الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية: اسكوتيون


المسيحي مؤشر موسوعة إلكترونية

شعب من البربر (2مك 4 : 47) ذُكر مع البرابرة في كو 3 :11. الاسكوتيّون هم بدو هندو اوربيّون جاؤوا من سهول روسيا الجنوبيّة. أعطي اسمهم لشعوب آسيويّة، ولكن خطأ. يقول هيرودوتس إنّ الشعوب الآسيويّة قامت بعمليّة سلب ونهب حوالي سنة 625 ق.م. ووصلت حتى حدود مصر. هناك من يقول إن الاسكوتيّين هم عدوّ الشمال الذي يتحدّث عنه صفنيا وإر 4-6. تلك لمحة سريعة. ولكنّنا سنتوقّف مطوّلاً عند هذه القبائل فنتعرّف إلى اسمها وتاريخها وعلاقتها بعالم الإغريق وحضورها في فلسطين.

1) الاسم. (أشكناز) رج تك 10 :3؛ 1أخ 1:6؛ إر 51:27. في الأصل نجد الأكادي أشكوزا واليونانيّ سكوتيا. أما دخول الألِف في بداية الكلمة فأمر معروف في العبريّة كما في العربيّة حيث تبدأ اللفظة بمتحرّك لا بساكن. أما "الاسكوتي" (نسبة إلى اسكوت) فيقال في الأكادية : إشكوزيا، أشكوزيا، أسكوزيا. غير أن نصوص أشور بانيبال بعد سنة 640 تعرف الاسكوتيّين في لفظة "ساكا" التي استعملت أيضاً لدى الأخمينيّين في الشكل عينه، وفي العبريّة والأراميّة بشكل "س ك ي" (رج سوكيون المذكورون في 2أخ 12:3 بين الليبيّين والنوبيّين أي الكوشيّين في جيش شيشق الأوّل). أمّا اسم اسكوتية اليونانيّ فقد طبّق على أوكرانيا حتى الزمن البيزنطي، وإن لم يعد من الممكن الحديث عن الاسكوتيّين. أما الاسم العبري الذي شكّل أشكناز في زمن الترجمة السبعينيّة فقد دلّ في عبريّة القرون الوسطى على ألمانيا، بسبب قربه من ساخسن في ألمانيا. هذا الاسم كان معروفًا في أيام رابي راشي (1040-1105) والصليبيّة الأولى.

2) التاريخ. الاسكوتيّون قبائل من البدو قريبة من الفرس، قد عاشوا في الفيافي الواقعة شرقيّ الفولغا (الروسيّة). وامتدادهم جعل القيماريّين ينزحون ومعهم بعض الاسكوتيّين إلى الشواطئ الغربيّة لبحر قزوين. وهذا ما جعل الكتاب المقدّس يذكر هذين الشعبين وكأنهما شعب واحد من البدو. وهكذا اعتُبر الاسكوتيّون متحدّرين من القيماريّين (بنو جومر) (تك 10 :3؛ 1أخ 1:6 : بنو جومر اشكناز). دخلت القبائل الاسكوتيّة إلى بلاد فارس في بداية القرن الثامن ق.م. وذكرهم للمرّة الأولى اسرحدون (680-669 ق.م.) كحلفاء للمنيّين الذين أقاموا جنوبي بحيرة أورميا. وإذ أحسّ اسرحدون بخطر الأورارتيّين والمادايّين على حدوده، ساند القوة الاسكوتيّة، وأعطى أميرة أشوريّة لبرتاتوا، ملك الاسكوتيّين، الذين أقاموا جنوبي بحيرة أورميا حيث أقام المنيّون. فعلى إفريز في ناووس زيويّة دُفن فيه برتاتوا (سماه هيرودوتس بروتوتياس) سنة 645، نجد هذا الملك في لباس أشوري، يتسلّم الجزية من المادايّين والأورارتيّين والمنيّين. هذه مجموعة من الشعوب نجدها في إر 51:27-33 الذي يذكر أورارتو و(أراراط) والمنّيين (منّي) والاسكوتيّين وأشكناز (الاسكوتيين) مع ملوك ماداي. فإن حُسب الاسكوتيّون بين أعداء أشورية (هذا إذا قرأنا هنا أشور مكان بابل)، فهذا يعني أن الوضع تطوّر بين سنة 645 وسنة 615. كان مَدياس،ابن برتاتوا، قد دحر فراورتس وأوفخشترا اللذين سارا على نينوى سنة 623. غير أنّ أوفخشترا (في اليونانيّة : كوكساربس) بدأ ففرض سلطانه على الممالك المادايّية، ثمّ تغلّب على الاسكوتيّين (كما يقول هيرودوتس، التاريخ 1 :102-103؛ سترابون، الجغرافيا 1 :3 :21) وارتدّ على أشورية بمساعدة الاسكوتيّين. وهكذا تألّف جيشه من المادايّين والمنيّين والاسكوتيّين الذين زاد عليهم إر 51:17 الأورارتيّين (أعداء أشورية منذ القدم) فاحتلّوا أرافة سنة 615 ثمّ أشور، وحاصروا نينوى سنة 614. فاحتلّ مع البابليّين حرّان التي نهب هياكلها المادايّون والاسكوتيّون. وفي الوقت عينه احتلّ المادايّون والاسكوتيّون وادي دجلة الأوسط والأعلى وأخضعوا مملكة أورارتو التي احتلّوها بشكل نهائي قبل سنة 590، وساعة اجتاح أوفخشترا الأناضول. هذه الحملة الجديدة جعلته وجهًا لوجه مع علياتي، ملك ليدية. غير أنّ غياب تاليس (28 أيار 585 ق.م.) وضع حدًّا لهذا الصراع. أمّا الجيوش الاسكوتيّة، فتابعت مسيرتها عبر المقاطعات الشماليّة في أورارتو حيث دمّروا سنة 600 المدينة الأورارتيّة تيشيبايني (كرميل بلور الحاليّة القريبة من يريان). ومن الأكيد أن الاسكوتيّين الذين جاؤوا من آسية الغربيّة عبروا القوقاز وأقاموا في القرن السادس في فيافي منطقة كوبان والدون وأوكرانيا، فتركوا آثار فنّ رفيع في خطّ ما وُجد في قبر زيويّة الملكي.

