الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية: مخطوطات البحر الميت


المسيحي مؤشر موسوعة إلكترونية

1) الاكتشافات والتنقيبات. في بداية سنة 1947، كان راع شاب من قبيلة تعميرة البدوية، محمد الذئب، يبحث عن عنزة ضاعت وسط المغاور ونخاريب الصخور، فوجد في موضع يبعد 1300م إلى الشمال من قمران، أول مغارة من مغاور المخطوطات. نشير إلى أن هذه الخرائب تبعد حوالي 12 كلم إلى الجنوب من مدينة أريحا الحاليّة، على منحدر صخري بقرب الشاطئ الغربي للبحر الميت.

وُجدت في هذه المغارة لفائق (أو : أدراج) من جلد ملفوفة بكتّان ومختومة بالزفت المستخرج من البحر الميت. هي مخطوطات وُضعت في جرار مغطّاة. ولما كان الصراع العربي الاسرائيليّ في فلسطين على أشدّه، لم يستطع المنقّبون أن يقوموا سريعًا بحملات منظّمة من أجل اكتشاف هذه المغارة. في الواقع، بدأ البحث سنة 1949، بدعوة من مراقب من مراقبي الامم المتحدة، الضابط البلجيكي ليبانس، وبتوجيه هردينغ، المدير الانكيزي لمصلحة الشؤون القديمة في الاردن، والاب رولان ده فو.

وتمّ استكشاف الصخور وقسم من الشاطئ، ونُقبت المغاور منذ سنة 1949 حتى سنة 1956. فقدمت المغاور الاحدى عشرة بقايا 600 مخطوط، هي مخطوطات البحر الميت. دُوّنت كلها تقريبًا في العبريّة أو الاراميّة (في المغارة السابعة وُجدت بقايا برديات مدوّنة في اليونانيّة). هذا ما بقي من مكتبة الجماعة الاسيانيّة التي أقامت في هذه الأمكنة.

هناك مغاور حفرتها يد الطبيعة في صخر كلسيّ يشكّل المنحدرَ الشرقيّ لهضبة بريّة يهوذا (مغارة 1، 2، 3، 6، 11). وهناك مغاور حفرتها يد الانسان قرب مباني قمران في جزء من السطح يشكّل في هذا الموضع الشاطئَ الشمالي لوادي قمران (مغارة 4، 5، 7، 8، 9، 10). وهكذا لا نجد مغارة واحدة جنوبيّ وادي قمران. وأبعد المغاور عن الابنية هي المغارة الثالثة وتبعد 2 كلم إلى الشمال من الابنية. نشير إلى أن مغاور المخطوطات قد رتّبت حسب زمن اكتشافها. فالمغارة الأول هي التي اكتشفت أولاً، والثانية... وهكذا دواليك.

2) محتوى هذه المخطوطات. لا نجد بين هذه المكتشفات سوى اثنتي عشرة لفيفة حُفظت في حالة جيّدة تقريبًا : 7 لفائف من المغارة الاولى. 5 لفائف من المغارة الحادية عشرة، هذا مع العلم أن "درج الهيكل" وُجد في هذه المغارة. خلال حرب الأيام الستة في حزيران 1967، تدخّلت السلطة الاسرائيلية تطبيقًا لتشريع ورثته من الانتداب البريطاني على فلسطين حول اكتشاف الاشياء القديمة، فأخذت هذه اللفيفة (درج الهيكل) التي وجدتها عند "كندو". فهذا المسيحي السرياني كان وسيطًا في بيت لحم ومنذ الاكتشافات الاولى في قمران، بين البدو والذين يشترون الاثريات.

أما اللفائف السبع التي وُجدت في المغارة الأولى فهي : نسختان لاشعيا. تفسير حبقوق. أربع لفائف سمّيت بحسب محتوياتها : نظام الجماعة. نظام حرب أبناء النور ضدّ أبناء الظلمة. المدائح. منحول التكوين (دوّن هذا في اللغة الاراميّة). أما اللفائف الخمس في المغارة الحادية عشرة، فتضمّ : مخطوط سفر اللاويين (في حروف عبريّة قديمة). مجموعة من 44 مزمورًا : 37 تقابل المزامير القانونية. و 7 غير قانونيّة أقحمت بين المزامير 37. نشير إلى أن ثلاثة من هذه المزامير وُجدت في اللغة السريانيّة، ومنها مز 151 الذي وُضع في السبعينية. وتضم المغارة 11 أيضًا ترجوم أيوب (في الأراميّة)، ونصًا ليتورجيًا ذا طابع جلياني. وأخيرًا، درج الهيكل.

