الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية: فخاريات، (الـ)


المسيحي مؤشر موسوعة إلكترونية

1) الفخاريات والاركيولوجيا. إن دراسة الفخاريات أو الاشياء المصنوعة من الطين المطبوخ هي عنصر من عناصر اركيولوجيا الشرق الاوسط القديم ولا سيّما في فلسطين. ساعة لا تُحفظ أشياء صنعها الانسان بمادة عضويّة (الجلد، الخشب، القماش) بسبب المناخ الرطب، تُحفظ أشياء صُنعت بالطين على مدى آلاف السنين. إذن، تبدو الفخاريات من أجل الحقبة التي تلي استنباطها، المادة الاركيولوجيّة التي أكثر الانسانُ من صنعها. وهكذا تكون الخزفيات معلمًا يدلّ على قدم إقامة الانسان في موضع من المواضع. وأول عمل تقوم به الاركيولوجيا هو تحديد موضع إقامة البشر. وهذا يتمّ انطلاقًا من الاجزاء الفخاريّة. لا شكّ في أن تحديد التاريخ انطلاقًا من الفخاريات قد يخطئ خمسين أو مئة سنة. وهذا عكس النقود التي تساعد على تحديد التاريخ بدقّة أكبر. ولكن النقود كانت قليلة وهي لم تظهر في فلسطين إلا في القرن 6 ق.م. في هذه الظروف تبدو دراسة الفخاريات وتاريخها انطلاقًا من المادة وشكلها، أول عمل أركيولوجي.

2) التقنية. الفخاريات هي طين جُبل وطُبخ فصار اناء يستعمله الانسان. ويتمّ عمل الفخاريّ في ثلاث مراحل. (1) تهيئة الطين. الطين هو سيلكيات الالومينيوم، يُمزج مع الماء. وحين يُطبخ يصبح قاسيًا. نجد هذه المادة الأولى في أراضٍ رسوبيّة، في فلسطين وفي مواضع أخرى. ولكن الطين يمتزج بشوائب مختلفة تعطيه عدّة ألوان قبل الطبخ أو بعده. وهذا ما يساعد على الطبخ أو يجعل المهمّة صعبة. إذن، على الخزّاف أن يختار أفضل طين، فيغسله ويحرّره من الشوائب التي تسبق طبخه. وإن أراد أن لا يتشقّق الاناءُ حين يجفّ، يمزج الطين بالقش أو بالرمل. (2) القولبة. تتمّ قولبة الطين الطريّ حسب أساليب عديدة. هناك القولبة المباشرة التي تبقى خشنة وغير متعادلة. والقولبة بواسطة الملح الذي استعمل في بداية تاريخ الفخاريات. ويُستعمل الرحى من أجل سلسلة من الآنية. (3) الطبخ يسبق عمليّة التجفيف في الهواء الطلق، والتلوين. الطبخ عملية دقيقة، لأن النار يجب أن تتوزّع على الاناء كله دون أن تشقّقه. منذ الالف الثالث كان الخزّاف يستعمل أفرانًا مغلقة.

3) فخاريات من الزمن البيبلي. هناك البرونز الحديث II ب (1300-1200 1175 ق.م.). الحديد I (1200-1100). الحديد II (1000-587). الحقبة البابلية (الحديد III، 587-538 ق.م.) الحقبة الفارسية (أو الحديد III، 538-332). الحقبة الهلنستية (332-63 ق.م.). الحقبة الرومانيّة (63 ق.م.-324 ب.م.). نجد البرونز الحديث II في مجدو، بيت شان، أفيق، لاكيش (لخيش). عمل "كنعاني". وتُستعمل الجرارُ من أجل التجارة مع مصر. وكان استيراد الفخاريات من قبرص واليونان وبحر إيجه. والحديد نجده في تل جمه، في جازر. في اشدود، في تل قسيله، تل مقنّه (عقرون). والحديد II في تل بيت مرسيم، مجدو، لخيش، عراد، بئر سبع، أورشليم، حاصور، السامرة، جازر. والحقبة البابليّة في تل النشبة (مصفاة)، الجيب (جبعون) أورشليم (مدافن تقع غربي وادي هنوم).

4) الفخاريات في الكتاب المقدس. الفخاريات هي جزء مهمّ من الحضارة الماديّة في العالم البيبليّ. منذ الفصول الأولى في تك (2 :7-8)، يصنع (ي ص ر) يهوه الإنسان من تراب مأخوذ من الأرض (أ د م ه) على مثال ما يفعل الخزّاف. وتعود هذه الصورة في الأسفار النبويّة (أش 29:16؛ 30 :14)، ولا سيّما في أشعيا الثاني حيث الرب هو "جابل اسرائيل" الذي يبدو بين يديه كالتراب الأحمر في يد الخزّاف (إش 43:1؛ 44 :2، 21، 24؛ 45 :9؛ 49 :5؛ 64 :7). ونجد هذه الصورة أيضًا في العهد الجديد (روم 9:20-24). وإذ أراد إرميا أن يجعل الشعب يدرك هذه الصورة، أعلن في مشغل الخزّاف كلام الرب (إر 18:1-6). ويُصوّر عملُ الخزاف أيضًا في سي 38 :29-30؛ "وكذلك الخزّاف الجالس على عمله، وهو يدير دولابه برجليه، فإنه لا يزال مهتمًا بعمله، ويُحصي جميع مصنوعاته. بذراعيه يعرك الطين وبقدميه يلين قوّته. قلبه في اتقان الدهان، وسهره في تنظيف الاتون" (أو الفرن). تُذكر الأواني الفخارية مرارًا في الكتاب المقدس : الكأس، السراج، الزجاجة، الحوض...







الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية

God Rules.NET
Search 100+ volumes of books at one time.