الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية: ملاك الرب


المسيحي مؤشر موسوعة إلكترونية

1) العهد القديم. ^ أولاً : استعمال العبارة. هناك إشارات عديدة إلى الملائكة في البيبليا. غير أن هناك عبارة مميّزة : ملاك يهوه، ملاك الرب. نجد هذه العبارة منذ سفر التكوين (16 :7-11) حتى سفر ملاخي (3 :1). نجدها في أسفار الشريعة والأسفار التاريخية، أكثر ممّا نجدها في الكتب النبوية والحكميّة. ونلاحظ قبل كل شيء أن عبارة "ملاك الرب" (شأنها شأن الكلام عن سائر الملائكة) ليست اسم علم، بل تدلّ على وظيفة. ومع ذلك، فـ "ملاك الرب" هذا يحتلّ مكانة مميّزة بين مختلف فئات الملائكة. هم يتميّزون تميّزًا واضحًا عن الله . أما هو فيقيم علاقة خاصة مع الرب ذاته. وإذا كان قد نعم، شأنه شأن سائر الملائكة، بالقوّة (زك 12 :8) واللطف والطيبة (1صم 29:9) والحكمة (2صم 14:20)، فقد نال وظيفة محدّدة جدًا : هو تجلّي الله لدى أشخاص كبار في شعب العهد (تك 22 :11، 15)، ولدى الشعب كله (2صم 24:16؛ 1أخ 21:12). ولكن تبقى الصعوبة كبيرة كي نتعرّف بشكل محدَّد إلى الشخص الذي تدلّ عليه هذه العبارة.

ثانيًا : هوية ملاك الرب. هناك مرات يبدو فيها ملاك الرب وكأنه يدلّ على يهوه بالذات. ومرّات يدلّ على شخص آخر. ففي تك 16 :10-13؛ 22 :10-18؛ خر 3:2 ...، يبدو أن لا فرق بين يهوه وملاكه. ونقول الشيء عينه عن نصوص نبويّة مثل هو 12 :4-5؛ إش 63:9. ولكن من الواضح أن عبارة ملاك الرب في حج 1:13 تعني النبيّ نفسه. وفي ملا 2 :7، تعني الكاهن. وهناك اختلاف بين يهوه وملاكه في تك 24 :7؛ 2صم 24:16؛ خر 33:2-3. مثل هذا الوضع يطرح مسألة عامة حول تفسير العبارة. لن نأخذ بموقف متطرّف يرى أن لا اختلاف بين يهوه وملاك يهوه. ولكننا لن نكتفي بملاحظات الاختلاف دون البحث عن شرح يربط هذه الايرادات بعضها ببعض. لهذا، نحاول أن نقدّم حلاً لهذه الأوضاع المختلفة. ونحن أمام ثلاث نظريات.

(أ) نظريّة التمثّل. هي نظريّة عدد من آباء الكنيسة مثل إيرونيموس، أوغسطينس. ملاك يهوه هو كائن مخلوق. يعمل باسم الله ويرتدي سلطة الله . وهو يستطيع أن يتكلّم باسم الله . ولكن، من الواضح في معظم الحالات أن عبارة ملاك يهوه تدلّ على شخص يهوه بالذات.

(ب) نظريّة التماهي. يتماهى ملاك الرب مع الرب نفسه. هذه النظرية أخذ بها الآباء اليونان والآباء الأولون في الكنيسة اللاتينيّة. ملاك يهوه هو تجلّي الكلمة، تجلّي الله. الله حاضر في كل مكان. ويكشف عن نفسه بشكل خاص في موضع محدّد ككائن فاعل. هذا ما يعطي عددًا من النصوص حقَّها، دون أن يفهمنا بشكل مرضٍ جميع النصوص، وكلَّ عنصر في هذه النصوص. ففي نصوص مثل تك 18 :22-19 :1؛ ملا 3 :1، نحسّ أننا أمام شخصين. وفي نصوص أخرى، التماهي واضح بين الرب وملاكه (خر 33:14، 17؛ 1أخ 21:15).

(ج) نظريّة تحويل النصوص. تقف هذه النظرة على مستوى التفسير والتأويل، وهي نظرية شرّاح معاصرين. ملاك الرب هو نتاج تنظير لاهوتي في حقبة متأخرة. حُوِّلت بعض النصوص القديمة لكي تُحافظ على تسامي الله. حافظ الكاتب على الاسلوب الإخباريّ في النصّ الأول، فما خان المضمون الاصلي، ولكنه أعاد كتابته في نظرية لاهوتيّة "متطوّرة". لا تجد هذه النظرية سندًا لها كبيرًا في النقد النصوصيّ. قد تعطي بعض المرات شرحًا معقولاً، ولكنها لا تقدر أن تعمَّم.

ثالثًا : التطوّر. إذن، يجب أن نحلّل كل نصّ بمفرده، ونأخذ بعين الاعتبار جميع العناصر، منطلقين من النقد النصوصي والادبي كي نكتشف التنافر في الخبر وآثار التطوّر في اللاهوت. ويجب أن نعرف أيضًا أن التصحيحات لا تتمّ دومًا حسب كرونولوجيا دقيقة، وأن التطوّر اللاهوتيّ لا ينمو بشكل خطوطيّ. فقد يكون هناك رجوع إلى الوراء. فإذا أردنا أن نخاطر ونقدّم شرحًا عامًا، نستطيع القول إن استعمال هذه العبارة يجب أن يعتبر شكلاً من اللاهوت القديم، ومجهودًا لتمييز طبيعة الله عن بعض نشاطاته، ومحاولة خفرة لتجنّب الانتروبومورفيّة. فحين وعى الكتّاب سموّ الله، وحين تطوّرت الدراسة عن الملائكة، بدأوا يميّزون الله عن ملاك الله. في هذا الاطار نفهم الادب اللابيبلي الذي قال "كلمة الله" حيث نجد "الله" وحده.

2) العهد الجديد. يتحدّث العهد الجديد عن ملاك الرب (مت 1:20، 24؛ 2 :13، 19؛ 28 :2؛ لو 1 :11؛ 2 :9؛ يو 5 :4؛ (أع 5:19؛ أع 8:26؛ 12 :7، 23) الذي لا نستطيع أن نخلطه مع الله . وعبر هذا التمييز والتماهي، رأى الآباء بشكل خاص إشارة مسبقة عن سرّ التجسّد الذي هو حسب 1تم 3:16 الله نفسه وسط البشر.







الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية

God Rules.NET
Search 100+ volumes of books at one time.