وهناك الاجزاء، أو بالاحرى الفتائت التي تتعدّى عشرات الألوف، وهي بقايا 600 مخطوط. ربعُ هذه الاجزاء يحتوي أسفار التوراة. أما الباقي فيرتبط بهذه الجماعة التي عاشت في قمران، بالاسيانيين.

3) طبيعة المخطوطات. هناك أولاً المخطوطات البيبليّة. نجد بقايا من جميع الأسفار القانونية ما عدا أس. ونجد لبعض الاسفار أكثر من مخطوط : 15 مخطوطًا لاشعيا، 14 لسفر التثنية، 17 للمزامير. تعود هذه المخطوطات التي دوّنت في العبريّة أو الاراميّة، إلى بداية المسيحيّة تقريبًا. نشير إلى أن أقدم مخطوط معروف للتوراة العبرية (هذا إذا جعلنا جانبًا مخطوطات خزانة القاهرة، أو : مخبأ القاهرة) هو كودكس القاهرة (الذي يتضمّن فقط الأسفار النبوية كما في التوراة العبرية، أي : يش، قض، 1-2صم، 1-2مل، إش، إر، حز، الاثنا عشر) الذي يحمل تاريخ 895 ب.م. ثم نجد ثلاثة أسفار من الأسفار القانونيّة الثانية : طوبيا (أجزاء لثلاثة مخطوطات في الاراميّة ومخطوط في العبريّة). ابن سيراخ (أجزاء في العبرية). رسالة ارميا ( با 6) (أجزاء يونانيّة على ورق البرديّ).

وهناك ثانيًا مخطوطات لابيبليّة. وهي في أربع فئات.

- منحولات العهد القديم : كتاب اليوبيلات (مقاطع من 15 مخطوطًا عبريًا). كتاب أخنوخ (أجزاء من 10 أو 11 مخطوطًا في الارامية). وصيّة لاوي (أجزاء من خمسة مخطوطات في الأراميّة). وصية نفتالي (مخطوط في العبريّة). هاتان الوصيتان تقابلان ما نجد في وصيّات الآباء الاثني عشر. وفي هذه الفئة أيضًا : منحول التكوين (لفيفة في المغارة الأولى، كانت وحدها هناك في الأراميّة). مزامير يشوع، صلاة نبونيد.

- تفاسير وتراجيم. تكيّفت مع الوضع التاريخي المعاصر للكاتب، وحملت الكثير من الهجوم على الفئات الأخرى وعلى الخصوم : تفسير حبقوق (المغارة الأولى)، تفسير ناحوم (المغارة الرابعة)، ترجوم أيوب (المغارة 11)، ترجوم سفر اللاويين (دوّن في الاراميّة).

- كتابات جليانيّة أو حكميّة. مثلاً، المدائح (هودايوت) : في المغارة الأولى. وفي أجزاء في المغارة الرابعة.

- الكودكسات أو المجموعات. تقدّم لنا معلومات هامة عن تنظيم الجماعة : لفيفتان في المغارة الأولى (نظام الجماعة، مع بقايا عشرة مخطوطات من المغارة الرابعة، ومخطوط في المغارة الخامسة. ثم نظام الحرب مع سبعة مخطوطات أخرى في المغارة الرابعة). ثم "مقال دمشق" أو "وثيقة صادوق "التي اكتشفت منه سنة 1891-1897 في خزانة القاهرة، 8 وريقات من مخطوط يعود إلى القرن العاشر ووريقة واحدة من مخطوط يعود إلى القرن 11-12. أما المغارة الرابعة فقدّمت أجزاء ستة مخطوطات على الرق ومخطوط على الورق البرديّ. وفي المغارة الخامسة مخطوط على رق، وفي السادسة على رقّ أيضًا. وأخيرًا "درج الهيكل" الذي يعود، على ما يبدو، إلى المغارة 11. هو أطول لفيفة قمرانيّة حتى اليوم. حُفظ منه 14، 8م و66 عمودًا. هو وثيقة دوّنت في العبريّة فضمّت مجموعة من الفرائض الدينيّة حول الطهارة الطقسيّة والنجاسة، حول الذبائح والتقدمات الواجبة خلال الأعياد اليهوديّة. ونجد في هذا المخطوط : وصف الهيكل المقبل والليتورجيا التي يجب أن تقام فيه. إن هذه الاعتبارات حول الهيكل تحتلّ نصف اللفيفة. لهذا سمّي درج (أو : لفيفة) الهيكل.

