الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية: مجد، (الـ)


المسيحي مؤشر موسوعة إلكترونية

1) الألفاظ. ^ أولاً : في العهد القديم العبري. اللفظة "ك ب و د" (المجد) تنتمي إلى الجذر "ك ب د"، كان ثقيلا. وتدل على ما له وزنُه، على من يفرض وجوده. من يجعل الناس يحترمونه ويقدرونه. الغنى، البزخ، السلطة (تك 31 :1؛ أس 1:4؛ مز 49:17؛ أش 16:14؛ 21 :16). من هنا معنى "الاكرام" (أو الكرامة) والشهرة (تك 45 :13؛ 1مل 3 :13؛ (مز 8:6؛ مز 21:6؛ أم 25:2). فتابوت العهد هو مجد اسرائيل (1صم 4:22). يهوه هو مجد الاتقياء في اسرائيل، هو مجد اسرائيل ((مز 3:4؛ مز 106:20؛ إر 2:11). وغابة لبنان العظيمة هي مجد لبنان. ومن "رفع" أو مجّد شخصًا، اعترف بأهميّته وقدرته وسلطانه (يش 7 :19؛ 1صم 6:5؛ 1أخ 16:28؛ 2أخ 32:23؛ مز 66:2؛ 115 :1).

ثانيًا : في السبعينية والعهد الجديد. أي في اللغة اليونانية. نجد لفظة "د و ك س ا" في السبعينية والكتب المنحولة والعهد الجديد. وهي تترجم "كبود" العبريّ. في اليونانية تعني "د و ك س ا" : الرأي، الطرح الفلسفيّ، الشهرة الحسنة. واستعمل فيلون والغنوصيون هذه اللفظة في معنى "كبود". أما بعض البرديّات السحرية فقالت : القدرة، اللمعان، البزخ ((مت 4:8؛ مت 6:29؛ رج 1مك 10 :58، 60)، العظمة (1كور 15 :40-41، اللمعان، وكذلك في البرديات السحرية)، الانعكاس (1كور 11:7-8). ويُقال المجد بشكل خاص عند النور اللامع الذي يرافق ظهور الكائنات السماويّة (لو 2 :9؛ 9 :31؛ أع 22:11؛ رؤ 18:1).

2) لاهوت المجد. ^ أولاً : العهد القديم. مجد الله هو ما يفرض الاحترام على الانسان بسبب أهميّته. وحسب نظرة الاسرائيليّ : قدرته وقداسته. فمعظم نصوص العهد القديم تذكر مجد الرب بجانب قدرته وقداسته (خر 14:4، 17 :16؛ 7؛ 29 :43-46؛ (عد 14:21-22؛ عد 20:6-11؛ (إش 3:8؛ إش 6:3؛ 35 :2؛ 40 :5؛ (مز 19:2؛ مز 29:3؛ 96 :3...)، مجد الله هو تجلّي قدرته وقداسته. فإن شدّدنا على الطابع المنظور لهذه القدرة، أو شدّدنا على هذه القدرة بالذات، فالمجد يكون تجلّي الله أو صفة من صفات الله القدير والقدوس.

(أ) المجد تجلّي الله. حين ننظر إلى مجد يهوه كتجلّي الله، فهو ظاهرة مضيئة. ظهر على سيناء في الغمام (أضاء كالنار، خر 24:15-16؛ تث 5:24). في البريّة، ظهر مجد الله في الغمام (السحاب) (خر 16:7، 10). والمسكن المقدّس هو الموضع الذي فيه يكشف الرب عن نفسه في الحالات العاديّة (خر 29:43؛ 40 :34-35؛ لا 9 :6، 23؛ (عد 14:10؛ عد 16:19؛ 17 :7؛ 20 :6). بعد ذلك سيكون الهيكل موضع ظهور الله (1مل 8 :11؛ رج حز 9:3؛ 10 :18-19؛ 43 :2-5؛ 2مك 2 :8). حين ملأ مجدُ الله المسكن أو الهيكل، ما استطاع أحد أن يدخل (خر 40:35؛ 1مل 8 :11). وحين يظهر هذا المجد يحجب الانسانُ وجهَه (خر 33:22). ورأى حزقيال في رؤاه مجد يهوه كظاهرة نور وذلك بتأثير من الروح أو من يد الربّ (1 :3، 2 :2).

