الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية: كورنثيّين (الرسالة الثانية


المسيحي مؤشر موسوعة إلكترونية

أولاً : المضمون. في هذه الرسالة يدافع الرسول عن نفسه إذ يرى سلطته تدمَّر من الأساس على يد مسيحيّين متهوّدين (جاؤوا من الديانة اليهوديّة) جاؤوا من الخارج (1 :12-7 :16). لاموه على تقلّبه : لم يقم بالسفرة التي أعلن عنها. فيجيب بولس أنه لم يأتِ إلى كورنتوس لأنّه يريد أن يوفّر على الكورنثيّين قساوته (1 :23-2 :1). ثمّ يتطرّق إلى مسألة اللمة من أجل مسيحيّي أورشليم (8 :1ي). ويعود إلى الموضوع الأول فيدافع عن نفسه (10 :1-12 :18). ويمكننا أن نلخّص مضمون الرسالة كما يلي. بعد المقدّمة العاديّة (1 :1-11) يأتي دفاعُ بولس عن سلوكه، وغفرانُه للذي اغاظه، وخبرتُه في مكدونية (ف 1-2). ثمّ يتحدّث عن كرامة الرسالة، وعواطف بولس تجاه الكورنثيّين (ف 3-7). بعد هذا يأتي الكلام على اللمة (ف 8-9). ثمّ نصل إلى موقف بولس تجاه خصومه، وإعلان عن زيارة ثالثة (10 :1-13 :10). نجد في الخاتمة توصيات أخيرة، سلامات، بركة (13 :11-13).

ثانيًا : صحّة الرسالة. لا خصوم للرسالة في مجملها. ولكن هناك مقاطع يتوقّف النقّاد عندها (6 :14-7 :1). ويندهش شرّاح : كيف أوقف بولس براهينه متحدّثًا عن اللمة؟ ولكن هذه هي طريقة بولس الرسول : يترك الموضوع ثمّ يعود إليه بعد أن يتطرّق إلى موضوع آخر (رج 1كور 13). ثمّ إنّ القسم الأخير (10 :1-13 :10) يبتعد من جديد عن ف 1-7 : يبدو بولس قاسيًا (11 :3-4؛ 12 :19-20؛ 13 :2-3، 5، 10). لا يتحدّث عن سبب تأخير زيارته، بل يعد الكورنثيّين بزيارة أخرى (13 :2، 10). لهذا يتحدّث بعضهم عن "رسالة خامسة". ولكن قد تكون وصلت إلى بولس معلوماتٌ جديدة مخيفة، فغيّر لهجته.

ثالثًا : اشتهرت هذه الرسالة بصعوباتها. فكيف نعيد مثلاً بناء ظروف تدوينها؟ إن المسائل المتعلقة بالأولى إلى كور تبدو وكأنها قد حلّت. ولكن ظهرت مسائل جديدة : فاللمّة التي أعلن عنها في 1كور 16 :1 (رج غل 2 :10) قد قطعت شوطًا كبيرًا. إذن، 2كور جاءت سنة 57 وربما 58. انفجر نزاع بين "مغيظ" (هو غير زاني 1كور 5 :1-3) وشخص يمثّل بولس. أحسّ الرسول أنه جُرح شخصيًا في الصميم (1 :15-2 :4؛ 2 :5-10؛ 7 :8-12). فقام بزيارة سريعة إلى كورنثوس، واحتفظ من هذه الزيارة بذكرى مؤلمة (2كور 1 :23-2 :11؛ 12 :14؛ 13 :1-2). فدوّن رسالة قاسية (ضاعت) كُتبت في الدموع (2 :3-4، 9؛ 7 :8-9، 12). ولكن الجماعة تبرّأت من المذنب وعاقبته. وهكذا تمت المصالحة (2 :6-8).

بالإضافة إلى ذلك، تواجه بولس مع عداوة "البعض" الذين يؤلّفون مجموعة أو أكثر. طرحوا سؤالاً حول لقبه كرسول : تاجروا بكلام الله (2 :17)، قدّموا رسائل توصية. ممّن؟ لماذا؟ (3 :1). اعتبروا أنهم من المسيح (10 :7، رج حزب المسيح، 1كور 1 :12). أنهم "خدّام المسيح". فاستعاد بولس هذا اللقب جوابًا على اعتدادهم، وأرفق كلامه بالاعتذار (11 :23). افتخروا بدون قياس (10 :12)، وقدّموا نفوسهم كرسل من الدرجة العليا (11 :5؛ 12 :1). افتخروا بأنهم "عبرانيون، اسرائيليون، من ذريّة ابراهيم" (11 :22). إذن، قد يكونون من هؤلاء المتهوّدين الذين بلبلوا كنائس غلاطية. ولكن لا شيء يشير إلى أنهم أرادوا أن يفرضوا الختان على المؤمنين. جاء القسم الاخير من الرسالة (ف 10-13) جوابًا لهم. إذن، دُوّنت الرسالة على يد بولس بعد المحن القاسية التي واجهته في أفسس (1 :4-7) وهو في الطريق إلى كورنتوس التي يُبحر منها إلى اورشليم ليوصل اللمّة إلى "القديسين" (1 :15-17). تردّد في تحقيق هذا المشروع بسبب التوتّر بينه وبين الكورنثيين. عاد تيطس من مهمّة أولى في كورنثوس، وانضمّ إلى بولس في ترواس (2 :12-13)، وحمل إليه الاخبار الطيبّة (7 :13). عند ذاك دوّن الرسالة لكي يوصي باللمة ويهيّئ مجيئه إلى كورنثوس.







الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية

God Rules.NET
Search 100+ volumes of books at one time.