الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية: مرأة، (الـ)


المسيحي مؤشر موسوعة إلكترونية

1) على مستوى الالفاظ. إن اللفظة العبريّة التي تدلّ على الزوجة كما على المرأة بشكل عام، هي "إ ش هـ". وهي تعود عن طريق التطوّر الصوتيّ إلى "أنثتو" (انثى في العربية). واللعب على الكلمات في تك 2 :22-23 الذي يربط "ا ش هـ " بـ "إ ش" (انسان)، يعكس اشتقاقًا شعبيًا ومبنيًا على تشابه في الصوت لا على قيمة اشتقاقيّة حقيقيّة. إن جمع "ا ش هـ" هو "ن ش ي م" (نساء) مع صيغة الجمع المذكّر (لا المؤنث الذي هو-وت). إن هذه اللفظة تعني في اللغة الاوغاريتية "الناس، البشر". وهي تعود إلى جذر ساميّ آخر أعطى في الاكادية "نيشو"، الناس (رج نُشا في السريانيّة). فاستعمال هذه اللفظة في الجمع للمرأة، نجده في العبرية كما في الارامية (ن ش ي ن) والعربية (نساء، نسوة، نسوان). أما اللفظة اليونانية "غيني" فتُستعمل بشكل عام للحديث عن كل امرأة، وبشكل خاص للكلام عن الزوجة والانثى.

2) الوضع الاجتماعي. اعتُبرت المرأة مرات عديدة في العالم الشرقي ككائن أدنى من الرجل ومحتقَر. وتجاهلها العالمُ اليونانيّ ولا سيّما في مؤلّفات أرسطو الذي يعتبرها "رجل ينقصه شيء ما". غير أنها نالت شرفًا كبيرًا في تك 1-2 وفي 1كور 11 :7 التي هي صدى لسفر التكوين : هي صورة الله، مثلها مثل الرجل. غير أن وظيفتها بالنسبة إلى الرجل تبقى وظيفة ثانية، تابعة. هي عون يتكيّف معها الرجل (تك 2 :18) الذي يسود عليها (تك 3 :16). وشدّد بولس ايضًا على موقع المرأة وما فيه من خضوع (1كور 11:7-9). ولكنه عاد فيما بعد إلى موقع متوازن : "ففي الربّ لا تكون المرأة من دون الرّجل ولا الرّجل من دون المرأة" (1كور 11:11-13). فوظيفة المرأة في الولادة هي التي تجعل لها مكانتها في المجتمع. ففي داخل العائلة التي تشكل النواة الاجتماعيّة التي فيها تعيش المرأة، كان يزداد اعتبار المرأة حين تصبح أمًا وأم ابن ذكر (تك 16 :4؛ 29 :31-30 :24). حينئذ يتعلّق بها زوجُها بشكل أقوى. وأولادها يقدّمون لها الخضوع والاحترام كما لوالدهم ((خر 20:12؛ خر 21:17؛ ل(ا 19:3؛ ا 20:9؛ (تث 21:18-21؛ تث 27:16؛ (ام 19:26؛ ام 20:20؛ 23 :22؛ 30 :17؛ سي 3:1-16). أما الأخبار النادرة التي تدخل في حميميّة عائلة اسرائيليّة، فتدلّ على أن المرأة يمكن ان تكون محبوبة ومسموعة لدى زوجها، ومعامَلة على أنها مساوية له ((1صم 1:4-28؛ 1صم 22:23؛ 2مل 4:8-24). فالزوج يمتدح امرأته التي هي ربّة بيت قديرة، والحكماء ينشدون فضائلها (أم 31:10-30؛ سي 26:1-4، 13-18).

