الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية: كلمة الله


المسيحي مؤشر موسوعة إلكترونية

كلمة (كلام) الله واقع أساسيّ في الوحي البيبليّ : يهوه هو إله يتكلّم. أما الأصنام فهي بكماء (مز 151:5؛ 1مل 18 :29). وأخيرًا كلّمنا الله بابنه (عب 1:2).

1) العهد القديم. في العهد القديم، ترد عبارات "كلام الرب"، "كلمات الرب"، "الكلمة"، "الكلمات". وهي تدلّ في أغلب المرات على مشيئة الله (أو فكره) الذي يوحي بها إلى أشخاص اختارهم كي يوصلوها إلى الشعب كله. فالنبيّ هو قبل كل شيء رجل كلمة الله (إر 18:18). وهو يختبرها قوَّة لا تقاوَم (عا 3:8؛ إر 20:7-9) : من أسكت كلمة الله خطئ ضدّ الله (عا 2:12؛ 7 :10-17).

كلّم الله موسى بشكل مباشر، فمًا إلى فم (عد 12:6-8)، فعرّفه مشيئته كما عبَّر عنها في وصايا وترتيبات من أجل العهد بالنظر إلى اسرائيل كله. هي "الكلمات العشر" ((خر 20:1-7؛ خر 34:28؛ تث 5:1-22. الدكالوغ أو الوصايا العشر). ويبدو سفر التثنية على أنه كتاب الكلمات التي وجّهها الله لموسى. فيشدّد على آنيّتها المستمرة وعلى قربها من الانسان (تث 26:16؛ 30 :14). هذه الكلمات هي الوصايا والشرائع والأحكام التي يجب أن نخضع لها لكي تكون لنا الحياة ((تث 6:1-9؛ تث 32:45-47؛ مز 119).

إن كلمة الله التي خلقت الأكوان والتاريخ، ما زالت تعمل وما تزال. أشرفت على خروج الكون من العدم. بها كان كل شيء (تك 1 :1ي؛ مز 33:6؛ سي 39:17-31)، وهي لا تزال تحمل كل شيء (مز 147:15-19؛ أي 37:5-13). بها يتدخّل الله دومًا في تاريخ شعبه : كل حدث هو تتمّة كلمة من كلماته. والأسفار التاريخية (يش، قض، 1و2صم، 1و2مل) التي سمّاها القانون اليهودي "الأنبياء الأولين" (بالنسبة إلى أشعيا وارميا وحزقيال والاثني عشر، الأنبياء اللاحقين)، تُبرز هذا النشاط المتواصل لكلمة الله التي تقود تاريخ اسرائيل ولا سيّما بواسطة تدخّل الأنبياء. ويبيّن أشعيا الثاني فاعليّتها السامية (إش 40:8؛ 55 :10-11 : بداية ونهاية أشعيا الثاني) : هي تبقى دومًا ولا تعود أبدًا بدون نتيجة. هي تخلق العوالم والخلاص (إش 44:24-28). تعيد ولادة الحياة حيث انتصر الموت (حز 37:1-15). هي طعام وفرح للذي يشبع منها (تث 8:3؛ إر 15:16؛ حز 3:1-3؛ حك 16 :26). هي تشفي المرضى (مز 107:20).

وصُوّرت كلمة الله مرارًا بسمات ساطعة : هي أبديّة (إش 40:8). لا تتراجع (إش 31:2؛ إر 4:28؛ مز 89:35). هي حقيقيّة (إش 45:23) وناشطة في تنفيذ مشيئة الله (هو 6 :5؛ إش 55:10؛ حك 18:14-19، مز 105 :31-35). هي لا تقاوم (ي(ش 21:45؛ ش 23:14؛ تث 18:21؛ يه 16 :14). ولكنها لا تفعل بقواها الخاصة : الله يتمّمها (تث 9:5؛ إش 44:26؛ مرا 2:17؛ عد 23:19). غير أن الكلمة تصوَّر مرارًا وكأنها مستقلّة عن يهوه (تث 30:14)، وكأنها منفصلة عنه. هي رسولة مقاصده (إش 55:11؛ مز 147:15-18؛ حك 18:14-25). ولقد اختبر الأنبياء أنفسهم واقع الكلمة الذي يفرض نفسه. وهذا النوع من التشخيص يتجذّر في نظرة ديناميكيّة (بل شبه سحريّة) للكلمة في الشرق القديم، ينبع من المكانة الفريدة لكلمة الله في العهد القديم. هذا لا يعني أننا نستنتج أنها فُهمت على أنها شخص، على أنها أقنوم : ومع ذلك، فالتعابير المستعملة ليست فقط صورًا شعريّة. فالاعتبارات حول الحكمة تبدو وكأنها تكثّف بعض وجهات كلمة الله (خروج من فم العليّ، سي 24 :3؛ حك 9 :1-4 : تتماهى مع الشريعة، سي 24 :23). ارتبط روح الله بنشاط الكلمة، فكان عاملاً فيها (تك 1 :2-3؛ عد 11:29؛ حز 2:1-2؛ 37 :4-5). في الادب الترجومي، الكلمة (م م ر ا في الارامية) هي لفظة تُستعمل لتجنّب استعمال اسم يهوه.