4) أهميّة هذه المخطوطات. كشفت لنا مخطوطات قمران أمورًا كثيرة عن تنظيم الجماعة التي أقامت في قمران بقيادة معلّم البرّ (بنية تراتبيّة دقيقة : قبول "المبتدئين على مراحل، سلطة الكهنة، العمر المطلوب لممارسة مختلف الوظائف، مجلس الجماعة والحلقة العليا). عن الروح التي تسيطر على هذه الجماعة (المحبّة الاخوية، احتقار ملّذات الحواس واغراءات الغنى، التعبّد للشريعة، الاهتمام بالطهارة). عن طقوس التطهير وتنظيم وجبات الطعام والاحتفال بالسبت وبالأزمنة المقدسة. عن عقائد هذه الجماعة : معرفة تُكشف للجماعة. قسمة العالم بين روحين، روح النور وروح الظلمة، روح الخير وروح الشر. الاختيار السابق (وهكذا تصبح الحريّة ناقصة لأن الله يقرّر عنا أو يقرّر لنا قبل أن نولد). الجزاء والعقاب في الآخرة. التعليم حول مسيحَين، مسيح هارون ومسيح يهوذا.

إن مقابلة هذه المعلومات التي قدّمتها المخطوطات، وتلك التي قدّمتها حواشٍ في الكتّاب القدماء أو في التنقيبات الاركولوجيّة، أتاحت لنا أن نماهي بين جماعة قمران والاسيانيين الذين أقاموا حوالي سنة 100 ق.م. على شاطئ البحر الميت، قرب مغاور قمران.

إن بقايا هذه المخطوطات 600 قد جُعلت في موضعين في مدينة اورشليم القدس (ما عدا عناصر قليلة اشترتها مؤسّسات أجنبيّة أو أفراد). من جهة، اللفائف السبع التي وُجدت في المغارة الأولى. كانت في الجامعة العبريّة قبل أن تنتقل إلى مبنى خاص هو "معبد الكتاب". قد نُشرت كلها في نيويورك أو اورشليم. ومن جهة ثانية، كل ما تبقّى مع اجزاء لملحق نظام الجماعة، في متحف اوكسفورد. وقد قامت منشورات اوكسفورد الجامعيّة بنشر هذه المخطوطات. أما السابع فنشر سنة 1982.

لا نمزج بين مخطوطات قمران التي هي من أصل اسياني، والتي تعود إلى زمن سبق احتلال الرومان للموقع سنة 68 (ما عدا لفائف النحاس في المغارة الثالثة) واكتشافات وادي برّية يهوذا لا سيّما وادي مربّعات ونحل عبر التي تعود باكثريتها إلى الثورة اليهودية الثانية (حوالي سنة 135).

مخطوطات بيبليّة ان نص البيبليا في لغاته الأصليّة (عبرية أرامية، يونانية) قد وصل الينا بواسطة شهود غير مباشرين (استشهادات، سلسلات، ترجمات) وبواسطة شهود مباشرين هي المخطوطات البيبليّة. لم يصلنا أي مؤلّف قديم في مخطوطات عديدة وقديمة كما هو الحال بالنسبة إلى العهد الجديد الذي وصلت مخطوطاته اليونانيّة وحدها إلى 5000.

