|
في العبرية : ي ر ا هـ. في اليونانيّة : فوبوس. يتوقّف دارسو العواطف الدينيّة عند المخافة التي تختلف عن خوف العبيد والرعدة. وهذه العاطفة ترتبط بوجود الانسان أمام الله الذي هو سرّ يحيطنا بخشيته ويسحرنا بحضوره. هذا ما حدث للعذراء مريم وقت البشارة (لو 1 :30)، والرعاة في بيت لحم (لو 2 :9)، وشهود معجزات بولس (أع 19:17).
1) العهد القديم. إن عبارة "مخافة الله" (أو "خوف الله ") تحتلّ في العهد القديم مكانة أوسع من المحبّة. ومع أن هذه المخافة سببّتها رعدةٌ أمام الله المخيف وعاطفة عدم الخليقة وخطيئتها أمام الله القدوس والمتسامي، غير أن المخافة لا تنحصر في القلق والاضطراب. فترافقها رغبة الله وحبّه : أضاف اسرائيل إلى فكرة تقول إن الله ملك يثير المخافة، فكرة تقول إنه أب محبّ. قد تحدّث الأنبياء عن هاتين العاطفتين مرارًا. إذن، تقترب المخافة من الاحترام والوقار (ملا 1 :6)، ومن الحبّ (تث 10:12). إن المخافة تحيط بالديانة كلها. وهي "رأس الحكمة". هي بداية الحكمة. بل هي جوهر الحكمة وأساس الديانة (أم 1:7؛ سي 1 :14-21؛ مز 111:10). هي إحدى صفات المسيح (إش 11:2-3). وقد اعتاد الرابينيون أن يسمّوا الله "الأب"، وهذا ما يدلّ على عاطفة غير خوف العبيد.
2) العهد الجديد. لا يتحدّث العهد الجديد مرارًا عن المخافة. ومع ذلك فهو يعرف المخافة كعاطفة دينيّة أمام الله : الوقوع أمام الله الحيّ أمر رهيب (عب 10:31). هذا الاله الذي يستطيع أن يخلّص وأن يهلك (يع 4 :12؛ مت 10:28). ونحن، بعد أن نجونا بواسطة المسيح من الخطيئة والغضب الالهيّ، صار لنا وصول إلى الآب، ووثقنا به كأولاده بدون خوف (أف 3 :12؛ رو 8 :15). فالحبّ الكامل ينفي الخوف (1يو 4:17-18) الذي هو خوف العبيد والخشية من القصاص. ولكن هناك مخافة تعطي المحبّة صدقها، لأن لا محبّة حيث لا ننزعج حين نزعج، حيث لا نخاف أن نغيظ الله. تحدّث يوحنا الصليب عن مخافة الابن الكاملة التي تماهت مع حبّه الكامل للآب. لهذا، نُسب إليه روح مخافة الرب مع نبوءة إش 11:3. هناك أشخاص عديدون في العهد الجديد تميّزوا بهذا الموقف مثل سمعان الشيخ (لو 2 :25)، وكورنيليوس ضابط قيصرية (أع 10:22). والمسيحيّ في حياته على الأرض معرّض دومًا للخطيئة والسقوط (1كور 10 :12؛ 1يو 2 :1). لهذا، عليه دومًا أن يخاف (رو 11 :20؛ فل 2 :12)، ويعي ضعفه، ويسهر، لأن الروح مستعدّ والجسد ضعيف.
الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية
| 
