الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية: مزامير سليمان


المسيحي مؤشر موسوعة إلكترونية

هي 18 مزمورا. سمّيت كذلك لكي تتميّز عن مزامير داود. فلا مضمونها يربطها بسليمان، كما لا نجد اسم كاتبها في النصّ. ألّفت هذه المزامير على ما يبدو في العبريّة، وحُفظت لنا في ترجمة يونانيّة تعود إلى القرن الأول ب. م. (أو قبل ذلك الوقت)، وفي ترجمة سريانيّة انطلقت من اليونانيّة، في مخطوطات ناقصة ضمّت فيها المزامير إلى الموشّحات (التي هي مسيحيّة).

لا نعرف متى دُوّن الاصل العبريّ، وقد ضاع كله. ولكننا نستطيع أن نتعرّف إليه بعض الشيء من تلميحات واضحة إلى أحداث حصلت مع انحطاط سلالة الحشمونيّين بين سنة 80 وسنة 40 ق.م. : سقوط أورشليم بيد يومبيوس سنة 63 ق.م. موت يومبيوس سنة 48. يبدو أن الكاتب هو من فلسطين، بل من أورشليم. وهو فرّيسي قريب من قمران. وهو يقدّم لنا نموذجًا عن لاهوت توسّعت فيه الجماعة في عصره.

إن مزامير سليمان هي نداء يطلب فيه المؤمن العون والانتقام. أو هي أفعال شكر تتوجّه إلى الإله القدير الذي يعتني بالخلائق، ويدين ديانة عادلة جميع البشر الذين هم ضعفاء وفي الوقت عينه مسؤولون عن أعمالهم. ستعاقب الحربُ أورشليم الكافرة، والحشمونيّين (الذين تحضّروا بالحضارة اليونانية) مع أتباعهم : فقد دنّسوا الهيكل وشعائر العبادة، وداسوا الشريعة، ومارسوا القضاء الظالم.

والعقاب يصيب أيضاً الوثنيين الكفّار، الذين احتلّوا الأرض المقدّسة وسيطروا عليها سيطرة الطغاة. سيحلّ بهم موت العار، على ما حدث لبومبيوس الذي مات مقتولاً.

وتجاه هاتين الفئتين، يقف التقيّ (حسيديم) الذي حفظ الشريعة. هو متواضع ومضطهد. خاطئ ولكنه تائب. وقد عرف أن الشعب المختار سيتوحّد من جديد في أورشليم وقد تنقّت وتطهّرت. في الأزمنة الأخيرة، وبعد القيامة، وساعة افتقاد الربّ، سينال الأبرار اليهود مع الأبرار الوثنيين، سعادة مقبلة على أرض تحوّلت إلى مسكن النور. أما اليهود الجاحدون والوثنيون الكفّار فيُعدّون لدمار نهائيّ. في مز 17، 18 سيأتي نسل داود، المسيح المحارب والملك الحكيم، ويقيم على كل الأرض مُلكَ الله وحكمَ اليهود الشامل على الأمم الوثنيّة التي ستخدمهم.

مزامير داود المنحولة اكتشف هذا المخطوط القمراني في المغارة الحادية عشرة سنة 1956، فتضمّن ثماني مقطوعات أو ثمانية مزامير، بعضها وُجد في نسخة سريانيّة تعود إلى القرن العاشر ب.م. ينشد المزمور الأول مآثر داود. والثاني يمتدح الحكمة. والثالث هو شكر بعد البكاء. والرابع يستعيد سي 51 :13-30. والخامس هو صلاة شكر. والسادس ينشد صهيون المقدّسة موضوع رجاء الأتقياء. والسابع هو مديح للخالق. والثامن مقطع نثريّ يرسم لنا وجه داود الذي هو مثال الاسياني الكامل الذي غمره الله بعطاياه.







الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية

God Rules.NET
Search 100+ volumes of books at one time.