1) المخطوطات العبرية. هناك أولا مخطوطات سابقة للفترة الماسورية. فبعد أن أتمّ الماسوريون عملهم فوضعوا الحركات على نصّ التوراة العبريّ (مع بعض المقاطع الأراميّة) في القرن 7-9، أتلفوا جميع المخطوطات القديمة بحيث يفرضون عملهم في كل مكان. وحتى سنة 1947، لم يكن هناك أي مخطوط قديم ما عدا بردية ناش (مصر، سنة 150 ق.م. تقريبًا، فيه تث 6:1 ي والوصايا العشر) والبنتاتوكس السامري وبقايا هكسبلة اوريجانس. لهذا، كانت اكتشافات مخطوطات البحر الميت ومصعدة ومربعات مهمّة جدًا لمعرفة نصّ التوراة العبريّ. تتوزّع هذه المخطوطات بين سنة 250 ق.م. وسنة 70 ب.م. بالنسبة إلى قمران ومصعدة. وسنة 135 بالنسبة إلى المواقع الأخرى. وُجدت أجزاء من كل الأسفار القانونيّة في العهد القديم (ما عدا أس)، بما فيها سي، طو (لم يكن يعرف طو إلا في يونانيّة السبعينيّة). وُوجدت أيضًا لفائف كاملة مثل لفيفة أشعيا التي بدت في حالة جيّدة جدًا. وتبدو المخطوطات في عدد من الأشكال والكتابات. فهناك نصوص قريبة من النص الماسوري، ولكن أكثرها قريب من النص الذي كان أساس الترجمة السبعينيّة. وُوجدت اختلافات في بعض المقاطع هي في الواقع تحريف للنصّ الاصليّ، وهي تدلّ على حريّة النسّاخ. كل هذه الاختلافات في المخطوطات عادت إلى نمط واحد. ولكن البنتاتوكس السامري نجا من هذا التنميط وقدّم نصًا عبريًا دوّن في حرف تفرّع من العبرية القديمة أو الفينيقيّة.

وهناك مخطوطات ماسوريّة. هذه المخطوطات هي مشكّلة كلها. لقد قدّمت مخطوطات خزانة (مخبأ) القاهرة عدّة نماذج عن وضع الحركات قبل أن يفرض نفسه نهج عائلة الماسوريّين الجليليّين، عائلة بن أشير، المستعمل في معظم المخطوطات المدوَّنة باليد. أما أهم هذا المخطوطات فهو مخطوط القاهرة (895) الذي يتضمّن الانبياء (حسب مفهوم اللفظة في القانون الفلسطيني، أي : يش، قض، صم، مل، أش، إر، حز، الاثنا عشر). ومخطوط حلب (في سورية. هو اليوم في اورشليم ويعود إلى سنة 930) يتضمّن بشكل خاصّ الأنبياء والمزامير. ومخطوط لنينغراد (1009) هو أقدم مخطوط يتضمّن مجمل التوراة العبريّة. إنه أساس الطبعات النقديّة. واحتفظت مخطوطات أخرى بالتشكيل البابليّ الذي يجعل الحركات فوق الحروف، عكس ما فعل بن أشير.

2) المخطوطات اليونانية. (أ) مخطوطات العهد القديم والعهد الجديد. نجد مخطوطات كبيرة تقدم البيبليا اليونانيّة كلها (أي التوراة في السبعينية والعهد الجديد). نذكر بعضها :

- السينائي. اكتشفه تيشندورف سنة 1844 في دير القديسة كاترينا في سيناء، في سلّة المهملات. ووصل إلى أوروبا بعد عدّة أمور طارئة، فحلّ جزء صغير منه في لايبزيغ (المانيا) والقسم الأكبر في سان بترسبورغ. وفي سنة 1933 باعه السوفيات إلى بريطانيا فشكّل احد كنوز المكتبة البريطانيّة. إنه يتضمّن العهد الجديد كله، وكل العهد القديم تقريبًا. هو يعود إلى القرن الرابع.

- الاسكندراني. نسبة إلى الاسكندريّة. قدّمه كيرلس لوكاريس بطريرك القسطنطينيّة إلى جاك الأول ملك انكلترا سنة 1624. يعود إلى بداية القرن الخامس. أقام مدّة طويلة في الاسكندرية قبل أن يصل به المطاف إلى المكتبة البريطانيّة. إنه يتضمّن كل العهد القديم وكل العهد الجديد.

