الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية: إنجيل


المسيحي مؤشر موسوعة إلكترونية

1) في السبعينيّة. إنّ لفظة "ب ث ر ه" (حيث الشين العربيّة تحلّ محلّ الثاء) تدلّ في العهد القديم على بشارة بالنصر (2صم 4 : 10؛ 18 :22)، على خبر طيّب مثل خبر التغلّب على الأعداء (2صم 18:20، 25، 27؛ 2مل 7 :9). في السبعينيّة، تحمل لفظة "اونغليون" (أو : اونجليون) ذات المعنى الذي لها في النص الماسوري. في 2صم 4:10، وردت في صيغة الجمع. في 2صم 18:20-27 و7 :9، هي في صيغة المؤنّث. أما الفعل (انجل) فيتّخذ في بعض النصوص معنى دينيًّا واضحًا. رج (إش 52:7؛ إش 60:6؛ 61 :1؛ رج نا 2:1؛ مز 96:2. هو يعني : بشّر بمجيء الخلاص الاسكاتولوجيّ.

2) في الأدب الدنيويّ. في الأدب اليونانيّ والهلنستي، نجد ذات المدلول الدنيويّ الذي وجدناه في السبعينيّة (مثلاً، عند هوميروس في الأوذيسة 14 :152 : جزاء لخبر طيّب). غير أن الاسم اتّخذ في الحقبة الهلنستيّة مدلولاً دينيًّا جديدًا يرتبط بعبادة الإمبراطور. وقد استعمل الفعلَ فيلون الاسكندراني، ويوسيفوس، الاسمَ والفعلَ (العاديات 4 :618) فتحدّثا عن ارتفاع وسباسيانس إلى الإمبراطوريّة على أنه "انجيل" (بشارة). ونجد عدّة مدوّنات هلنستيّة تكرم الملك أو الإمبراطور، فتدلّ على أن المضمون الدينيّ والخلاصيّ للفظة، قد انتشر في زمن العهد الجديد.

3) العهد الجديد. ظهرت لفظة "انجيل" كاسم بشكل خاص في الكتابات البولسيّة. وتميّز لوقا بحبّه للفعل. يستعمله 10 مرات في انجيله، و15 مرّة في أعمال الرسل. فاللفظة صارت جزءًا من المفردات الأساسيّة في الكرازة الرسوليّة الهلينيّة لدى المسيحيّين الأولين. واستعمالها يسير في خطّ إشعيا (52 :7؛ 61 :1...) وفي خطّ العالم الهلنستي في إطار عبادة الإمبراطور. ويبدو أن بولس هو أول من جعل الاسم (انجيل) مفردة تقنيّة وسط المسيحيّين. أعلن بولس المجيء الانتصاري لله في التاريخ في شخص يسوع. فالإنجيل يعلن سيادة ابن الله ويرافقها. وهو يَعِد بملء الخلاص ويتضمّنه بشكل نهائيّ. عرف يسوع نفسه في النبوءات الاشعيائيّة ولاسيّما إش 61:1 (المساكين يبشّرون، مت 11:5؛ لو 4:18-22)، فاستعمل فعل "انجل". وأعادت الأوساط المسيحيّة قراءة أقواله وأعماله وكل حياته، فقابلت بين هذه النصوص التي تعلن الخلاص الاسكاتولوجي وحدث يسوع، ولاسيّما في إنجيل لوقا وفي الرسالة إلى أفسس. تبع إنجيل مرقس بولس الرسول، فاستعاد ثماني مرّات لفظة "انجيل" ليدلّ على حدث خلاصي هو حدث مجيء الله في شخص يسوع. واحتفظت الكلمة عنده بمضمون "النصر والغلبة". بمعنى أن المسيح انتصر على قوّات الشرّ والموت (مر 1:1، 13، 15؛ 13 :10؛ 14 :9). نشير هنا إلى أن اللفظة لا تعني نصًّا من النصوص ولا فنًّا أدبيًّا. فخلال القرن الثاني، وبعد أن وجد الآباء لفظة "انجيل" في بداية مرقس (رج مقال ولنطينس : انجيل الحقيقة)، وبعد أن استعملوا العناوين أمام كل انجيل (الإنجيل بحسب مرقس)، صارت الكلمة تدلّ على أحد النصوص الأربعة حول يسوع. هذا ما نجده في دفاع يوستينس الاول، وكتاب الهرطقات لإيريناوس (الهراطقة 420 :6)، والموشيّات لاكلمنضوس الاسكندراني (1136 :1).







الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية

God Rules.NET
Search 100+ volumes of books at one time.