الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية: ألمايس


المسيحي مؤشر موسوعة إلكترونية

مقاطعة جبليّة في الشوشنية (منطقة شوشن)، تقع في جبل خوزستان. احتفظ اسمُها باسم عيلام، تلك الدولة القديمة التي أقامت في الجنوب الغربيّ لأيران الحاليّة. خضعت هذه المنطقة لتأثير الفرس الأخمينيّين، ولكنّها حافظت على بعض الاستقلال في أيام الملوك السلوقيّين الذين خلفوا الاسكندر. وفي إطار المملكة الفراتيّة، صكّت نقودها ووضعت رسم الملوك المحليّين. حسب طو 2 : 10، اعتزل الحكيم الأشوري أحيقار (القرن 8-7 ق.م.) في بلاد ألمايس. ولكن "أقصوصة أحيقار" التي وُجدت منها نسخة أراميّة في جزيرة الفيلة (الفنتين، في مصر)، لا تذكر هذا الموقع الذي إليه لجأ الحكيم. بل قالت إن الخصيّ الذي نُفِّذ فيه حكم الإعدام، قد نُفِّذ بين هذين الجبلين (4 :62). وهذا ما يدلّ على أنّ أحيقار لجأ إلى منطقة جبليّة مثل ألمايس. وذكرُ "السهول الخاضعة لملك الألمايين" في يه 1 :6، يدلّ على أنّ كاتب هذا السفر كان جاهلاً في ما يخصّ هذه المنطقة. إلاّ إذا كانت اللفظة اليونانيّة "باديون" هي ترجمة العبريّة (أو الأراميّة) "ب ق ع ه" التي تعني "الوادي" كما في يه 2 :21 (رج بكتيله). هنا نتذكّر أن اللغة الأصليّة لسفر يهوديت هي العبريّة أو الأراميّة. فإذا كان الموضع ترجمة غير صحيحة، فقد يكون النصّ الأصليّ قد عاد في الواقع إلى منطقة جبليّة. واسم الملك الالمايي أريوك لم يظهر بعد في المدوّنات الألمايية، مع العلم أنه اسم عُرف في اللغة الفارسيّة القديمة (ارياوكا) وورد في تك 14 :1، 9 مع ألاّسار (رج دا 2 :24-25). ويورد 1مك 6 :1-4 حملة أنطيوخس الرابع ابيفانيوس على مقاطعة المايس، ولكنه يُخطئ حين يعتبر هذه المقاطعة مدينة (يقول : هي مدينة بفارس مشهورة بأموالها من الفضّة والذهب). نستطيع أن ننسب هذا الخطأ إلى المترجم الذي نقل 1مك من العبريّة إلى اليونانيّة، لاسيّما وأن الخبر يستند إلى مرجع تاريخيّ عرفه أيضاً بوليبيوس (202-120 ق.م.) الذي أورد الأحداث عينها في "التاريخ العام" (319 :1-2) : "أراد أنطيوخس الملك أن يحصل على المال الكثير، فقام بحملة ضدّ هيكل أرطاميس في مقاطعة ألمايس. ولما وصل إلى تلك الأمكنة، خابت آماله لأن البرابرة المقيمين في الجوار لم يرضوا بهذا العمل السّيىء. فحسب أريانس (مؤرّخ وفيلسوف يوناني، تلميذ أبيكتات، 95-175) كان الهيكل المذكور هنا مكرّسًا لأفروديت (السريانيات 66). أما فلافيوس يوسيفوس فمزج خبر بوليبيوس الذي يذكره باسمه، مع 1مك 6 (العاديات 12 :354-395). وتُروى الوقائع نفسها أيضًا في 2مك 1:13-16، حيث يسمّى هيكل أرطاميس هيكل "نناية". نتذكّر أن "نناية" تماهت في الحقبة اليونانيّة والرومانيّة مع "أفروديت" (إلاهة الحبّ والخصب). ولكن جاء الخبر التقوي فجعل أنطيوخس الرابع يموت في داخل المعبد الذي جاء يسلبه. ونجد عنصرًا إخباريًّا آخر في 2مك 9 :1-2؛ 4مك 18 :5 حيث صارت مدينة المايس "برسابوليس" عاصمة الفرس في زمن داريوس الأول. إذا كان اسم الموضع الذي ذهب إليه أنطيوخس الرابع يبقى موضوع فرضيّات، فإن هيكل نناية - أرطاميس ظلّ موضع عبادة في إيران حتى الحقبة الساسانيّة. كما تماهت هذه الالاهة مع أناحيتا (في اليونانيّة : أناتيس)، إلاهة المياه المخصبة في بلاد فارس. ثمّ ان إليانسُ (175-235) يشير إلى معبد أنايتيس في المايس (طبيعة الحيوانات، 223) الذي قد يكون هو معبد نناية - أرطاميس الذي ذكره سترابون في كتابه "الجغرافية" (16" 1 :18). ومهما يكن من أمر، كان هذا المعبد مشهورًا جدًّا.







الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية

God Rules.NET
Search 100+ volumes of books at one time.