2) العهد الجديد. مع الوحي المسيحي أخذت كلمة الله رنّة أخرى، وإن كانت وجهات العهد القديم الرئيسية حاضرة. فيسوع المسيح هو الكلمة الذي صار بشرًا (يو 1 :14). كلامه وحياته هما كلمة الله النهائيّة (عب 1:1-4)؛ وتتمّة جميع المواعيد (2كور 1 :20)، وكلمة (لوغوس) الله (رؤ 19:13). هو المرسل كما كانت الكلمة في الماضي. المسيح هو الشاهد الامين والحقيقيّ، ونقطة انطلاق أو مبدأ الخلق ((رؤ 1:5؛ رؤ 3:14؛ كو 1:15-18)، كلمة الحياة (1يو 1 :1). إذا كانت العبارة تعني تارة الكلام الموجّه إلى نبيّ (لو 3 :2؛ رؤ 19:9)، وطورًا الوصايا الالهيّة (مر 7:13)، أو الكتب المقدسة (مت 15:4؛ مر 12:26؛ رو 15 :10؛ 2كور 6 :2؛ (عب 1:5-13؛ عب 2:12-13؛ 3 :7؛ 8 :8)، فكلمة الله هي في أغلب المرات البشرى كما أُعلنت وتحقّقت بيسوع (لو 5 :1؛ 8 :4-15، 21؛ أع 4:31؛ 13 :5، 46؛ 1كور 14 :36؛ 2كور 2 :17). حين تعلن، هي "كلمة الحقّ وبشرى الخلاص" (أف 1 :13). هي حقًا كلمة الله (1تس 2:13). هي قدرة الله (1كور 1 :18) التي لا تقيَّد (2تم 2:9). هي شريعة الحريّة الكاملة، التي تحمل الخلاص إلى النفس (يع 1:21-25). وسيعود الرسل مرارًا إلى كلام يسوع كما إلى السلطة السامية (1كور 7 :10؛ يع 1 :6، 22؛ 2 :5؛ 3 :18؛ 4 :4).

فيسوع كان يعلّم بسلطان (مت 7:29) بخلاف الكتبة. ما كان يعود مثلهم إلى سلطة الكتاب وتقاليد الآباء (مت 15:2؛ مر 7:3) : كان يعلّم بسلطته الخاصة (مت 5:22، 28، 32، 34، 39). كلمته هي كلمة الآب (مت 11:27؛ يو 14 :10، 24؛ 17 :8) : من أراد أن يمتلك الحياة الأبديّة، عليه أن يتعلّق بهذه الكلمة (يو 5 :24). من أراد أن يفلت من الموت (يو 8 :5)، أن يخلص (مت 7:24-27)، عليه أن يسمعها ويحفظها ويعمل بها (لو 8 :21). فكلام يسوع هو روح وحياة (يو 6 :63؛ أع 5:20؛ فل 2 :16).

إن كلمة الله ترنّ عبر كلمة البشر، بواسطة فم شهود عاينوا القائم من الموت : كرازتهم تؤسّس إيمان الكنيسة كلها (لو 1 :1-4). هؤلاء الشهود الذين هم خدّام الكلمة، لا يكرّرون فقط تعليمًا تسلّموه : بل يعلنون الخلاص بثقة (أع 28:31) وبقدرة الروح ((أع 1:8؛ أع 4:31؛ 10 :44). وكلمة الله التي يكرزون بها هي السرّ الذي كان خفيًا في الماضي، وكُشف اليوم في المسيح. هي المسيح ذاته في وسطنا (كو 1 :25-27؛ أف 3:1-13). رج لوغوس.







الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية

God Rules.NET
Search 100+ volumes of books at one time.