الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية: إبن الإنسان


المسيحي مؤشر موسوعة إلكترونية

أولاً : في العهد القديم

(أ) عبارة ابن الإنسان (ابن آدم في العبريّة)، براناش في الأراميّة، هيوس أنتربو في اليونانيّة هي عبارة تدلّ على الإنسان كخليقة بسيطة وضعيفة (أي 25 :6؛ مز 8:5). ونلاحظ أن الربّ يستعمل العبارة ليوجّه كلامه إلى حزقيال (87 مرّة)، فيدلّ على المسافة التي تفصل الله عن الإنسان (حز 1:28؛ دا 8:17).

(ب) يتحدّث دا 7:13 عن صورة سرّية تشبه ابن الإنسان (ابن بشر) يقوده الله مع غمام السماء ويعطيه الملك.

1) من هو؟ يدلّ دا 18، 22، 27 بوضوح على فكرة الكاتب في كما أنّ الحيوانات الأربعة ترمز إلى الممالك الأربع المعادية لله، فابن الإنسان هو رمز الشعب المختار. إنّه يُقيم المملكة الإسكاتولوجيّة، مملكة الله العتيدة على الأرض. وزاد الكاتب أنّ ابن الإنسان يأتي "مع" سحاب السماء (في السبعينيّة، (مت 24:30؛ مت 26:64؛ رؤ 14:14 : على)، فدلّ على سموّ الشعب المختار بالنسبة إلى الممالك التي ترمز إليها الحيوانات. هناك من يقول إن ابن الإنسان هو ظهور الله. ولكن هذا لا يصح لأنّ ابن الإنسان يتميّز عن قديم الأيّام. بما أنّ دا يستعمل كلمة ملك أو مملكة دون تمييز (ق 2 :44 مع 2:37-43؛ ق 7 :23 مع 7:17؛ ق 8 :20-21 مع 8 :22-23)، قد يكون الكاتب فكّر، وهو يصوّر ابن الإنسان، بالرئيس الاسكاتولوجيّ لقدّيسي العلاء. ولكن لا شيء يؤكِّد أنَّه يماثل بين هذا الرئيس ومسيح داود. فالنظرة الفرديّة إلى صورة ابن الإنسان، تدعونا بالأحرى إلى أن نرى فيه الملك المخلّص السامي، بينما المسيح هو من فرع من جذر يسّى الأرضيّ (إش 11:1-5).

2) العبارة. العبارة قديمة، وربَّما استقاها دانيال من العالم الفارسيّ. إلاّ أنّ المضمون يرتبط بصورة خاصّة برجاء إسرائيل الإسكاتولوجيّ، ويجد تفسيره في سياق دا 7. العبارة ترمز إلى كرامة الشعب المختار بالمقابلة مع ممالك الأرض. يُجعل ابن الإنسان على سحاب السماء عكس الحيوانات التي تأتي من الأوقيانس الأول المظلم. قد يشير هذا إلى قداسة الشعب (7 :18، 22؛ رج خر 19:6؛ تث 7:6؛ 14 :2)، كما يعكس فكرة الكتّاب الجليانيّين الذين لا ينتظرون شيئًا من هذه الأرض، ويعتبرون الخلاص الآتي مجرّد عطيّة من السماء.

ثانيًا : في الأسفار المنحولة

(أ) أخنوخ. يتكلّم كتاب الأمثال مرارًا عن ابن الإنسان الذي يملك البرّ ويكشف الخفايا. إن ابن الإنسان هذا خُلق قبل العالم الماديّ، ولكنّه يبقى خفيًّا حتى يوم الدينونة الأخير. حينئذٍ يجعله الله على عرشه، ويُفيض عليه روح برّه. بواسطته يُقتل الخطأة ويُعدم الأشرار. أمّا الأبرار فيأكلون مع ابن الإنسان هذا، ويلبسون لباس البرّ. هناك رأي يقول إنّ صورة ابن الإنسان صورة مسيحيّة، ولهذا نبحث عن أصلها عند أخنوح في العالم المسيحيّ. وهناك رأي آخر يعتبر الصورة يهوديّة، فيبحث عن أصلها في العالم الشرقيّ أو الهلّينيّ.

