الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية: يونان (سفر)


المسيحي مؤشر موسوعة إلكترونية

أوّلاً : الاسم. يختلف سفر يونان عن سائر الاسفار النبوية لأنه لا يحمل اسم كاتبه بل اسم بطل الخبر.

ثانيًا : المضمون. تلقّى يونان أمرًا من الله بأن ينادي بالتوبة في نينوى عاصمة المملكة الاشورية التي يهدّدها العقاب الالهي. أراد يونان ان يتهرّب من هذه المهمّة، فاستقلّ سفينة ذاهبة إلى ترشيش. واذ ضربت السفينة ريحٌ عاصفة، فهم الركاب أن بينهم رجلا خاطئا ثار عليه غضب الله. وألقيت القرعةُ فوقعت على يونان الذي طلب أن يُرمى في البحر لتهدأ العاصفة (1 :1-16). وابتلع الحوت يونان. ومن بطن الحوت أنشد يونان مزمور شكر. وبعد ثلاثة أيام طُرح يونان على الشاطئ ولم يمسّه أذى (2 :1-10). دُعي مرة ثانية ليذهب إلى نينوى، ففعل وكرز في شوراع المدينة مهدِّدا إياها بالخراب إن لم يتب اهلها. سمع الملك والشعب الكرازة وتابوا، فعفا الله عن المدينة (3 :1-10). غضب يونان وتمنّى الموت لنفسه. ولكن الله اعطاه مثَلَ النبتة التي يبست فجأة وكانت تعطيه ظلا. بهذه الآية أفهم الرب يونان أنه لا يريد هلاك أهل نينوى (4 :1-11).

ثالثًا : الاصل. لم يعد أحد يقول اليوم إن يونان هو كاتب يون. وبسبب 3 :3 (كانت نينوى. اذا لم تعد موجودة) وبسبب اللغة المتأثّرة بالارامية وبسبب الفكرة الرئيسية (شمولية الخلاص)، نقول إن الكتاب دوِّن بعد منفى بابل حوالي السنة 400 (وفي أي حال قبل سنة 200 رج سي 49 :10). يبدو الكتاب خبراً واحداً. اما المزمور فوُضع فيما بعد.

رابعًا : الفن الادبي. منذ البداية قال الكتّاب اليهود (3مك، 6 :8؛ يوسيفوس العاديات 9/10 :2) والمسيحيون بالطابع التاريخي للخبر واستندوا إلى كلام يسوع (مت 12 :38-42وز). وضع اليهود الكتاب بين الانبياء لأن صاحبه نبي ولأن ميوله التعليمية ترتبط بشموليّة الخلاص. ويقولون إن يونان كرز في نينوى في أيام هدد نيراري الثالث (809-781) أو أحد خلفائه الثلاثة ولا سيما تغلت فلاسر الثالث (645-726). حاولوا أن يبرهنوا عن إمكانية نجاح يونان في نينوى وامكانية السكن في بطن الحوت... ولكن... يرى الشرّاح في يون مثلا. لا يريد الكاتب أن يروي التاريخ، بل أن يقدّم تعليما هو شمولية الخلاص. هناك العجائب الكثيرة في كتاب صغير وطابعها المجاني (العاصفة، القرعة، يونان في البحر، الحوت الخاص الذي ارسله الله، خروج يونان من بطن الحوت الذي لم يؤذه، طرحه على الشاطئ، النبتة التي تنمو في ليلة وتيبس). ثم كيف يعقل أن تتوب مدينة عظيمة بهذه السرعة لدى سماع كرازة توبة بفم نبي غريب؟ وإن يسوع حين تحدّث عن آية يونان اتخذ الخبر كنمط ادبي كما فعلت الرسالة إلى العبرانيين بالنسبة إلى ملكيصادق حين تكلمت عن المسيح.

خامسًا : الموضوع الرئيسي : الخلاص لا ينحصر في الشعب اليهودي. إنه يشمل البشر كلهم حتى أكثرهم خطيئة. إن يون يمثّل العالم اليهودي. مثله حاول أن يتهرّب من رسالته ويعيش في الانانية. ويبيّن يون ثانية أن قرار إفناء الامم الوثنية قرار مشروط. فالوثنيون الذين يتوبون هم أفضل من اليهود. الله هو ابو البشر، لأنه الخالق. الله يريد خلاص جميع البشر لانه الرحيم. ويُبرز يون أيضا موضوع الالم عند النبي (مثل ارميا) الذي هو أداة في خدمة كلمة الله التي تتجاوزه. ويشدّد أيضاً على فاعلية هذه الكلمة التي تردّ إلى الله الملاحين وأهل نينوى الوثنيين رغم استعدادات النبي السيّئة. في العهد الجديد، يذكر يسوع آية يونان. كما قضى ثلاثة ايام وثلاث ليالي في بطن الحوت كذلك سيكون يسوع في القبر. اذاً نحن أمام اشارة إلى قيامة يسوع. قصة يونان في القرآن أمثولة تقوى وانتظار واثق لقرارات الله. لا نعمل مثل رجل السمكة الذي صرخ حين كان في الضيق (يونس).







الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية

God Rules.NET
Search 100+ volumes of books at one time.