الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية: فقر، (الـ)


المسيحي مؤشر موسوعة إلكترونية

1) العهد القديم. لا يظهر الفقر الفرديّ كظاهرة اجتماعيّة واسعة في اسرائيل إلاّ في القرن 8 ق.م. فهو نتيجة مسيرة اجتماعيّة واقتصاديّة حرّ كها النظام الملكي فجعل الاختلاف بين الناس كبيرًا (1صم 8:11-17). وكوّن طبقة غنيّة من الموظّفين (1صم 22:7). ووسّع المشاغل الملكيّة (1أخ 4:23) والتجارة (1مل 10 :15؛ 2أخ 9:14). حلّ الازدهار (إش 2:7؛ هو 12 :9) فبنى الوجهاء لنفوسهم منازل فخمة (هو 8 :14؛ عا 3:15؛ 5 :11)، ونظّموا الولائم الفاخرة (إش 5:11-12؛ عا 6:4)، وتزيّنت نساؤهم بالزين الثمينة (إش 3:16-24). غير أن هذا الغنى ترافق مع ممارسة الدَين بالربى (أم 28:8؛ رج حز 18:8، 13، 17) الذي انتشر في الشرق الأوسط مع عقود ظالمة على أثر غلاّت سيّئة واستملاك الملوك للأراضي (1صم 8:14؛ رج 2صم 16:4؛ 19 :30-31)، بشكل غير شرعي (1مل 21). فأصحاب الأراضي الذين لم يكونوا ميسورين، خسروا أرضهم شيئًا فشيئًا. ساعة كان الملاّكون الكبار يجمعون أرضًا إلى أرض (إش 5:8؛ مي 2 :2) لاجئين إلى المضاربة والغشّ (هو 12 :8؛ عا 8:5؛ مي 2:1-22)، فيفسدون القضاة (إش 1:23؛ إر 5:28؛ مي 3 :11؛ 7 :3) ويدلّون على اللاشفقة تجاه المديونين (عا 2:6-8؛ 8 :6). والانسان الذي لا يملك أرضًا هو فقير في شعبه. دافع الانبياء عن الفقراء ((إش 3:14-15؛ إش 10:2؛ 11 :4؛ (عا 4:1؛ عا 5:12؛ رج مز 82 :3-4). وحامت عنهم الشريعة (خر 22:24-26؛ 23 :6) ولا سيّما سفر التثنية الذي عكس الوضع الاجتماعي في تلك الحقبة : فأعاد تحريم الربى (تث 23:20؛ رج خر 22:24؛ لا 25 :26)، وأعلن فريضة الصدقة (تث 15:7-11)، وحمى العامل اليومي الذي يُرهن ثوبُه (تث 24:14-15)، وفرض على الدائن أن يردّ الرهن قبل مغيب الشمس (تث 24:12-13؛ رج خر 22 :25-26). والنصوص الحكميّة التي تعكس وجهة الأوساط الميسورة، بحثت عن سبب الفقر. فنسبَته إلى المضاربات وما فيها من مخاطرة (أم 12:11؛ 28 :19)، إلى البحث عن الملذّات (أم 21:17؛ 23 :20-21؛ سي 18 :33)، إلى التراخي ((أم 10:4؛ أم 20:13؛ 24 :33 - 34) والكسل ((أم 6:9-11؛ أم 13:4؛ 23؛ 19 :15؛ 20 :4). كل هذا يعكس وجهة نظر من يعتقد بالمجازاة على هذه الأرض : فالغنى هو مجازاة الفضيلة. والفقر عقاب الخطيئة ((مز 1:3-4؛ مز 121:1-3؛ أم 10:15-16؛ 15 :6). وخطّ التفكير الثاني الذي كان الأنبياء صداه، فهو ينطلق من الخبرة المعاشة والواقع : هناك أغنياء أشرار وخطأة يضيّقون على المساكين المحبوبين من الله (تث 10:18؛ أم 22:22-23). وهكذا نصل إلى نظرة روحيّة إلى الفقر، كما هي بين "المعوزين" والذين يطلبون الله (صف 2 :3؛ رج 3:12-13). فهم سيكونون الرابحين حين يظهر الملك العادل (أش 11:4؛ رج 29:18-19).

2) العهد الجديد. إن أسفار العهد الجديد تعكس فكر الجموع التي افقرها هيرودس أولاً ثم الإدارة الرومانيّة. لهذا، كرّس بولس قسمًا من نشاطه لجمع المال من أجل الجماعة المسيحيّة في أورشليم. ويذكر في هذا المجال فقر يسوع (2كور 8 :9؛ رج لو 2 :7؛ مت 8:20) المنتبه إلى مصير الفقراء (مر 12:41-44؛ لو 16 :19-31؛ 18 :22؛ 21 :1-4؛ يو 13 :29). حسب أش 61:1، تُعلن البشارة للفقراء (مت 11:5؛ لو 4 :18؛ 7 :22؛ رج مدا 18 :14)، ولهم يُعطى ملكوت الله (لو 6 :20؛ يو 2:2-6). وإذ يحدّد مت 5:3 أننا أمام المساكين "بالروح"، فهو يتطلّع إلى صفة روحيّة، ويميل عن البعد الاولاني لتطويبة توجّهت أولاً إلى الفقر العادي المذكور في مر 10:21 (مت 19:21؛ لو 18 :22؛ رج لو 12 :33)، والممارَس في الكنيسة الأولى في أورشليم. فهذه الكنيسة قد أدخلت المشاركة في الخيرات (أع 2:44-45؛ 4 :32-45) على غرار الاسيانيّين الذين لا يحقّ لهم أن يملكوا شيئًا خاصًا بهم (يوسيفوس، الحرب 2 :122؛ نج 9:22) كي يهتمّوا حصرًا بتتميم الشريعة ويوجّهوا رجاء البرّ إلى اليوم الاسكاتولوجي الآتي. "فالفقر في الروح" الذي يتماهى مع الغنى الروحي في رؤ 2:9 (رج 3:17) يعكس تبدّلاً في النظرة يرتبط بتأخر المجيء (باروسيا)، ومع ذلك، فالعبارة موجودة في قمران (نظح 14:7) حيث الفقراء بالروح يقفون تجاه "القلوب القاسية". الفقراء هم الذين روحهم خاصة. هم الخاضعون لكلمة الله.







الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية

God Rules.NET
Search 100+ volumes of books at one time.