3) الاسكوتيّون والإغريق (أو : أصل اليونان). كان اسكوتيو أوكرانيا والدون وكوبان يقيمون علاقات تجاريّة مع المدن اليونانيّة التي على الشاطئ الشماليّ للبنطس (أي البحر الأسود الحاليّ)، مثل بنتيكابيس، نمفايا، فاناغوريا في بلاد القرم. دفعهم السرماتيّون (بدو من أصل فارسيّ) فاحتلّوا قسمًا من الأرض الإغريقيّة التي بدأ فيها الوضع الاقتصاديّ بالانحطاط بعد 250 ق.م. فتجنّد عدد من شبّانهم كمرتزقة في الجيوش الإغريقيّة، بحيث إن المدن اليونانيّة طلبت مساعدة متريداتيس السادس، ملك البنطس (121-63 ق.م.) الذي أرسل ديوفانتيس قائد قوّاته، فطرد الاسكوتيّين. غير أنّ هؤلاء ظلّوا في القرم حتى القرن الثاني ب. م، ولن يعودوا يُذكرون بعد هذا التاريخ. اعتبر اليونان أن الاسكوتيّين هم شعب من البربر (كو 3 :11 : لا أعجميّ ولا اسكوتيّ). واستنبطوا فعلاً يتحدّث عن حلاقة الرأس، على مثال ما يفعل الاسكوتيون، أي بطريقة تثير الاشمئزاز (2مك 7 :4، 7؛ رج 4:47؛ 3مك 7 :5. الفعل هو باريسكوتيزاين).

4) الاسكوتيّون في فلسطين. تحدّث هيرودوتس (التاريخ 1 :104-106) عن سيطرة للاسكوتيّين دامت 28 سنة (مدّة سيطرة الاسكوتيّين على المادايّين). هذا ما حدث في عهد الفرعون بساميتيك الأوّل (664-610). أمّا المصدر الذي عاد إليه هيرودوتس فهو هياكل مصر. ول?كن يبدو أنّ الامر مبالَغٌ فيه. فما يمكن أن نقول هو انه وُجد بعض الاسكوتيّين في جيش الأشوريّين، ساعة المعاهدة بين الشعبين. أمّا اسم "سيتوبوليس" (مدينة الاسكوتيّين) الذي أعطي لبيت شان، فقد يعود إلى حامية من المرتزقة الاسكوتيّين جعلهم فيها بطليموس الثاني فيلدفية (282-246) سنة 254، يوم بدأ الوضع الاقتصاديّ بالانحطاط على شواطئ البحر الأسود.







الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية

God Rules.NET
Search 100+ volumes of books at one time.