الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية: ابن سيراخ (سفر يشوع)


المسيحي مؤشر موسوعة إلكترونية

^ أولاً : الاسم. لا نجد هذا الاسم في غير مكان في العهد القديم. هو يهوديّ فلسطينيّ يسمّى يشوع بن اليعازر ابن سيراخ (يشوع بن سيراخ). دوّن حوالي سنة 190 كتابًا قانونيًّا ثانيًا : سي. سمّي هذا الكتاب بأسماء عدّة : الكتاب الكنسيّ، لأنّه كان يُقرأ في الكنيسة من أجل تعليم الموعوظين. دُوّن في العبريّة فحمله حفيدُ الكاتب (اسمه يشوع أيضاً) إلى مصر في السنة 38 لبطليموس فيسكون السابع أو أورجاتيس الثاني (170-164 و145-116). حمله إذًا سنة 132 ق.م.، ونقله إلى اليونانيّة من لمنفعة يهود مصر. ضاع النصّ العبريّ الذي عرفه ايرونيموس، وتحدّث عنه الرابينيّون مرارًا. وُجدت مقاطع منه في خمسة مخطوطات اكتشفت سنة 1896 في خزانه مجمع القرّائين (قرائيم) في القاهرة. إنّها تعود إلى القرن 9-11، وتساعدنا على تكوين ثلثَي النصّ الضائع. يبدو أنّ ما وُجد في خزانة القاهرة هو النصّ الأصليّ (قال بعضهم هو نقل عن السريانيّة). وقد وُجدت مقاطع أيضاً في مغاور قمران ومصعدة. نشير إلى أنّ النصّ العبريّ أقصر من النصّ اليونانيّ.

ثانيًا : مضمون الكتاب. ينتمي سي إلى الأدب الحكمي. فهو يشبه أم، ويشكّل مجموعة من النصائح والأقوال المأثورة التي تتعلّق بالحكمة والدين والأخلاق. يمكننا أن نقسم الكتاب قسمين :

1) القسم الأوّل (1 :1-42 :14). تسبقه توطئة يبرّر فيها الناقل ما فعل. يتضمّن القسم الأوّل أقوالاً تتوجّه إلى أشخاص من مختلف الأوضاع والأعمار، كما يتضمّن أناشيد وتعاليم عن أصل الحكمة وطبيعتها وتأثيرها (1 :1-20؛ 4 :11-19؛ 6 :18-37؛ 14 :20-15 :10؛ 24 :1-47؛ 51 :18 :30، قصيدة أبجديّة). ويختلف هذا القسم عن أم، لأنّه يتضمّن أيضاً فنونًا أدبيّة أخرى : مديح (29 :12-35)، صلوات (33 :1-13؛ 36 :16-22)، أناشيد شكر.

2) القسم الثاني (42 :15-51 :38). يتضمّن مديحًا لحكمة الله التي تظهر في الطبيعة (42 :15-43 :37) وفي حياة الآباء الذين كانوا عظماء عبر تاريخ إسرائيل. وجاء مديحُ الآباء في 44 :1-50 :26، وتبعه ملحقان نقرأهما في 50 :17-51 :38.

ثالثًا : التعليم. في سي ليست الحكمة فقط صفة بشريّة يعطيها الله فتوجّهنا نحو التقوى. إنّها أيضاً صفة خاصّة بالله، وهي تفعل بطريقة مستقلّة في الخلق وفي تاريخ البشريّة. وهذه الطريقة بالتحدّث عن الحكمة كشخص حيّ، تجد قمّتها في ف 24 الذي يصوّر تدخّلها في الخلق وتاريخ بني إسرائيل. نرى هنا تهيئة لِوَحْي العهد الجديد عن كلمة الله الأزلي. ساعة دوّن ابن سراخ كتابه، كان العالم اليهوديّ مهدَّدًا بحضارة متنامية يحملها العالم الهليني. لهذا، اهتمّ بربط تعليمه بالحكمة التقليديّة في اسرائيل، وبعمق التقوى اليهوديّة. شدّد على مخافة الله، وعلى احترام الحكمة التي صارت "شخصًا" أو "أقنومًا" (ف 24 م). كما شدّد على الشريعة وشعائر العبادة والذبائح والكهنوت. وأبرز الأمانة لله على مثال ما كانه الآباء. لهذا كان تعليمه المناخ الذي منه تشرّب المؤمنون استعدادًا للحروب المكابيّة التي ستحصل بعد ما يقارب العشر سنوات.







الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية

God Rules.NET
Search 100+ volumes of books at one time.