الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية: مصالحة، (الـ)


المسيحي مؤشر موسوعة إلكترونية

1) العهد القديم. نادرًا ما يستعمل العهد القديم لفظة "المصالحة" ليتحدّث عن عودة حالة الصداقة بين الله والانسان، وهي حالة قطعتها الخطيئة. نجد اللفظة اليونانيّة (لا تقابلها لفظة عبريّة) في 2مك 1 :5؛ 7 :33؛ 8 :29.

ومصالحة الشعوب المتعادية هي أيضًا فكرة نادرة. انفصل اسرائيل ويهوذا مع الانشقاق (1مل 12 :27-33)، فاستعادا وحدتهما عبر المنفى (إر 30:3؛ حز 37:15-28). ولكننا في الواقع أمام قسمين من شعب واحد. وأعلن أشعيا مجيء الوثنين (إش 60) وتجمّع كل الأمم (66 :8- 21) حول أورشليم. غير أن شعب اسرائيل وعى أنه الشعب المختار فكيف يقيم عهدًا مع الوثنيين الاقوياء الذين يحيطون به ويحتلّون أرضه.

شعب اسرائيل هو شعب فريد. وحليفه الوحيد الممكن هو يهوه الذي أخرجه من أرض مصر (تث 5:6). ويُعبَّر عن العلاقة المميّزة بين اسرائيل وإلهه بلغة العهد (تث 5:2). قطع الله عهدًا مع ابراهيم (تك 12؛ 15)، مع موسى (خر 19-24). وتحدّث الأنبياء عن هذه العلاقة المميّزة وذكّروا بمتطلباتها : أمانة الرب تجد تجاوبًا في أمانة اسرائيل (تث 29:8). وصورة الحبّ الزواجيّ تعبّر هي أيضًا عن هذا التعهّد المتبادل (إر 31:3؛ تث 7:7-8). ولكن لقيت أمانةُ الله مرارًا خيانة شعب يفضِّل "الزنى" ( عبادة الأوثان) مع أصنام كنعان رغم تحذيرات تث 4:19، 25. لهذا جاءت المحنة المنقِّية، محنة المنفى، التي عاشها الشعب كعودة إلى صحراء البدايات (هو 2 :16). هكذا يستطيع اسرائيل أن يقدّر حق قدره "عريسه الأمين" (هو 2 :9) فيعود إلى إلهه. فالمصالحة التي هي عودة الخائنة بعد زناها، هي أقوى تعبير عن تجديد العهد (هو 2 :20؛ إر 31:31-34). لا نجد كلمة "مصالحة"، بل فعلين : "طلب" (ب ق ش) اسرائيل الربّ (تش 3:1؛ هو 5 :15)، فسمح الرب لاسرائيل أن "يجده" (إر 29:13-14).

إن موضوع العهد والزواج، والخيانة وعبادة الأصنام، مع الغفران والمصالحة بالنسبة إلى الزوجة الخائنة، يجعلنا في التيّار الاشتراعي. أما التيّار الكهنوتيّ فيعبّر عن نفسه بلغة التكفير (ك ف و ر).

2) العهد الجديد. هناك الفعل "كاتالاساين" والاسم "كاتالاغي". فكرة التبادل. هناك أربعة نصوص أساسيّة عند بولس تتحدّث عن المصالحة : رو 5؛ 2 كور 5 :18-21؛ كو 1 :19-22؛ أف 2 :11-22. إن المصالحة التي يجربها يسوع هي مصالحة البشر مع الله أو مصالحة بعضهم مع بعض.

أولاً : الرسالة إلى رومة. صالح المسيح مع الله القريبين، أي اليهود. وصالح البعيدين، أي الوثنيين (أف 2 :13، 17). فهؤلاء وأولئك يحتاجون إلى غفران، لأن هؤلاء وأولئك هم خطأة "يستحقّون غضب الله " (رو 1 :18، 19؛ 2 :1، 17، 22)، هم "أبناء الغضب" (أف 2 :3)، "آنية النّقمة" (رو 9 :22). أما الآن، فقد صاروا "أبراراً بالإيمان، في سلام مع الله بربّنا يسوع المسيح" (رو 5 :1). وتتوسّع روم في مسيرة الخلاص هذه التي تتمّ بالنسبة إلى اليهود وإلى اليونانيّين.

ثانيًا : الرسالة الثانية إلى كورنثوس. تدعو 2كور القرّاء إلى أن يتصالحوا مع الله، أن "يسمحوا لله بأن يصالحهم" (5 :20). تستعيد موضوع البدليّة : الله "جعل المسيح خطيئة" (هامرتيا). كي يصبح الخاطئ "براً" (ديكاوسيني). عارضت الجماعةُ بولس، فعاد إلى المصالحة باسم مهمّته كرسول (5 :20) جعلته سفير المصالحة.

ثالثًا : الرسالة إلى كولوسي. شارك الكولوسيون وهم وثنيون اهتدوا إلى الايمان المسيحي (2 :13)، في جسد المسيح (1 :21)، شأنهم شأن كل مسيحيّ، بعد أن كانوا غرباء و"أعداء الله" (1 :21). وعى بولس وضع اليهود في التاريخ في مخطّط الخلاص (رو 1 :16؛ 3 :1)، ولكنه كان في الوقت عينه أكبر المدافعين عن "اللا مختونين" الذين استقبلهم في الكنسية (غل 2).

رابعًا : الرسالة إلى أفسس. إن مصالحة اليهود ومصالحة الوثنيين مع الله، تُتمّ المصالحة بين شعبين يفصلهما كلُّ شيء : لم يعد يهوديّ ولا يونانيّ (غل 3 :28). لم يعد هناك حاجز الاحتقار المتبادل بينهم، وهو حاجز يمنع اللايهوديّ من الدخول إلى الهيكل. في هذا المعنى، كان تدمير الهيكل (الذي هو رمز امتياز اسرائيل) علامة نهاية حرم الوثنيين من دخوله : منذ الآن لم يعودوا محرومين من الدخول إلى الهيكل (رج إش 66 :19-21). لقد وحَّد يسوع ما كان مقسَّمًا (أف 2 :14). فانكشف السرّ حين تمّ، وأُعلن الانجيلُ وتحقّق : "الأمم هم أهل الميراث الواحد، وأعضاء في الجسد الواحد وشركاء في الموعد الواحد في المسيح يسوع، بواسطة الانجيل" (أف 3 :6). رج تكفير.







الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية

God Rules.NET
Search 100+ volumes of books at one time.