3) الوضع القانونيّ. إن الوضع القانوني للمرأة هو وضع القاصر والتابع للرجل، سواء كان الرجل هو الوالد أو الزوج أو الأخ. تسمي زوجها "بعلها" أي سيّدها و"إلهها" (البعل هو إله المطر والخصب. هو يعطي) (تك 18 :12؛ قض 19 :26؛ عا 4:1). وكانت في الواقع تُعدّ بعض متاعه وممتلكاته (خر 20:17؛ تث 5:21). وممارسة البوليغاميّة او تعدّد الزوجات، وإن لم يتضمّن مرارًا حضور المرأتين تحت سقف واحد، لم يكن يساعد على تثبيت موقع المرأة في البيت. وكان باستطاعة زوجها أن يطلّقها ساعة يشاء وما كانت لترث منه، كما لا ترث شيئًا من والدها (فالميراث كله للذكور)، إلا اذا غاب وارث ذكر (عد 27:9). وإن نذرت نذرًا، فعلى والدها أو زوجها أن يوافق على هذا النذر ليكون شرعيًا، وإلاّ ألغاه (عد 30:4-17). أما وضع المرأة الارملة فتُشرف عليه عادات خاصة تتوخّى تأمين ظروف حياة لائقة، وان لم تتحقّق دومًا. ونرى في المستوطنة اليهوديّة الاراميّة في جزيرة الفيلة (الفنتين) أنه كان للمرأة حقوق مدنيّة واسعة. فهي تستطيع أن تتخذ المبادرة وتطلب الطلاق، أو أن تصبح مالكة اراضٍ، أو ان تعقد عقدًا. وبما أن هذا الوضع مشابه لما في بريّة يهوذا (جماعة قمران)، قد نكون هنا أمام تشريع مختلف عمّا في العهد القديم، وقد يكون تأثّر بحضارات غريبة.

4) الوضع الاقتصادي. اختلف الوضع الاجتماعي والاقتصادي للمرأة باختلاف المحيط والحقبات. فمرأة الفلاّح تقوم بالاعمال القاسية في البيت، كما تقوم برعاية القطعان (تك 29 :9) وخَبز الخبز وتأمين المياه (تك 24 :15-16؛ يو 4 :7). بالاضافة إلى ذلك، فهي التي تنسج الصوف وتشارك في أعمال الحقل. أما المرأة في الأوساط الميسورة، فكانت تهتمّ بالصوف والحياكة، وتبيع نتاج عملها (أم 31:24؛ طو 2:11-14). بل كانت تعمل لشراء الحقول والكروم (أم 31:16). والبغايا، وان كنّ مرفوضات، كنّ يعملن لكي يقمن بحاجاتهنّ ((أم 5:10؛ أم 29:3؛ سي 9 :6). والنساء اللواتي كنّ حول يسوع، كنّ يساعدن مجموعة التلاميذ بخيراتهنّ. بعض النسوة لعبن دورًا رفيعًا في الأمور العامّة : دبورة التي كانت نبيّة وقاضية في اسرائيل (قض 4 :4-5؛ 5 :1ي). وبتشبع التي استطاعت ان تُجلس ابنَها سليمان على العرش (1مل 1). وايزابيل التي سيطرت سيطرة كبرى على مملكة اسرائيل مع زوجها اخاب (1مل 21). وعثليا التي اعتلت لبعض الوقت عرش مملكة يهوذا (2مل 11). والنبيّة خلدة التي جاء وزراء المملكة يسألونها في شأن كتاب الشريعة الذي وُجد في الهيكل (2مل 22 :14-15). وياعيل (قض 4 :17-22؛ 5 :24-27) ويهوديت واستير اللواتي أنشدهنّ الشعب كبطلات بعد أن حملن الخلاص له.

5) الوضع الدينيّ. كان دور المرأة محدودًا في شعائر العبادة الاسرائيليّة (والمسيحية). ما كانت تستطيع ان تكون كاهنة، وهي وظيفة محفوظة للرجال. بل إن بولس منعها من الكلام في الاجتماعات الليتورجيّة (1كور 14:33-36). مقابل ذلك، فقد استطاعت المرأة في اسرائيل القديم كما في مناطق أخرى من الشرق الادنى، أن تكون نبيّة : مريم اخت موسى (خر 15:20-21؛ عد 12:1-2؛ مي 6 :4). دبورة (قض 4 :4). خلدة (2مل 22 :14-15). نوعادية (نح 6؛ 14). وهناك نبيّات لا تذكر اسماؤهن في حز 13:17. بالاضافة إلى ذلك، لعبت النساء دورًا هامًا في البغاء المكرَّس (تث 23:18؛ هو 4 :13-14؛ عا 2:7-8)، وشاركن في العرافة والممارسات السحريّة (خر 22:17؛ 1صم 28:3-25). غير ان العالم اليهويّ الرسميّ والعالم اليهوديّ الذي ما بعد المنفى، قد اعتبر مثل هذه الشعائر العباديّة لا شرعيّة، بل منعوها وعاقبوا العاملين بها.







الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية

God Rules.NET
Search 100+ volumes of books at one time.