الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية: مجوس (الـ)


المسيحي مؤشر موسوعة إلكترونية

في انجيل متى اسم أعطاه التقليد لغرباء جاؤوا يعبدون الطفل يسوع حسب مت 2:1-12. من أين جاؤوا؟ يقول النص : "من المشرق" (2 :1). هذا يبقى واسعًا وبالتالي غامضًا. ففكّر البعض بعلماء الفلك البابليين الذين سّماهم السريان (افرام) واليونان والرومان (دا 2:2، 10) : "كلدان". أو، بكهنة فرس جاؤوا من ماداي ومارسوا العرافة والاسترولوجيا (هيرودوتس 1 :101). أو : بحكماء جاؤوا من عرابية أو سورية (1مل 5 :10؛ أم 30:1؛ 31 :1)، وهذا حسب الهدايا المقدّمة (مت 2:10). ليس المجوس من أصل ملكي. ولكن التقليد الشعبيّ انطلق من مز 72:10 (ملوك سبا وشبا يقرّبون له العطايا) وإش 60 :6 ("يأتون من شبأ حاملين ذهبًا ولبانًا") فجعل منهم ملوكًا، واعتبرهم شهود الأمم الوثنيّة (اوروبا، آسيا، افريقيا) الذين اعترفوا بالمسيح ساعة تجاهله هيرودس واليهود. أما الرقم "ثلاثة" فيرجع إلى عدد الهدايا (ذهب، لبان، مرّ). هناك منحول أرامي يعود إلى القرن 6 ب.م. وقد استعاده التقليد الغربي فأعطى أسماء لهؤلاء المجوس : ملكون أو ملكيور. بلشصَّر. غسبار. ويقول التقليد الشعبي إن رفاتهم نُقلت من ميلانو (في أيطاليا) إلى كولن (في ألمانيا) في القرن 12.

يشك العلماء في تاريخيّة المجوس. فالموضوع الديني الذي يشير إلى عرّافين يتدخلون في ولادة طفل، أمر معروف في العالم اليهودي (موسى، في ترجوم خر 1:15؛ مدراش موسى) كما في العالم الرومانيّ (بلينوس، التاريخ الطبيعي 301 :16؛ سواتانيوس، نيرون 13 : عن نيرون). ثم إن هذا الحدث يقابل يسوع بهيرودس كما في خر 2 يتقابل فرعون وموسى. وهكذا يدلّ متّى على أن يسوع يكمّل صورة موسى. أما المعنى الروحي فهو تقديم يسوع كالمسيح الملكي الآتي إلى تاريخنا، وإظهار دخول الوثنيين إلى الكنيسة بشكل شرعيّ : هم استقبلوا يسوع منذ البدء. ولماذا لا يكون أناس من غير اليهود زاروا يسوع في طفولته؟







الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية

God Rules.NET
Search 100+ volumes of books at one time.