(ب) المجد صفة إلهيّة. حين يُعتبر مجدُ الله كصفة إلهيّة، فهو يرتبط عادة بقدرته وقداسته. يهوه هو ملك المجد (مز 24:8). الرعد هو صوت إله المجد (مز 29:3). مجد (أو قدرة) القدوس، الملك، يهوه، يملأ الأرض (إش 6:3؛ رج عد 14:21؛ إش 40:5 ؛ 59 :18؛ مز 72:19). "السماوات تنطق بمجد الله، والفلك يخبر بعمل يديه" (مز 19:2؛ رج 96:3؛ 104 :31). هو يكشف مجده في الخليقة، وفي العجائب التي يجريها من أجل شعبه (عد 14:22؛ (إش 35:2؛ إش 40:5؛ مز 72:19)، وفي الحماية التي يمنحها لمؤمنيه (مز 57:6، 12؛ 138 :5؛ 145 :5، 11)، وفي ممارسة قدرته السامية وعدالته في جميع الشعوب وفي الكون كله (مز 113:4). بما أن يهوه هو القدوس، فخطايا اسرائيل تغيظ قداسته (إش 3:8). ولا يستطيع الرب أن يعطي مجده لأحد. فمجده هو قداسته وكيانه بالذات. هو الذي به يفترق عن أي شخص آخر (عا 4:2؛ (إش 40:25؛ إش 42:8؛ 46 :5؛ 48 :11). لهذا، فالشعوب الذين لا يعترفون به، يخافون مجده حين يجيء للدينونة (أش 59:19؛ مز 102:16-17). وأعلن الأنبياء وحي قدرة الرب الملكية كلمعان (أو عظمة) مجده : فالنور (أو مجد يهوه) سيُشرف على صهيون (إش 60:1-3، 19-20؛ رج 62:1-2)، ويظهر على عيون جميع الشعوب الذين جهلوا اسمه أو مجده (إش 66:18-19؛ مز 97:6؛ رج إش 4:2؛ 2 :2-3؛ مي 4 :1-2؛ حب 2:14). قد تكون هذه التعابير صدى لصور حزقيال. ولكن الكتّاب لا يفكرون هنا في نور أو ضوء، بل في جلالة يهوه. وهذا الأمر يسري بالنسبة إلى تعابير مثل "مجد اسمك" (مز 66:2؛ 79 :9) أو "اسمك المجيد" (نح 9:5).

ثانيًا : العهد الجديد. "مجَّد الله " (أو رفع المجد لله) يعني أقرّ بقدرته (بعظمته) وقداسته (يو 9 :24؛ أع 12:23؛ رو 4 :20؛ رؤ 16:9). هذا هو معنى المجدلات التي نجدها في العهد الجديد. فمجد الله (رو 6 :4؛ 9 :3؛ أف 3 :16؛ رج حك 7 :25؛ 9 :11؛ سي 49 :5) أو المسيح (2كور 4 :4، 6؛ أف 1 :18؛ كو 1 :27) يدلّ بعض المرات على قدرة خلاصه. فمجد الله هو، كما في العهد القديم، تجلّي الله وقدرة الله. وهو يصل إلى الانسان.

(أ) المجد تجلّي الله. حين ننظر إلى مجد الله المتجلّي، فهو نور. تُصوّرُ رؤ 15:8 الهيكلَ السماويّ وقد امتلأ دخانًا بمجد الله وقدرته (رج حز 10:4؛ 44 :4). لا يستطيع أحد أن يدخل (رج خر 40:35؛ 1مل 8 :11). وأورشليم الجديدة تشعّ بمجد الله. لمعانها يشبه لمعان الحجارة الكريمة (رؤ 21:11؛ رج إش 60 :1-2). ونور مجد الله يرافق ظهور الملائكة (لو 2 :9؛ 9 :31؛ أع 22:11؛ رؤ 18:1).