- الفاتيكاني. وُجد هذا المخطوط في مكتبة الفاتيكان أقله سنة 1481. يتضمّن العهد القديم والعهد الجديد، ولكن حصل له بعض التلف فبدت فيه فجوات (تك، مز، عب، الرسائل الرعائيّة، رؤ ). يعود هذا المخطوط إلى القرن الرابع. هو أقدم المخطوطات البيبليّة اليونانيّة على رقّ وأكثرها دقّة.

- الكودكس الأفرامي. هو اليوم محفوظ في المكتبة الوطنية في باريس. وصل من الشرق إلى إيطاليا في القرن 16، وحملته إلى فرنسا ماري ده مديسيس. يتألّف من صفحات مخطوط يونانيّ يعود إلى القرن الخامس. أعيد استعمال "الوريقات" بعد حكّ جزئيّ للنصّ. إن النصّ الأولاني لهذا الطرس ما زال اليوم مقروءًا في قسمه الأكبر. وهو يتضمّن نصف العهد الجديد وجزءً ا صغيرًا من العهد القديم.

(ب) مخطوطات العهد الجديد. ترتّب مخطوطات العهد الجديد اليونانيّة (شأنها شأن مخطوطات السبعينيّة) في أربع فئات :

- البرديات (القرن 2-7). هي في أغلب الأحيان أجزاء صغيرة أو كبيرة وُجدت في مصر وكُتبت في الخط الاسفيني. كتبت على ورق البردي.

- المخطوطات الاسفينيّة (القرن 3-10) وقد كتبت على الرّق.

- المخطوطات الجرّارة (حرف صغير) (القرن 9-17). كتبت على الرق أو على الورق.

- كتب القراءات (القرن 4-18) وهي مجموعة مقاطع للاستعمال الليتورجي. كُتبت أولاً بالحروف الاسفينية ثم بالحروف الجرّارة، على الرقّ أو على الورق. أما عدد المخطوطات اليونانيّة فقد وصل اليوم إلى 5200 مخطوط. منها 88 برديّة (من الرقم 1 إلى الرقم 88)؛ و 274 إسفينيًّا (01-0274) و 2795 جرّارًا (1-2795)، و2203 كتاب قراءات (11-2203). مخطوطات جزئية، لأنها تتضمّن جزءً ا من العهد الجديد : الأناجيل في أكثر الاحيان. وتجمع أع مع الرسائل. ونادرًا ما نجد رؤ.

وأهمّ البرديات هي البردية 52، وهي أقدم نصّ معروف من العهد الجديد. هي بردية رايلندس (يو 18 :31-33؛ 18 :37-38). تعود إلى بداية القرن الثاني. ثم بردية 45، 46، 47. تعود إلى القرن الثالث وتنتمي إلى مجموعة شستر بيتي. تتضمّن بردية 45 الاناجيل (مت، يو، لو، مر) وأع. بقي من هذا المخطوط 30 وريقة من أصل 110 (وهناك وريقة في فيينا في النمسا). وتضمّ البردية 46 (مع بعض الفجوات) رسائل بولس (روم، عب، 1كور، 2كور، أف، غل، فل، كو، 1تس). بقي منها 86 وريقة من أصل 104 وريقات (هناك 30 وريقة في آن أربور). وتضمّنت بردية 47 سفر الرؤيا. بقيت عشر وريقات (رؤ 9 :10-17 :2). ولنا أيضًا البرديات 66، 72، 74، 75 من مجموعة بودمر. تعود هذه البرديات إلى أزمنة مختلفة. أقدمها بردية 66 (حوالي سنة 200) ثم بردية 75 (القرن الثالث). ثم 72 (بداية القرن الرابع)، وأخيرا بردية 74 التي تعود إلى القرن السادس. حالة البرديّات الثلاث الأولى جيّدة جدًا. تحتفظ بردية 66 بانجيل يوحنا كله تقريبًا (75 وريقة من أصل 78). وتضم بردية 75، 51 وريقة من أصل 72 (لو، يو). وبردية 72 هي كتاب مركب من عدّة أجزاء، منها كتب غير بيبليّة. ثم 3 رسائل كاثوليكيّة (يهو، 1-2بط) بدون أية فجوة. وتحتفظ بردية 74 بسفر الأعمال (شبه كامل) في 94 وريقة قد تلفت بعض الشيء والرسائل الكاثوليكيّة في 30 وريقة صارت أجزاء مفتّتة.