(ب) عزرا الرابع. تستند الصورة إلى دا 7. يصعد من البحر شيء يشبه الإنسان (لا نجد عبارة ابن الإنسان في عزرا الرابع)، ويأتي مع سحاب السماء (دا 7:13). يرتجف كلّ شيء أمام نظره، والذي يسمع صوته يذوب كالشمع. وإذ يأتي جيش غفير من أربعة أقطار الأرض، يسير عليه، يقتلع جبلاً كبيرًا (دا 2:45)، ويُعدم الجيشَ بنفَس فمه المحرق، ثمّ ينزل من الجبل ويدعو إليه جيش السلام. يقول التفسير إنّ ابن الإنسان هو مخلّص العالم الآتي، وإنّ العليّ يحتفظ به ليخلق نظام الخلاص الجديد وسط الباقين. وفي أحد المقاطع يسمّيه الله ابنه.

ثالثًا : في العهد الجديد

(أ) الإزائيّون : هناك مجموعتان : في الأولى ظهر ابن الإنسان كذلك الذي له القدرة والسلطان على الخطايا (مر 2 :10 وز) على السبت (مر 2 :28 وز). سيأتي بالمجد (مر 8 :38 وز) على سحاب السماء (مر 13 :26 وز) ويجلس عن يمين الله (مر 14 :62 وز). وفي المجموعة الثانية يبدو ابن الإنسان فريسة العار والألم.

(ب) إنجيل يوحنا. حين يستعمل يوحنا عبارة ابن الإنسان فهو يرتبط من جهة بالإزائيّين ومن جهة ثانية يتبع خطًّا خاصًّا به. نجد موضوع تمجيد ابن الإنسان في 1 :51؛ 6 :62؛ 12 :23، وموضوع آلامه في 3 :14؛ 6 :53؛ 8 :28. سمّى يسوع نفسه ابن الإنسان (12 :23)، فأعلن الشعب أنّ يسوع هو المسيح. وإذ هتف يسوع أن ابن الإنسان يُرفع، تساءل الناس : من هو هذا ابن الإنسان؟ إذا عدنا إلى سياق 1 :51 (بعد آ45 ي) و 3 :13 ي (اعترافات نيقوديموس) و 6 :27-33 (رفض اليهود أن يؤمنوا بيسوع)، فهمنا أنّ لقب ابن الإنسان يشدّد بصورة خاصّة على لقب يسوع البشريّ. وأن يوحنا يختلف عن الإزائيّين حين لا يربط ابن الإنسان بأفكار جليانيّة وإسكاتولوجيّة (ما عدا في 5 :27). إنّه يُبرز الأصل السماويّ لابن الإنسان (3 :13؛ 6 :62). فهذا اللقب، شأنه شأن ألقاب النور الحقيقيّ (1 :9) والخبز الحقيقيّ (6 :32) والكرمة الحقيقيَّة (15 :1) التي يلقّب بها يسوع نفسه، قد تعود إلى نظريّات هلينيّة عن الإنسان السماويّ، ولكنّها تدلّ بالأحرى على هدف الإنجيليّ الذي أراد أن يُبرز طبيعة يسوع الإله?يّة (1 :1-18؛ 3 :17، 31-32؛ 5 :17-18...).

(ج) بولس الرسول. هناك تعارض بين الإنسان الذي خطئ (تك 2 :7) والإنسان المخلَّص. فكان حلاّن لهذا التعارض. الأوّل يقوم بأن نعتبر الإنسان السماويّ من الزاوية الإسكاتولوجيّة ونترك جانبًا سقطة الإنسان الأوّل. هذا ما فعله عزرا الرابع في الرؤية السادسة وأخنوخ في الأمثال. أما بولس (في خطّ فيلون) فقدّم الحلّ الثاني الذي يقوم بتمييز الإنسان الأرضيّ الذي أخطأ، وصورة الله المثاليّة والكاملة (تك 1 :26). قال بولس : الإنسان الذي خرج من الأرض قد ظهر أولاً. ثمّ ظهر الإنسان الآتي من السماء في نهاية التاريخ (1كور 15 :45-47؛ رو 5:12-21).







الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية

God Rules.NET
Search 100+ volumes of books at one time.