(ب) المجد صفة إلهية. حين ننظر إلى المجد كقدرة إلهية تتجلّى في الخارج، فهو يُمدَح بشكل خاص في المجدلات (لو 2 :14؛ رو 11 :36؛ في رو 6 :4؛ 9 :4؛ 2كور 4 :4، 6؛ أف 3 :6). مجد الآب (مر 8:38) أو الله (أع 7:55) هو قدرة الله الملوكيّة (مر 9:1). الله هو إله المجد (أع 7:2)، وأبو المجد (أف 1 :17) والاله القدير (رج مز 29:3؛ 1أخن 25:7). وكما أن الآب هو إله المجد وربّ المجد (أع 7:2؛ 1أخن 22:14؛ 27 :3، 5)، كذلك المسيح القائم من الموت (1كور 2 :8؛ يع 2 :1). فالمسيح ظهر لاستفانوس في مجد الله (أع 7:55-56؛ رج 1تم 3 :16). وسيأتي كابن الانسان (دا 7:13-14) في مجد الآب (عر 8:38؛ لو 9 :26) أو بقدرة عظيمة ومجد (مت 24:30؛ مر 13:26؛ لو 21 :27)، أي في ملء اتساع قدرته الملوكيّة وقدرة أبيه (مت 20 :21 "في ملكك"، يقابل مر 10:37 "في مجدك"). سيكشف قدرتَه الملوكيّة ويمارسها حين يجلس كالديّان على عرشه الملكيّ (أش 22:23؛ 1أخن 55:4؛ 61 :8-9). فالمجد الذي ناله المسيح القائم من الموت بواسطة حاشه وآلامه (لو 24 :26؛ عب 2:9؛ 1بط 1:11، 21 : رج فل 2 :8-9)، هو قدرة الآب الملوكية كما ظهرت في الخارج. هو يقاسم أباه السماوي هذا المجد (مر 8:38) الذي سيُكشف في نهاية الأزمنة (تي 2 :13؛ (1بط 4:13؛ 1بط 5:1؛ رج 2تس 1 :7-8). إذن، ينال المجد الطابعَ الاسكاتولوجيّ الذي يندر وجوده في كتب التوراة العبرية ((إش 60:1-3؛ إش 62:1-2؛ 66 :18-19)، لا في الكتب اليونانيّة (با 4:24-27؛ 5 :1، 9) والأسفار المنحولة ((1أخن 25:7؛ 1أخن 50:1؛ 55 :4؛ 61 :8؛ 65 :5، 15؛ 69 :27، 29). فيسوع كمسيح، سيكشف قدرته الملوكيّة التي هي أيضًا قدرة الآب. ولكنه ككلمة (يو 1 :1ي) امتلك المجد، والقدرة الملوكيّة، والطبيعة الالهيّة، لدى الآب، قبل بداية العالم (يو 17 :5، 24)، وكشفها بعض المرّات للأنبياء (يو 12 :41؛ رج إش 6 :3). وبعد تجسّده شاهد مجدَه أولئك الذين آمنوا به (يو 1 :14؛ 11 :4، 40). فالكلمة المتجسّد أظهر مجده في شخصه الالهيّ والانسانيّ، في معجزاته العديدة (2 :11؛ 4 :40)، في نشاطه على الأرض (4 :24؛ 17 :4). وموتُه الطوعيّ بشكل خاص مجَّده هو ومجّد أباه (10 :17؛ 13 :31-32؛ 17 :1، 4-5؛ 21 :19). تمجيده هو ارتفاعه الذي به يجتذب الجميع إليه، ويعطي الحياة الالهيّة للمؤمنين (3 :14-15؛ 10 :10؛ 12 :32-33). وبما أن موت المسيح الخلاصيّ وقيامته يُظهران مجدَه الخاص ومجد أبيه (11 :16، 23؛ 21 :19)، نفهم أن يكون مجده الذي سبق وكُشِف عنه (1 :14؛ 2 :11؛ 11 :4، 40)، سيبدو كذلك المجد الآتي (7 :39؛ 12 :28؛ 13 :32؛ 16 :14؛ 17 :1، 5).