واذا عدنا إلى المخطوطات الاسفينيّة (حرف كبير) اليونانيّة، نذكر السينائي. الاسكندراني، الفاتيكاني، الافرامي (القرن 4-5). ونذكر نسخة جبل اتوس التي تعود إلى القرن الثامن. تضمّن السينائي كل العهد الجديد (الاناجيل، بولس، أع، الرسائل الكاثوليكيّة، رؤ) ومعه برنابا وهرماس. وتضمّن الفاتيكاني العهد الجديد مع بعض التلف (الأناجيل، اع، الرسائل الكاثوليكيّة، بولس). ضاع نصف عب، والرسائل الرعائيّة، رؤ. وتضمّن الاسكندراني العهد الجديد (الاناجيل، أع، الرسائل الكاثوليكيّة، بولس، رؤ) وقد ضاع مت كله تقريبًا (1 :1-25 :16). كما تضمّن رسالتي اكلمنضوس الأولى والثانية. وتضمن الافرامي، مع بعض الفجوات، العهد الجديد (الاناجيل، أع، الرسائل الكاثوليكيّة، بولس، رؤ ). تشترك هذه المخطوطات الأربعة في أنها تجعل عب قبل الرسائل الرعائيّة وفي المجموعة البولسيّة. كما أنها تجعل الرسائل الكاثوليكية حالاً بعد الأعمال. وتتوالى الأناجيل كما هي اليوم. ووحده السينائي يجعل رسائل بولس قبل أع. إن المخطوط لورانسيس (القرن 8) المحفوظ في اللفرة (دير ارثوذكسي) الكبرى في جبل اتوس لم ينشر بعد. هو يتضمّن العهد الجديد (أناجيل، أع، الرسائل الكاثوليكيّة، بولس) وقد تلف في البداية (مت 1 :1-مر 9 :4) ونقصه سفر الرؤيا. جاءت عب بعد فلم، ويع بعد 2بط. إن السينائي والاسكندراني والفاتيكاني هي أساس النص الذي يعود إلى النمط الاسكندراني كما نجده اليوم في طبعات العهد الجديد.

بالاضافة إلى ذلك، هناك ثلاثة مخطوطات هي مهمة جدًا للأناجيل بالنسبة إلى النقد النصوصيّ، وأربعة مخطوطات جرّارة فخمة. هناك الكودكس البازي (القرن 4-5). ظلّ في ليون من أعمال فرنسا مدّة طويلة. ثم انتقل إلى كمبريدج (انكلترا). كُتب في اليونانيّة واللاتينيّة، وتضمّن مع بعض الفجوات مت، يو، لو، مر، أع. وضاع بين مر وأع 8 دفاتر قد كانت ربما تحوي الرسائل الكاثوليكيّة أو مؤلفات أخرى. لم يبق من هذا المخطوط سوى 3يو في اللاتينيّة. إن اختلافات هذا المخطوط هي من نمط النص الغربي الذي يظلّ لغزًا بالنسبة إلينا، إن في قدمه وسعة انتشاره، وان في غياب كل تماسك لاهوتيّ. أما كودكس فرير (القرن الخامس المحفوظ في واشنطن)، فيتضمّن الاناجيل كما في الكودكس البازي (مت، يو، لو، مر)، مع اختلافات مثل اضافة بين مر 16:14 و16 :15. وأخيرًا هناك المخطوط كُوريداتي (ربّما القرن 9). قد حُفظ في تبليسي (جيورجيا) ويتضمّن الاناجيل (مت، مر، لو، يو) مع اختلافات من النمط القيصري (القيصرية البحريّة في فلسطين). والمخطوطات الارجوانية هي أربعة وتتضمّن أجزاء من الأناجيل. لون الرق ارجواني. والحبر بلون الفضّة أو الذهب. وهي تعود كلها إلى القرن السادس، واختلافاتها من النمط القيصري. الأول تشتّت في العالم (رقمه 022) :182 وريقة في لنينغراد، 48 في بطموس، لندن، فيينا، لارما (ايطاليا) اثينة، نيويورك، الفاتيكان. الثاني (رقمه 023). هو في باريس. الثالث (سيغما أو 042). هو في روسانو (ايطاليا و 188 وريقة). والرابع (في أو 043). هو في تيرانا (البانيا) ويتضمّن 190 وريقة. كُتب في اللاتينيّة واليونانيّة وتضمّن نص أع مع اختلافات من النمط الغربي.

