الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية: عنف، (الـ)


المسيحي مؤشر موسوعة إلكترونية

قوّة لا نسيطر عليها تفرضها على الانسان الطبيعةُ أو الأحداث أو شرّ البشر. يتحدّث العهد القديم مرارًا عن العنف : الحرب، الدمار، العدوّ، الانتقام، الحرم، البغض. ويستعمل في هذا السبيل عددًا من الاستعارات : النار، الماء، الدم، السيف. يطرح تك 1-11 مسألة أصل العنف في العالم : هو يأخذ قوّته من قوّة الحياة التي جاءت بالخلق ولكنها مالت عن هدفها (تك 6:11-23) كما في اغتصاب رجل لامرأة (تك 34 :2). أما النصّ المفتاح في هذا المجال فهو حدث قايين وهابيل (تك 4)، الذي كان بداية مسلسل وصل إلى الطوفان. بما أن الانسان لا يعترف بالنظام الذي وضعه الله، فهو يكوّن نهجًا خاصاً به يحاول أن يفرضه على الآخرين بالقوّة. هناك من يفسّر العنف بالحسد (والغيرة) الذي به يشتهي الواحد ما يملكه الآخر، وهكذا يهدّد المجتمع. فيدافع المجتمع عن نفسه فيدلّ على كبش المحرقة ويزيله فيعود السلام. ولكن يسوع ردّ على العنف باللاعنف، فحرّر البشريّة. جعل تجاه الشريعة الغفران الذي هو الخلاص الحقيقيّ للانسان. هناك خطأ في تقديم الله كقائد يقود شعبه إلى الحرب، في الكلام عن "الحرب المقدّسة" كما في تث، يش، في هيجان الكلام النبويّ، في لعنات مريعة يطلقها صاحب المزامير على أعوانه : لا ليس الله إله عنف، ولكنه يأخذ غريزة القتل عند البشر في مخطّطه الخلاصيّ، فيقبل بأن يكون انبياؤه ولا سيّمـا عبد الله المتألم (إش 52 :13-53 :12) ضحايا، وأن يدفع ابنه يسوع الثمن بموته على الصليب. نسبت أسفارُ الحكمة والمزامير العنف إلى الأشرار (مز 10:7؛ أم 10:6-11؛ 21 :7). أما الأنبياء فندّدوا بالعنف لدى الشعب ولدى مسؤوليه (عا 6:3؛ إر 20:8؛ حز 7:23) الذين خلقوا حالة من العنف لا يتوقّف بسهولة. لهذا دعا الأنبياء البشر إلى التوبة، طالبين السلام المسيحانيّ على شعب لا يستطيع أن يخلّص نفسه بنفسه.

وسار يسوع في خطى الأنبياء، فانتقد العنف انتقادًا جذريًا : هاجم التسلّط والتعدّي على الضمائر (مت 23:13-35). حرّر البشر (لو 4 :18-19؛ 13 :15-16)، وأتمّ في شخصه صورة عبد الربّ المتألم (لو 22 :37؛ 23 :33-46)، ودعا تلاميذه للغفران (لو 6 :27-38 وز؛ مت 18:21-22) والخدمة (مر 10 :41-45 وز). مثل هذا الموقف لا يخلو من العنف، الذي يحرّكه ملكوت الله في المؤمن (مت 11:12) بمتطلّبات شخصيّة يفرضها على المؤمن. وبمتطلّبات يفرضها المؤمن على نفسه ليلتقي والنداء الموجّه إليه (لو 16 :16).







الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية

God Rules.NET
Search 100+ volumes of books at one time.