(ج) مجد المسيحيّ. على خادم المسيح أن يتبع معلّمه حتّى الموت (مت 16:24؛ مر 6:34؛ لو 9 :23؛ يو 12 :26). وكما دخل المسيح في المجد بواسطة حاشه ( آلامه)، يدخل خادمه أيضًا في المجد (يو 12 :26؛ رو(م 5:2؛ م 8:17-18؛ 9 :23؛ 2كو(ر 3:18؛ ر 4:17؛ فل 3 :21؛ 1تس 2:12؛ 2تس 2:14؛ 2تم 2:10؛ 1بط 4:13؛ 5 :1، 4، 10). يصوَّر هذا المجدُ بشكل نور سماوي ("فيشرقون كالشمس في ملكوت أبيهم"، (مت 13:43؛ مت 17:2؛ رج حك 3 :7؛ دا 12:3) أو بشكل مشاركة في قدرة الله والمسيح الملكيّة (مت 19:28؛ لو 22 :30؛ 1كور 6 :2-3؛ 1تس 2:12؛ (رؤ 3:21؛ رؤ 20:4؛ رج حك 3 :8؛ دا 7:9-10). عادة تنتمي لفظة "مجد" إلى الاسكاتولوجيا. فتدلّ حينئذ على مشاركة في جميع خيرات الخلاص، في ملكوت الله والمسيح الممجَّد. ولكن بما أن نداء الله إلى المجد المقبل يعطي نتيجة منذ الآن، وبما أن رجاء هذا المجد ليس باطلاً، بل تكفله منذ الآن موهبةُ الروح، يُعتبر المجدُ خيرًا يمتلكه البار في هذه الدنيا (رو 5 :2، 5؛ 8 :23؛ 2كور 5 :2، 5؛ 1تس 2:12). فالذين أعدَّهم الله ودعاهم، قد برّرهم أيضًا. والذين برّرهم مجدّهم (رو 8 :30). فالتبرير والتمجيد يسيران معًا. لهذا يُحرم الخطأة من مجد الله (رو 3 :23). فمجد المؤمنين يرتبط ارتباطًا وثيقًا بامتلاك الروح؛ "روح المجد روح الله يستقر عليكم" (1بط 4:14؛ رج إش 11 :2). أي روح الله الذي هو عربون المجد. وهناك نتيجة أكثر ظهورًا لعطيّة الروح، هي المجد الذي يمنحه الله للذين يكرزون بحكمته الخفيّة (1كور 2:7-10). هذا المجد يتجاوز المجد الذي ناله موسى في سيناء (خر 34:30؛ 2كور 3 :6، 11) : "ونحن جميعًا، نعكس صورة مجد الربّ بوجوه مكشوفة، فنتحوّل إلى تلك الصورة ذاتها وهي تزداد مجدًا على مجد، بفضل الربّ الذي هو الروح" (3 :18). حين يشاهد المسيحيّون مجد المسيح ينالون انعكاسه وبهاءه، وهذا المجد لا يزول كما كان الأمر بالنسبة إلى موسى (2كور 3 :7). بل هو يتزايد باستمرار. وهكذا يتحوّلون بحيث يشبهون المسيح بشكل متزايد (رج رو 8 :18؛ 1كور 15 :43-49؛ فل 3 :21)، المسيح الذي هو صورة الله (2كور 4:4). ونموّ هذا المجد وتحوّلُ المسيحيين، يكفلهما روح المسيح أو المسيح الذي هو روح (في ترجمة ثانية). ونجد الفكرة عينها في يو 17:21-22. فإذا أراد المؤمنون، على مثال الآب والابن، أن يكونوا واحدًا، لا بتناغم الروح وحسب، بل بالمشاركة في ذات الحياة الفائقة الطبيعة (15:5؛ 17:21)، فقد أعطاهم المسيحُ المجد (القدرة) الذي ناله هو من الآب. وقدرة الله هذه تنكشف في معجزات يجرونها، وفي أعمال المحبّة المتبادلة، التي هي ثمرة مشاركتهم في حياة المسيح بالذات (14:12؛ 17:23؛ رج 1:34-35؛ 15:10، 12؛ 1يو 3:14-18).







الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية

God Rules.NET
Search 100+ volumes of books at one time.