وبالنسبة إلى رسائل بولس، نذكر أربعة مخطوطات : كلارومونتانوس (رقم 06، يعود إلى القرن 6). حُفظ في باريس. كتب في اللاتينية واليونانية. تضمَّن الرسائل البولسيّة في ترتيبها الحاليّ مع عب في النهاية. نصّه من النمط الغربي. ثم كويسلينيانوس (015 من القرن السادس). حُفظ في باريس ولنينغراد وموسكو وكياف وتورينو وجبل اتوس في كتب جُعل فيها صفحة غلاف. هناك حاشية دوّنها ناسخ فقال فيها ان النص قد أعيد النظر فيه في قيصرية على نسخة من يد بمفيلوس. وهكذا نكون أمام شاهد مميّز للرسائل البولسيّة. وتأتي عب قبل الرسائل الرعائية. والنص من النمط الاسكندراني. ثم اوجيانسيس (010) حُفظ في كمبريدج. بورنيريانوس (012). حفظ في درسدي (المانيا). يعود هذان المخطوطان الأخيران إلى القرن التاسع، ويرتبطان بالمخطوط كلارومونتانوس. وقد كُتبا في اليونانية واللاتينيّة. وأخيرًا، بالنسبة إلى رؤ هناك 046 الموجود في الفاتيكان والعائد إلى القرن العاشر والذي لا يتضمّن إلا رؤ. أما الفاتيكاني (03) فهو لا يحوي رؤ.

واذا عدنا إلى المخطوطات الجرّارة، ماذا نجد؟ بالنسبة إلى الأناجيل نجد أربع اسر هامة. الأسرة الأولى هي من النمط القيصري. أصلها في قيصرية، في القرن الثالث. الأسرة 13. أقدم مخطوطاتها يعود إلى سنة 1013 (اسكوريال، رومة، رقم 230). نُسخت في كَلابرة أو صقليّة فتميّزت باختلافات مشتركة. مثلا غاب مت 16:2-3. جُعل يو 7 : 53-8 :11 بعد لو 21 :28. وجعل لو 22 :43-44 بعد مت 26:29. أما نمط النصّ فهو قيصريّ. والأسرة 1424 تتضمّن 30 مخطوطًا يعود أقدمها إلى القرن 9-10. وأخيرًا هناك مخطوطات بقيت دون أن تدخل في أسرة، فُجعلت في أسرة مع أنها لا تؤلّف أسرة، بل تنتمي إلى المخطوطات الاسفينيّة من النمط الاسكندراني. بالنسبة إلى أع والرسائل، يلفت انتباهنا مجموعتان. الأولى (مجموعة 1739) تتضمن 30 مخطوطًا أقدمها يعود إلى منتصف القرن 10 ونجده في جبل اتوس. تبعت هذه المجموعةُ نصّ اوريجانس. أما النموذج المباشر فيعود إلى نهاية القرن الرابع (تتوقّف الاستشهادات الابائية عند باسيليوس 379). ارتبطت المجموعة بنصّ فلسطين الذي هو في الواقع من النمط الاسكندراني. هذا بالنسبة الى الرسائل. أما اع فهو من النمط الغربي. والثانية (مجموعة 2138) تتضمن 20 مخطوطًا، يعود أقدمها إلى سنة 1072 (موسكو). بالنسبة إلى الرسائل الكاثوليكيّة، فهي تبدو قريبة من السريانيّة الحرقليّة. أما الاختلافات فمن النمط الغربي.







الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية

God Rules.NET
Search 100+ volumes of books at one time.