأثور استعمله إر 31:29؛ حز 18:2 (الآباء أكلوا الحصرم وأسنان البنين ضرست). والشريّر هو كجفنة سقط عنبها ويبست أغصانها قبل الاوان (أي 15:32-33). ومن عاش في السوء انتج عنب السوء (إش 5:2؛ إر 2:21). ويصوّر عقابٌ دمويّ بانسان يدوس العنب (إش 63:2-3). والاهتمام بالعنب قد ألهم صورة الخمر الجديدة التي تُوضع في زقاق جديدة (مت 9:17)، وصورة الرجال المستقرّين على عكرهم (إر 48:11-12؛ صف 1 :12). ويشبّه أليهو فكره بنبيذ يتخمّر ويبحث عن مخرج. والنبيذ نفسه (ونتائجه) هو في أساس صور أخرى. فالاستعدادات الدينيّـة الصالحة هي خمرة غير ممزوجة (إش 1:22). وفي نش 5:1، من نعمَ بالحب شرب الخمر واللبن ( الحليب). ومن أعطى حبّه أعطى خمرًا معطّرة (نش 8:2). في سفر رؤيا، الخمر هي رمز السحر الذي يُمارسه الزنى أي عبادة الاوثان (14 :8). وهي صورة عن غضب الله (14 :10). وهي صورة نجدها في (مز 60:5؛ مز 75:9؛ إر 25:15-25 وحيث يعطي النبيّ الأممَ أن تشرب كأس غضب الله.







الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية

God Rules.NET
Search 100+ volumes of books at one time.